شن المستوطنون بحماية من جنود الاحتلال «الإسرائيلي»، حملة مسعورة ضد الفلسطينيين في مدينة الخليل شمالي الضفة الغربية المحتلة، أصيب خلالها 17 فلسطينياً بينهم أطفال، أحدهم رضيع أصيب بحجر في رأسه، أدى إلى حدوث نزيف حاد، في حين أغلق الاحتلال الحرم الإبراهيمي الشريف ومنع المصلين من الدخول إليه، تمهيداً لاقتحامه من مئات المستوطنين، بينما بث مركز حقوقي مشاهد مصورة تفضح جنود الاحتلال وهم يعتقلون طفلاً (13 عاماً) في الخليل. وهاجم مئات المستوطنين، فجر أمس، منازل عدة في حي واد النصارى المتاخم لمستوطنة «كريات أربع» وشارع السهلة المجاور للحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وذكر شهود عيان، أن مجموعات «مسعورة» من المستوطنين هاجمت منازل المواطنين الفلسطينيين في شارع السهلة وقامت بإلقاء الحجارة تجاه هذه المنازل، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين. واقتحم مئات المستوطنين، الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، بعد منع سلطات الاحتلال المسلمين والزوار من الوصول إلى الحرم بعد إغلاقه ومنع الأذان فيه. وشهدت ليلة السبت، موجة من اعتداءات المستوطنين على السكان في محيط الحرم الإبراهيمي، ما أدى إلى إصابة 12 مواطناً بينهم أطفال بجروح ورضوض وكدمات وحالات اختناق بسبب رشهم بغاز الفلفل، في حين أصيب خمسة مواطنين آخرين، ظهر أمس، إثر مهاجمة مجموعة من المستوطنين منازل المواطنين في شارع الشهداء وحي تل الرميدة في الخليل، ومن بين المصابين طفلاً أصيب بحجر في رأسه إثر إلقاء المستوطنين الحجارة على منازل لعائلة أبو شمسية في تل الرميدة. وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمها تعاملت مع إصابة طفل بحجر في الرأس بالبلدة القديمة في الخليل، ثم نقل إلى مستشفى عالية الحكومي لتلقي العلاج، كما أصيب مواطن من ذوي الإعاقة جراء اعتداء المستوطنين عليهم في المدينة. إلى ذلك، أجبر جنود الاحتلال، المئات من أصحاب المحال التجارية في منطقة باب الزاوية وسط الخليل، على إغلاق محالهم التجارية، ومنعت حركة المواطنين، تمهيداً لاقتحام مئات المستوطنين منطقة شارع بئر السبع. وأظهر فيديو وثقه مركز المعلومات لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة «بتسيلم»، «الإرهاب النفسي والجسدي» الذي مارسه جنود «إسرائيليون» بحق فلسطيني يبلغ (13 عاماً)، من مدينة الخليل، أثناء اعتقاله. واعتبر المركز في تقرير، أن ما تعرض له الصبي عبد الرازق إدريس، «ليس حالة استثنائية، إنما هو جزء من روتين العنف اليومي الذي يتعرض له سكان الخليل» على يد قوات الجيش «الإسرائيلي» والمستوطنين، و«يشمل الاعتداء الجسدي، والتهديد، وتوجيه الإهانات، والإذلال، وتكرار اقتحام المنازل خاصة في ساعات الليل، والاعتقال العبثي للقاصرين والبالغين». إلى ذلك، أكد المركز أن السلطات «الإسرائيلية» تتستر وراء ذرائع «أمنية» لتبرير هذا «الروتين»، كما تبرر نظام الفصل الذي تطبقه في المدينة، مشدداً على أن ما جرى يثبت أن «الأمن حجة فارغة تستخدمها «إسرائيل» لتبرير ممارسات تفرض على الفلسطينيين واقعاً لا يطاق، ويدفعهم إلى الرحيل عن منازلهم وكأنما بمحض إرادتهم». ونقل المركز توثيقاً لشهادة الطفل إدريس والتجربة التي مر بها؛ حيث قال: «في يوم الأحد الموافق 3 نوفمبر 2019، أغلقوا مدرستنا نحو الساعة العاشرة وأرسلونا جميعاً إلى منازلنا بعد أن ألقى الجنود قنابل غاز داخل ساحة المدرسة وقربها، يقع منزلنا على بعد نحو ثلاثة كيلومترات من المدرسة، وقد ذهبت إلى منزلنا برفقة صديق لي، عندما وصلت إلى مدخل جبل جوهر انقض علي فجأة جنديان وأخذا في جري نحو جيب «إسرائيلي»، حملني أحد الجنديين وأدخلني إلى الجيب ثم عصب عيني، خفت كثيراً ولم أفهم ما الذي يجري حولي، جلست داخل الجيب ولم أتفوه بكلمة، صفعني أحد الجنديين وركلني، كان يتحدث بالعبرية ولم أفهم ما الذي كان يقوله». وتابع الطفل إدريس: «بعد ذلك اقتادني الجنود إلى داخل معسكر الجيش في مستوطنة (كريات أربع)، في المعسكر أدخلوني إلى غرفة وعيناي معصوبتين، لكني شعرت بوجود جنود هناك، أخذ أحدهم يشتمني ويشتم أمي، كان يتحدث إلي بالعربية ويتهمني برشق الحجارة، أنكرت ذلك وقلت له أنني لم أفعل شيئاً، سألني عن الأولاد الذين يرشقون الحجارة فأجبته أنني لا أعرف أحداً، وأنني كنت في طريقي إلى منزلي ولم أفعل شيئاً». (وكالات)
مشاركة :