حلم التتويج يراود المنتخبات العربية في "خليجي 24"

  • 11/24/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تتّجه الأنظار صوب الدوحة الثلاثاء القادم أين تنطلق منافسات بطولة كأس الخليج العربي في نسخة جديدة “خليجي 24” يتوقع أن يكون التنافس على لقبها على أشدّه، خصوصا للمنتخبات التي تمر بفترة انتعاشة كبيرة على غرار السعودية والإمارات والعراق وقطر، إضافة إلى منتخب الكويت الذي يمتلك سجلا حافلا في هذه البطولة بتحقيقه رقما قياسيا في عدد ألقابها. ويراهن محللون رياضيون ومتابعون لكرة القدم الخليجية على أن مسابقة هذا العام تختلف عن نظيراتها في ما مضى، أولا لجهة الحافز المعنوي الكبير الذي ستمنحه للمتراهنين على لقبها، خصوصا أن أغلب المنتخبات العربية ستدخل غمار هذه المنافسة لا بنيّة المشاركة فحسب وإنما تترصّد التتويج على أرض قطر. وثانيا كون هذه البطولة تمثل بروفة إعدادية للمنتخبات التي تخوض غمار التصفيات المؤهلة لبطولة كأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023. واستنادا إلى بعض القراءات الفنية، فإن العديد من المؤشرات تبرز في هذه المسابقة الودية، مما يجعلها موضع رهان كبير لمنتخبات آسيا الكبرى، حيث تمتزج فيها قوة الأداء الذي ينتظر أن يفرضه اللاعبون مع عامل الخطط التكتيكية الذي يتسلح به أغلب الفنيين، ليخلقا مزيجا من التنافس خصوصا بعد إعلان مشاركة الدول الخليجية الثلاث، السعودية والإمارات والكويت، في البطولة. رهان كبير على الفكر الأوروبي يطغى الفكر الأوروبي على أداء المنتخبات المشاركة في بطولة “خليجي 24”. ويقود ستة مدربين أجانب ستة منتخبات من أصل ثمانية ستخوض البطولة الخليجية، فيما تتسلح الكويت واليمن بالتعويل على مدربين محليين. ويرى معلقون رياضيون ومتابعون لكرة القدم الخليجية أن هذا الكمّ من المدربين الأجانب سيسهم في إثراء البطولة قياسا بما يمتلكونه من رؤية فنية وخبرات تدريبية ستساعد على الارتقاء بالمنتخبات من حيث المستوى والنتائج. وتعتمد ستة منتخبات في “خليجي 24” على المدرب الأجنبي لتحقيق تطلعاتها خلال البطولة المرتقبة، حيث توزعوا بالتساوي على المجموعتين الأولى والثانية. وفي المجموعة الأولى يقود الإسباني فيليكس سانشيز المنتخب القطري، في حين يحمل الهولندي بيرت فان مارفيك لواء الإمارات بهذه البطولة، أما المدرب الثالث فهو السلوفيني سريتشكو كاتانيتش الذي سيكون على رأس منتخب “أسود الرافدين” العراقي. ويعدّ المنتخب اليمني الوحيد بهذه المجموعة الذي يشرف عليه المدرب الوطني سامي النعاش، وهو لا يزال يحقق نجاحات لافتة مع منتخب بلاده. وفي المجموعة الثانية يتولى الفرنسي هيرفي رينارد تدريب السعودية، ويقود البحرين البرتغالي هيليو سوزا، في حين يشرف على تدريب سلطنة عُمان الهولندي أروين كومان. فيما يعتبر منتخب الكويت، الذي يقوده مدرب محلي وهو ثامر عناد الذي أثبت جدارته بعدما تسلم مهمته مؤخرا، الاستثناء في هذه المجموعة. وتزايد رهان المنتخبات الخليجية في السنوات الأخيرة على المدربين الأجانب وخصوصا من ذوي الجنسيات الأوروبية، حيث تعتبر المدرسة الأوروبية الأبرز في عالم التدريب