وفي المدينة المنورة تحدث إمام خطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ عبدالباري الثبيتي وجوب نصرة المسلم نصرة المسلم لأخيه المسلم، وما جاء في حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَال َرَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا ، أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ ؟ قَالَ : تَحْجِزُهُ عَنِ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِك َنَصْرُهُ" . وقال فضيلته أن النصرة علامة الإيمان فإذا نصرت الأمة المظلوم وأخذت على يد الظالم ومنعته من الظلم نجت من عقاب الله مستشهدا فضيلته بقول الله تعالى ( وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ومن نصر المظلوم نصره الله سبحانه وتعالى ، وسخر له من ينصره في الدنيا والآخرة . وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي أن النصرة تحالف إسلامي وتعاضد إيماني وفيها قوة للمسلمين وعزة للمؤمنين فهي توقض الهمم بالثبات ، وتجمع المؤمنين في صف واحد، وعلى قضية واحدة ، وهم واحد مع الكرامة والتضحية، مستشهدا فضيلته بقول الله تعالى ( تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) . وبين فضيلته إن النصرة فريضة شرعية وضرورة دنيوية ، فقد غدى العدوان على الإسلام والكيد له سمة العصر في صور متعددة ومظاهر متنوعة ، قال الرسول الله صلى الله عليه وسلم " يُوشِكُ الأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيكُمْ الأمم كَمَا تَدَاعَى الأَكَلَة ُإِلَى قَصْعَتِهَا". فقال قائل : ومِن قلَّةٍ نحن يومئذٍ قال: " بَلْ أَنتُمْ يَومَئِذ ٍكَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزِعَنَّ اللهُ مِنْ صُدُورِعَدُوِّكُمْ المَهَابَةَ مِنكُمْ، وَلَيَقذِفَنَّ اللهُ فِي قُلُوبِكُمُ الوَهَنَ"، فقال قائل : يا رسول الله وما الوَهَن قال: " حُبُّ الدُّنيَا وَكَرَاهِيَةُ المَوتِ " . وأشار فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن ضعف النصرة بين المسلمين يؤدي إلى تسلط عدوهم وزيادة بطشه بالتنكيل بالآمنين وإذلال الموحدين وسلب الأرض وانتهاك العرض ، مبينا فضيلته أن الفساد الكبير والفتنة المشتعلة في أراضي المسلمين أساسها التفريط في مبدأ النصرة ، قال الله تعالى ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء ُبَعْضٍ إِلا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ) . وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبد الباري الثبيتي أن من تقاعس عن مد يد النصرة لمظلوم ذل في دنياه وخسر في أخراه ، فقد جاء النهى عن خذلان المسلم والتنصل عن نصرته، قال الرسول صلى الله عليه وسلم " مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ " . وتحدث فضيلته عم ما يحدث في بعض بلاد الأمة الإسلامية من ابتلاء ، مبينا أن الأمة ابتليت بمن يتحالف مع عدو أمته ويشهر سيف الغدر علي بني جلدته ويزرع الفتنة ويمكن للانقلاب والفوضى طمع في منصب رئاسي ، يعلق أوسمة الخزي والعار ولو على جماجم الأبرياء وأشلاء الأطفال ، وكيف يؤمن الناس من خدع شعبه وخان وطنه وأستنصر أولياء الباطل على قومه وجيرانه ، وأخر يقتل شعبه بالقنابل الحارقة والبراميل المتفجرة والغازات السامة ، في سورية الصبر والإباء ، مشيرا إلى أن هذه الأحداث تأتي امتحانا للنفوس وتمحيصا للصفوف ليعلم الله من ينصر المظلوم ومن يردع الظالم ومن يتمسك بالحق في وجه الباطل، قال الله تعالى (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ ) . وخلص أمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ عبدالباري الثبيتي في نهاية خطبته أن الولاية مع المستضعفين قائمة والنصرة لهم واجبة والمسلمون في كل بقاع الأرض هم جزء من جسد الأمة الكبيرة بحكم أخوة الإسلام فلهم حق المعاونة والمعاضدة ودعمهم بعناصر القوة لتقوية الضعيف وحفظ الدين والنفس والعرض. // انتهى // 17:04 ت م تغريد
مشاركة :