بغداد، الناصرية - (وكالات الأنباء): قتل ستة متظاهرين بالرصاص في جنوب العراق امس الأحد مع تصاعد العصيان المدني بعد قرابة شهرين من احتجاجات دامية تعتبر بين الأكبر في التاريخ الحديث للبلاد، يقابلها غياب أي أفق لحلّ سياسي. من جهة أخرى، أفاد مراسل قناة «العربية»، مساء الأحد، بقطع التيار الكهربائي عن ساحة التحرير ووسط العاصمة العراقية بغداد. وقبل ذلك، توجه آلاف طلاب الجامعات إلى ساحة التحرير في بغداد. وأظهرت مقاطع مصورة تداولها عدد من الناشطين الطلاب يتجهون إلى وسط العاصمة العراقية، وذلك بعد ليلة عنيفة شهدتها بغداد، إثر الاشتباكات التي لم تهدأ حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد، وأدت إلى مقتل محتج وإصابة العشرات. وقد تجددت الاشتباكات والاحتجاجات في شارع الرشيد، أمس الأحد، عندما استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية والغاز المسيل للدموع لمنع المتظاهرين من محاولة الوصول إلى الطريق المؤدي إلى البنك المركزي. وقالت الشرطة ومصادر طبية، بحسب ما أفادت وكالة رويترز، إن 15 محتجاً على الأقل أصيبوا بجروح. وتأتي هذه التحركات غداة مقتل متظاهرين بالرصاص المطاطي في مواجهات بين محتجين والقوات الأمنية في بغداد، ما رفع الى عشرة عدد الذين قضوا في مواجهات في العاصمة منذ ليل الأربعاء الخميس. وواصل المحتجون امس اعتصامهم في العاصمة، ولا سيما في ساحة التحرير وعلى مقربة من ثلاثة جسور مقطوعة هي الجمهورية والسنك والأحرار. وقال متظاهر فضّل عدم كشف اسمه لفرانس برس: «باقون في أماكننا، ولن نتحرك حتى إسقاط الحكومة وتنفيذ مطالب المتظاهرين». وتأتي هذه التحركات غداة مقتل متظاهرين بالرصاص المطاطي في مواجهات بين محتجين والقوات الأمنية في بغداد، ما رفع الى عشرة عدد الذين قضوا في مواجهات في العاصمة منذ ليل الأربعاء الخميس. وتهز الاحتجاجات بغداد وبعض مدن الجنوب، مطالبة بـ«اسقاط النظام» وإجراء إصلاحات واسعة. ويتهم المحتجون الطبقة السياسية بـ«الفساد» و«الفشل» في إدارة البلاد. وقتل نحو 350 شخصاً، غالبيتهم متظاهرون، منذ بدء موجة الاحتجاجات في الأول من أكتوبر. وفي الناصرية التي تعد مع الديوانية رأس الحربة في موجة الاحتجاجات في الجنوب، قتل ثلاثة متظاهرين بالرصاص في مواجهات مع القوات الأمنية ليل السبت الأحد، بحسب مصادر طبية. وأوضحت المصادر لوكالة فرانس برس أن 53 متظاهرا جرحوا بين ليل السبت ووقت مبكر صباح الأحد، أول أيام الأسبوع في العراق. كما قتل ثلاثة متظاهرين في بلدة أم قصر في محافظة البصرة الغنية بالنفط، بحسب ما أفادت مفوضية حقوق الانسان في البصرة، مشيرة الى أن الإصابات وقعت جراء إطلاق «الرصاص الحي» في أم قصر حيث الميناء الحيوي بالنسبة الى العراق. وشهد أمس الأحد تصاعدا في حدة العصيان المدني في مدن الجنوب. ففي الناصرية، قام المتظاهرون بحرق الإطارات المطاطية وقطع الجسور الخمسة التي تعبر نهر الفرات للربط بين شطري المدينة. وفي البصرة، أشار مراسل فرانس برس الى ان المحتجين عمدوا صباحا الى قطع بعض الطرق الرئيسية، منها المؤدي الى ميناء أم قصر، المرفق الحيوي لاستيراد المواد الغذائية والأدوية. ومنذ بدء الاحتجاجات، تأثر عمل هذا الميناء مرارا جراء قطع الطرق. وبحسب المراسل، أطلقت قوات الأمن الرصاص لتفريق المحتجين. واتسعت رقعة الاحتجاجات في الناصرية الواقعة على مسافة 300 كلم جنوب بغداد، لتشمل حرق مبنى الوقف الشيعي، وإقفال طرق مؤدية الى مقر شركة نفط ذي قار (شرق)، وحقل كطيعة النفطي (شمال). كما بقيت غالبية الدوائر الحكومية والمدارس مغلقة في مدن الحلة والديوانية والنجف والكوت والعمارة والبصرة، وفقا لمراسلي فرانس برس. وشهدت مدينة كربلاء (نحو 100 كلم جنوب بغداد)، مواجهات ليل السبت الأحد بين قوى الأمن والمتظاهرين. وتبادل الطرفان قنابل المولوتوف الحارقة، بينما اتهم محتجون قوات الأمن باستخدام الرصاص الحي خلال الليل.
مشاركة :