والأكبر إلماما بشؤون كرة القدم سواء إداريا أو فنيا أو بدنيا. ورأى بعض المعلقين الفنيين أن تواجد ستة مدربين أوروبيين على رأس الأجهزة الفنية لمنتخبات قطر والإمارات والعراق والسعودية وسلطنة عُمان والبحرين، من شأنه أن يعود بالفائدة عليها جميعا. ويتوقع المحللون أن يخلق وجود هؤلاء المدربين نوعا من التنافس المثير في ما بينهم بحيث يطمح كل منهم إلى إثبات جدارته على الآخر، ولهذا أيضا انعكاساته الإيجابية على المنتخبات الستة المتنافسة. ويتصف المدرب الأوروبي، بناء على الخبرات التي اكتسبها كلاعب ومدرب، بالقدرة على معاينة قدرات لاعبيه واكتشاف ما لديهم من مهارات وقدرات، وبالتالي توظيفها بالشكل الذي يناسب فكره التكتيكي والفني في المواجهات المرتقبة. كما يمتاز المدرب الأجنبي، وفقا لبعض القراءات التحليلية للمختصين، ببراعته في تحليل واقع فريقه قبل وأثناء وبعد كل مباراة، بحيث تتم معالجة الأخطاء، إن وجدت، وتعزيز الإيجابيات أملا في تحسين جودة الأداء والنتائج. كما يركز المدرب الأوروبي كثيرا على الجوانب البدنية التي تمنح اللاعب القدرة على المحافظة على وتيرة جهده داخل الملعب. ورغم الإشادة الكبيرة بالفكر الأوروبي، إلا أن ذلك لا يمنع من التقليل من شأن المدربين العرب الذين يجتهدون ومنهم من استطاع أن يثبت جدارته على المدرب الأوروبي في العديد من النسخ السابقة لبطولة الخليج. وكتب العديد من المدربين أسماءهم بأحرف من ذهب في تاريخ البطولة، ويأتي أسطورة العراق عمو بابا في صدارة المتوجين بلقب هذه البطولة، إذ حصد اللقب ثلاث مرات مع “أسود الرافدين”. وافتتح المخضرم عمو بابا ألقابه وقاد العراق للحصول على الكأس الأولى عام 1979، ليكسر الهيمنة الكويتية، قبل أن يضيف المدرب نفسه لأسود الرافدين لقبي 1984 و1988، ليمثل النقطة المضيئة في القائمة، إذ يعد صاحب الرقم القياسي في التتويج بالبطولة. كما تجدر الإشارة إلى أن المنتخب الكويتي حصد اللقب في النسخ الأربع الأولى من البطولة التي انطلقت من البحرين تحت قيادة المصري طه الطوخي (1970)، ثم توج اليوغوسلافي ليوبيسا بروشتش بلقبي (1972 و1974)، قبل أن يضيف البرازيلي ماريو زاغالو الكأس الرابعة للكويت عام 1976. وفي دلالة على أهمية المدربين العرب بهذه البطولة كان سجل المدرب الجزائري جمال بلماضي لافتا، حيث قاد المنتخب القطري في النسختين الأخيرتين وظفر معه بلقب “خليجي 22” عام 2014. وإضافة إلى حوار المدربين، الذي ينتظر أن يكون تكتيكيا بالدرجة الأولى على أرضية الميدان، يراهن بعض المتابعين على الاستعداد المكثف للمنتخبات الكبرى المشاركة بهذه البطولة ومنها من خاض معسكرات استعدادا لهذه البطولة، فيما تجهزت منتخبات أخرى بإقامة بطولة مصغرة مثل بطولة غرب آسيا التي احتضنها العراق الصيف الماضي. في دلاله على الأهمية التي تحظى بها مشاركة المنتخب السعودي بكأس الخليج، توصلت رابطة الدوري واتحاد الكرة إلى تنسيق نهائي حول ترتيبات التعامل مع مشاركة الأخضر في المسابقة الخليجية. وتضمن الاتفاق الثنائي تأجيل جولتين من الدوري وهما الجولة الـ11، والـ12، سعيا لمنح بعض اللاعبين السعوديين الفرصة للمشاركة