لوحاته تنطق بالجمال وتعبر بشفافية عن منجزات الوطن، بألوان وتعابير تمضي إلى غاية الفن بكل تجلياته العميقة، ومن خلال مشاركة الفنان التشكيلي عبدالقادر الريس في معرض «فن أبوظبي» في نسخته الحالية في منارة السعديات شكلت لوحاته المعروضة ضمن إبداعات الفنانين الإماراتيين دفقات تنبض بالجمال، وتحتوي اللحظة بكل تفاصيلها بحثاً عن توثيق للماضي الجميل، وتأكيد للحاضر المشرق، ومن ثم نظرة حالمة للحياة الإماراتية وعناصرها المبدعة في تشكيل وجه الطبيعة، حيث تكتنز ثلاث لوحات معروضة لهذا الفنان الأحلام التي شكلت البدايات إبان قيام «دولة الاتحاد» ووصولاً إلى الفضاء عبر رسم الكرة الأرضية تمثيلاً للصور التي التقطها رائد الفضاء هزاع المنصوري، ومن ثم إعادة تشكيل شجرة السمر وفق رؤية الفنان نفسه، كون هذه الشجرة تمثل حياة أخرى في الإمارات، بالإضافة إلى صورة جسر استخدم فيها الريس قاموسه الخاص في قوة تشكيل الألوان، وإعادة صياغتها بروح الفن الأصيل. يقول الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس الذي يمتلك رصيداً من اللوحات التي ظلت تحمل قيمتها رغم مرور الزمن: يعكس «فن أبوظبي» جملة من التجارب الإماراتية والعالمية، وهو ما يثري ساحات الفن، ويعطي زخماً للتجارب المبدعة في مثل هذه المعارض التي تعلو فيها كلمة الإبداع، وتبرز قيمة الفن. ويضيف: ساهمت بثلاث لوحات تجلت في مرآتها معالم الوطن بكل تفاصيله، حيث أعمل منذ زمن لإبراز الموروث الإماراتي في أعمالي، بما يتناسب مع قيمته وأثره في الحياة قديماً، ودوره في صياغة عقول أبناء الوطن في العصر الحالي، لافتاً إلى أن استلهام الفكرة من منابعها يمنح الفنان فرصة للتشكيل وفق أطر مدروسة، لكن من المهم أن تستطيع هذه الأعمال أن تخاطب الجميع في هذا المعرض العالمي الذي يجمع صنوفاً من الفنانين الكبار، وصنوفاً من الجماهير التي تقدر قيمة الفن، وتحتفي به وتنظر إليه باعتباره روح الجمال. يذكر أن تجربته في «فن أبوظبي» جعلته يحرص على المشاركة بلوحات استجمع فيها حكايات خاصة عن الوطن ومن ثم الأحلام التي شكلت لحظات مهمة في مسيرته: فضلاً عن استلهام معانٍ حضارية وإنسانية من حياة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهو ما تجلى في لوحة «الجسر» التي استحضر فيها معاني وطنية راسخة، واستخدم فيها ألواناً ذاتية من قاموسه الملهم، مشيراً إلى أن الوطن في كل مراحلة وبخاصة منذ قيام «دولة الاتحاد» منح لأبنائه قوة كبيرة في الفن وأعطاهم دفقات معنوية وهو ما نراه اليوم راسخاً في معظم أعمال الفنانين التشكيليين الإماراتيين، وأنه يحمل في ذاته محبة عميقة لرموز الوطن والإنجازات التي تحققت، مبيناً أن ما حدث في الإمارات خلال السنوات الماضية لا يقاس بعمر الزمن، لكنه يقاس بلغة الإبداع الذي فاق كل حدود. ويرى الفنان عبدالقادر الريس أن اللوحة التي رسمها لشجرة السمر في الإمارات تعبر عن نظرته لها المنبعثة من روح الفن، كونها تنبت في ظروف بيئية تلائم أجواء الإمارات، نظراً لقلة احتياجاتها للماء، وفضلاً عن أنها تعد مصدراً لرحيق الأزهار الذي يتغذى عليه النحل لإنتاج أجود أنواع العسل، كما أن أوراقها تستخدم في أغراض الطب الشعبي، وهو ما جعله يقدم لها رؤية إبداعية أخرى، ومن ثم المشاركة بها في «فن أبوظبي» ويورد أنه شارك بلوحة ثالثة عن الكرة الأرضية حملت عنوان «تحقق طموح زايد» مزج فيها ألواناً مختلفة مع الخط العربي الذي يملك القدرة على تطويعه في لوحاته بمهارة وإتقان، وأنه يفخر بأن أعماله تنتمي للإمارات وتعكس موروثاتها ومقدرات الجمال التي تكتنزها في الطبيعة والحياة.