لو عاد بك الزمن!

  • 11/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لو عاد بك الزمن ما القرارات والمواقف التي ستعيد النظر والتفكير فيها؟ وما الخطوات التي ستغيّرها حتى لا تسلك مسالك الندم؟ طبعاً الزمن لا يعود وكل ما مضى سجلٌّ فات. ولكن لعلّ طرح مثل هذه التساؤلات يساعدنا في مراجعة قراراتنا في مستقبل الأيام. وإذا تأمّلت فيمن حولك ستجد أن بعض الناس في محطات العمر الأخيرة يكثرون من التحسّر على تفويت فرص وعلاقات كانوا يرونها (وقت شبابهم ونضجهم العمري) من معيقات الطموح والنجاح. وبحسب الدراسات الأميركيّة لأحوال بعض من بلغوا سن الشيخوخة نجد -على سبيل المثال- أن كثيرين منهم تمنوا أنهم لم ينشغلوا بالتنافس والصراع كثيراً، وأنهم أعطوا وقتاً أطول لمن يحبونهم من العائلة والأصدقاء. ومن جهة أخرى يقول هؤلاء إنهم نادمون على منح مساحة كبيرة من وقتهم للقلق والتوتر ما أدى إلى تقليل فرص اكتمال الاستمتاع بالحياة وما لديهم. وفي هذه الدراسات نجد أيضاً أن بعض من بلغوا من العمر عتيّا يتمنون أنهم وسعوا مساحة التسامح مع الناس، على اعتبار أن كلمة "آسف" لا تكلف سوى بعض الشجاعة، وباعتبار كلمة "سامحني" مفتاح بوابة السلام مع النفس والناس. وأعمق من هذا يقول لك هؤلاء الذين عاشوا حياة طويلة أن عليك السعي كي تعيش حياتك كما كنت تحلم وتخطط، وليس عليك أن تجامل في قرارات حياتك المصيريّة، وتذكّر في كل مراحل علاقاتك أن تتعامل مع الناس بأمانة وصدق. وفي مسألة نمط العيش وأسلوب الحياة يقول هؤلاء الشيوخ المجربون بأن متعة الانطلاق والاستمتاع بالحياة تكمن في قدرتك على أن تعيش لحظتك وتكتشف قدراتك، وتواجه مخاوفك، وألا تضيّع وقتك في تتبّع أخطاء وعثرات الآخرين. ومن عجائب خلاصات هذه الدراسات أن نسبة كبيرة من المسنين يتمنّون لو أنّهم لم يقضوا وقتاً كبيراً من حياتهم في العمل والكدح فلا شيء يستحق كل هذه التضحيات من وجهة نظرهم. ومصدر العجب هنا أن هؤلاء المبحوثين نشؤوا واستنشقوا هواء الرأسماليّة في الولايات المتحدة التي تمجّد التنافس والعمل والكسب بوصفها من أركان الحلم الأميركي. تُرى لو عاد بك الزمن هل ستغيّر رأيك (مثلاً) قبل تقديم ورقة "الوشاية" التي أنهت طموح ذلك الزميل الكفوء؟ وهل لو عاد الزمن.. ستعود لممارسة ما يوجع ضميرك اليوم؟ مسارات قال ومضى: ما أقبح الطموح إن كان الثمن طمأنينة الروح

مشاركة :