مع المنتخب الأول. وأكد مصدر مقرب من هيرفي رينارد أنّ الفرنسي مهتم جدا بالمشاركة الجدية في البطولة بصفوف مكتملة واختيار عناصر فاعلة وقوية، وكذلك إعطاء الفرصة للنجوم الجدد. وأوضح المصدر أن “رينارد ينوي البناء على التجانس بين عناصر الفريق لأطول مدة، بعد أن تصدر الفريق مجموعته في ختام المرحلة الأولى في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023”. وأضاف أن “اللعب بكأس الخليج يعتبره رينارد فرصة ليواصل الاعتماد على عناصره، لاسيما وأن التصفيات ستتوقف حتى 26 مارس من العام المقبل، وهي مدة طويلة للعب دون خوض تحديات فنية قوية”. وأعلن المنتخب السعودي قائمته النهائية التي سيدخل بها غمار المنافسة الآسيوية، وحدد رينارد الأربعاء الماضي أسماء الـ23 لاعبا الذين سيعتمد عليهم لخوض هذه البطولة. وكشف حارس المنتخب السعودي فواز القرني جاهزية الأخضر لتقديم أفضل مستوياته في بطولة “خليجي 24”، وذلك عقب المباراة التحضيرية الودية التي خاضها الأخضر أمام باراغواي وتعادل فيها الثلاثاء الماضي. وقال القرني، “نحن جاهزون للمشاركة في أي وقت متى طلب المدرب منا ذلك، ونحمل على صدورنا شعارا غاليا وسنظهر بالصورة التي تليق بالمملكة في بطولة خليجي 24 وبالتصفيات الآسيوية المشتركة، وسنفرض كلمتنا على الجميع”. ومن جهته يتطلع المنتخب العراقي إلى قول كلمته هو الآخر والذهاب بعيدا في هذه المسابقة الاستعدادية، خصوصا بعد النتائج الملفتة التي حققها في التصفيات المزدوجة ودعّمها بانتصار غال على المنتخب الإيراني، وأتبعها بتعادل إيجابي أمام البحرين. ويمر منتخب “أسود الرافدين” حاليا بحالة من الاستقرار مع المدرب السلوفيني سريتشكو كاتانيتش، مع وجود عدد من اللاعبين الذين سيمثلون أسلحة حقيقية للمدرب في تحدي الخليج، خصوصا أن أغلب اللاعبين باتوا يملكون خبرة جيدة ونضجا كرويا سيمكنهم من الدخول في البطولة من أجل المنافسة. ويضع كاتانيتش ثقته في عدد من اللاعبين من ذوي الخبرة، والذين ينتظر منهم أن يشكلوا ثقلا للفريق في البطولة لما يملكونه من تجارب احترافية طويلة في الملاعب الخليجية وتمرس في تمثيل المنتخب. ويملك علاء عبدالزهرة، هداف الدوري بالموسم الماضي، تجربة احترافية في الدوري القطري لفترة طويلة، وخاض مع المنتخب العراقي عددا من بطولات الخليج وهو متمرس في هذه البطولة، ودخل القائمة الوطنية مجددا بعد تتويجه بلقب الهداف ليؤكد جدارته في التواجد مع الفريق. ودائما ما يسعى كاتانيتش إلى ضخ دماء شابة في المنتخب وإضافة عدد من اللاعبين الواعدين إلى تشكيلته، حيث تواجد لاعب الارتكاز صفاء هادي في الآونة الأخيرة مع “أسود الرافدين” بشكل ثابت. والأمر نفسه ينطبق على اللاعب المهاري إبراهيم بايش الذي يعد من الوجوه المعول عليها في البطولة. كما أنه من المتوقع أن يكون محمد قاسم، أحد نجوم البطولة في حال أخذ الفرصة كاملة، فيما يتوقع غياب همام طارق وبشار رسن لارتباطهما بأنديتهما. ويعتبر المنتخب العراقي الأكثر تمرسا على الملاعب القطرية، إذ خاض “أسود الرافدين” عددا كبيرا من مبارياتهم في الدوحة. كما كانت ملاعب قطر هي المفترضة للعراق في المباريات