مما لا شك فيه أن البداية الرائعة للمنتخب الأوليمي ببطولة كأس الأمم تحت ٢٣ عام التي استضفتها مصر والآداء المذهل للاعبين في الثلاث مباريات التي خاضها المنتخب بدور المجموعات والتي حصل من خلالها على ٩ نقاط تصدر بها مجموعته كانت كافية أن تقنعنا بان المنتخب قدم المستوي المطلوب وأنه المرشح الأول للبطولة التى تقام على أرضه ووسط جماهيرة.وضح للجميع أننا نمتلك منتخب قوي متماسك لا يهاني من اي مشاكل فجميع المراكز بالفريق مليئة بالنجوم ولاعبين لديهم مهارات فائقة بجانب الحماس والقوة وما رأيناه من خطط تكتيكية منظمة وسرعة التحضير مع ارتفاع عنصر اللياقة البدنية لغالبية اللاعبين والاداء جماعي وتقارب الخطوط بالملعب ويوجد تناسق بين اللاعبين فى المبارياتعلينا أن نشكر القدر على وجود هذا الجيل من اللاعبين الشباب أمثال رمضان صبحي وأكرم توفيق ومصطفي محمد وبيكهام واسامة جلال وابوالفتوح ورفاقهم فجميعهم رجال ولاعبين سيكون لهم شأن كبير في المستقبل، ونأمل أن يحملوا احلام هذا الشعب العاشق لكرة القدم في الفترة القادمة بعد اليأس والأحباط الذي سببه المنتخب الاول بآدائه الهزيل الفترة الماضية وخروجه من بطولة كأس الأمم الأفريقية التي اقيمت علي أرضه.هناك لاعبين كثيرين لمعوا خلال هذه البطولة وقدموا آداء أكثر من رائع لكن "العفيجي" رمضان صبحي كان له الدور الأكبر والأعظم وهذا رأي جميع من شاهدوا وتابعوا البطولة من البداية.حكاية صاحب الـ22 عاما بها الكثير من الأحداث تألق في فترة صعبة للأهلي وحصل علي بطولة الدوري وبطولة وهو لم يتمم عامه الـ18 بعد، ساعد منتخب مصر للوصول لنهائيات كأس أمم إفريقيا والوصول للمباراة النهائية 2017 بعد 3 محاول فاشلة، ليتم طلبه في الدوري الأعظم في العالم و هو في سن ال19 ليخرج في رحلة إحتراف وصفت بأنها لم تكلل بالنجاح، ثم يتم استبعاده عن المنتخب في عهد أجيري وعدم مشاركته في بطولة كأس الأمم 2019.في إنجلترا لعب رمضان صبحي 51 مباراة سجل فيهم 3 أهداف وصنع مثلهم سواء مع ستوك سيتي أو هدرسفيلد، بالطبع كانت الأرقام بالنسبة للضجة التي خرج بها رمضان من مصر والتوقعات الكبيرة لما سيقدمه بالدوري الأول عالميا والآمال التي كانت معقودة عليه، ليعود رمضان إلى الأهلي.ومن ثم تبدأ قصة كفاح وتحدي جديد للعفيجي تطور واضح في الأداء بجانب قوة بدنية رهيبة، عالج غالبية الأخطاء التي كانت تعيبه مثل التسديد علي المرمي وكان فايلر مدرب الأهلي له دور كبير في هذا التطور،لتظهر نسخة جديدة من رمضان صبحي، بعيدا عن التطور الفني الطبيعي الذي طرأ عليه، إلا أن التطور الشخصي الذي جعله قائدا حقا للمنتخب هو الأبرز وجعل كل اللاعبين بالفريق يحترمونه بجانب كم الخبرات الكبيرة التي يمتلكها رغم صغر سنه، حتي قيادة المنتخب الأوليمبي للتتويج ببطول كأس الامم والصعود للاولمبياد ورسم بسمة كانت غائبة على وجه جماهير الكرة المصرية.لا شك أن رحلة رمضان الاحترافية كان لها مفعول السحر في تطوره بهذا الشكل وعودته للمعان من جديد مما جعل الجميع يتغنون به ويتوقعون له اللعب في أكبر الفرق في العالم، وأصبح رمضان من لاعب يقال عليه انه فشل في تجربة الاحتراف ولن يخرج من مصر مره آخرى إلي أفضل لاعب ببطولة كأس الأمم تحت ٢٣ عام ويلقب بالكابيتانو الجديد بعد الروح والحماس التي ظهر بهم خلال البطولة.في النهاية أتمني أن يستثمر رمضان بهذا الأداء الممتاز وروحه العالية وإشادات الجميع به، وأن يواصل العمل والاجتهاد والتطور، وأن يعي أن التعامل معه قبل البطولة شيء وبعدها شيء مختلف ولا يلتفت الآن لمسألة الأحتراف بل يركز في الملعب فقط مع ناديه ويقدم كل ما يمتلك من امكانيات وتوقعي أن ابو التفانين حدوته سيلعب في اكبر الفرق الاوروبية في القريب العاجل.
مشاركة :