زين الجرافيتي جدران الثورة اللبنانية وبدت حوائط  “رياض الصلح” و”الشهداء” في العاصمة بيروت فسيفساء ملونة، وكذلك كل المباني الممتدة من وإلى الساحتين والمحيطة بهما، وامتلأت بشعارات ورسومات وكاريكاتير. ومن المعروف أن الفن يتقدم بكل أشكاله عندما تبدأ الثورات ويصطف المتظاهرون ليعبروا وينتقدوا ما لا تقوله أحيانا الحناجر, والأهم أن هذا الفن الذي يرافق الثورة يؤرخ ويؤرشف للحظات تاريخية يشهد عليه الحجر والبشر معا. ثمة أشكال مختلفة من الفنون إن حكت, فهي تحكي عن خواطر وأفكار ومطالب رددها اللبنانيون على مدى أكثر من شهر. ومثلت الثورة اللبنانية لفناني جرافيتي, وطلاب كلية فنون, وفنانين تشكيليين, المفتاح الذي فتح لهم أبواب التعبير بشكل حر عن رأيهم بالطائفية والتبعية للأحزاب والزعماء السياسيين, والفساد, والمحاسبة وغيرها من الموضوعات التي تجبر أي مار من جانبها على التوقف عند الاإداع الكبير المجسد على الجدران. ولأن الثورة مرآة, حضرت بالكثير من الجداريات واللوحات والشعارات، هي هتافات في نهاية المطاف, صرخات بألوان الثائرين, قد تبقى حتى بعد انتهاء الثورة, شاهدة على تاريخ مجيد بالنسبة لكل اللبنانيين.