الدولية البيتية، ناهيك عن خوض الفرق العراقية بشكل مستمر لمعسكرات تدريب في الدوحة. وإضافة إلى المنتخبين السعودي والعراقي يتطلع الأبيض الإماراتي إلى كتابة التاريخ بهذه البطولة وتدوين سجله الخالد في المسابقة الخليجية كأحسن ما يكون. ويعول المنتخب الأبيض على العديد من النجوم البارزين في الدوري المحلي وبعض المحترفين في أندية سعودية وعربية أخرى. وسيكون التركيز منصبا على نجمي المنتخب، الأول عمر عبدالرحمن “عمروي” الذي ينتظر تواجده ضمن كتيبة فان مارفيك من أجل تمثيل بلاده رغم تراجع مستوى هذا اللاعب في السنوات الأخيرة، أما النجم الثاني فسيكون علي مبخوت الآلة التهديفية للمنتخب الإماراتي وقوته الهجومية التي لا تستكين. وفيما تفتح البطولة الباب أمام العديد من الوجوه الكروية المعروفة خليجيا للبروز والتألق كأفضل ما يكون، فإنها تعتبر فرصة واعدة لميلاد بعض المواهب الأخرى التي ينتظر ظهورها. فرصة لميلاد بعض المواهب دائما ما تكون كأس الخليج العربي لكرة القدم بمثابة الفرصة الملائمة لميلاد العديد من النجوم وتألقهم، حيث سجلت هذه المسابقة العربية عبر تاريخها الطويل ميلاد العديد من الأسماء الموهوبة. ويتوقع كثيرون أن يكون مهند علي، نجم المنتخب العراقي، أحد المرشحين بقوة للظهور في البطولة، حيث يعتبر أحد أهم المواهب الصاعدة والواعدة في الكرة العراقية والعربية عموما في السنوات الأخيرة، وتألق بشدة مع منتخب بلاده في كأس آسيا الأخيرة، وهو هداف أسود الرافدين في التصفيات المشتركة. وهذه النسخة هي الثانية التي يظهر فيها علي مع المنتخب العراقي، وهو مرشح لأن يكون من بين أبرز اللاعبين في البطولة، وكذلك المنافسة بقوة على لقب الهداف. ويبرز من المنتخب الكويتي يوسف ناصر هداف فريق الكويت وأيضا هداف المنتخب في التصفيات المشتركة، وهو لاعب قوي ويعول عليه الجهاز في “خليجي 24” لصناعة الفارق في البطولة، وتقديم مستويات رائعة مع منتخب بلاده. كما أنه يمتلك خبرات المشاركة في البطولة الخليجية، ولذلك يبرز كأحد أبرز المرشحين للتألق في المسابقة الخليجية. وبالانتقال إلى سلطنة عُمان يبرز المنذر ربيع كأحد اللاعبين الصاعدين المتميزين في المنتخب، ويلعب في نادي ظفار ونجح في حجز مقعد له بالتشكيلة الأساسية للمنتخب وسجل له 3 أهداف في التصفيات الآسيوية المشتركة. ويعتبر ربيع من اللاعبين الأشداء الذين يتوقع لهم أن يكون لهم صيت واسع في “خليجي 24”، لاسيما وأن منتخب بلاده هو حامل اللقب ويطمح إلى المنافسة على الفوز باللقب الثالث في تاريخه. كما تضم تشكيلة المنتخب الإماراتي العديد من الأسماء المتميزة والقوية، ويظل الهداف علي مبخوت الأبرز والمتوقع توهجه في “خليجي 24”. وبالمثل يعتبر سلمان الفرج، نجم وسط المنتخب السعودي، أحد أهم اللاعبين في تشكيلة الأخضر، وصاحب أداء قوي ومميز سواء مع منتخب بلاده أو مع فريق الهلال السعودي، ويتوقع أن يكون من النجوم المتألقين في “خليجي 24”. ويبرز الفرج كلاعب قوي ويمتلك خبرات عالية ويؤدي دوره بصورة متميزة هجوميا، ويمثل حلقة وصل مهمة ما بين خطي الوسط والهجوم ورئة مهمّة يتنفس عبرها الأخضر في مبارياته.

مشاركة :