حظيت النسخة الثانية من مسابقة المغامرة الإلكترونية التي نظمتها الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني مؤخراً في أبوظبي، وتشارك في تنظيمها سنوياً وزارة التربية والتعليم، ومجلس أبوظبي للتعليم، ومعاهد التكنولوجيا التطبيقية، بإقبال كبير من طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية بلغ عددهم 60 طالباً من مدارس أبوظبي، والعين، ودبي، وعجمان، والفجيرة، إذ تسهم المسابقة في توعيتهم حول الأمن الإلكتروني وتحفيز شغف الطلاب تجاه علوم الحاسوب . استمرت مسابقة المغامرة الإلكترونية ثلاث ساعات متواصلة وانتهت بفوز فريقDefacers بالمركز الأول، ويضم رامي محمد وراشد هلال، واحتل فريق Hoax Hunters المركز الثاني، ويتكون من أمير مهدي وحسن عبد الله، وجاء فريق Code Compilers في المركز الثالث، ويضم آدم فخري ونشأت الفقيه . وقال سيف النعيمي، رئيس قطاع الشؤون التنظيمية والاستراتيجية في الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني ل"الخليج": يشرفنا مواصلة المسيرة الناجحة التي بدأناها العام الماضي، ونحن سعداء بالإعلان عن النسخة الثانية من المغامرة الإلكترونية، أول مسابقة وطنية من نوعها على مستوى دولة الإمارات، والتي تشرك طلاب المدارس المتوسطة والثانوية في جميع أنحاء دولة الإمارات بهدف زيادة وعيهم حول الأمن الإلكتروني وحثهم على النظر في بناء مستقبل مهني في هذا المجال، كما توفر منصة تعليمية وتعزز تنمية مواهب الجيل المقبل من الإماراتيين وغير الإماراتيين على حد سواء، فالمعارف المكتسبة من خلال البرنامج فضلاً عن المنافسة الطلابية لن تعزز آفاق المستقبل المهني لهؤلاء الطلاب فحسب، لكنها أيضاً تؤثر بشكل إيجابي على طريقة تفكيرهم ومهاراتهم التكنولوجية ومسيرتهم العلمية . وأضاف أنه تم فتح باب المشاركة للطلاب من جميع الجنسيات في المسابقة، حيث استقطبت المرحلة الأولى منها مدارس حكومية وخاصة من مختلف أنحاء الدولة، وجرى تسجيل 560 طالباً في الدورة التدريبية خلال العطلة الشتوية لعام ،2014 وتم اختيار 60 طالباً على مستوى إمارات الدولة للمشاركة في المسابقة، بعد أن تمكنوا من تحقيق أعلى مستوى في الأداء العام . وأشار إلى أن النسخة الثانية من المسابقة، شهدت إقبالاً متزايداً من الطلاب بزيادة قدرها 5 أضعاف مقارنة بالنسخة الأولى التجريبية من المسابقة التي شارك بها 100 طالب، مشيراً إلى أن الهيئة ستقوم بتنظيمها سنوياً لتحقيق هدفها الرئيسي في توعية الشباب من طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية حول الأمن الالكترونيّ وأهميته، وضرورة الحصول على المزيد من المعلومات في هذا المجال، وكيفية مواجهة التهديدات الإلكترونية والدفاع عن هذا القطاع الحيوي للدولة . وأضاف أن المسابقة عبارة عن مجموعة من التحديات التي تتطلب قيام المتسابقين بإنجاز مهام متعددة يمكن حلها منفردة أو من خلال اتخاذ سلسلة من الإجراءات المتتالية المتعلقة بشبكات الحاسب الآلي وأمن المعلومات، ليتمكنوا بعد ذلك من الحصول على نقاط عبر الهجوم على شبكات مستهدفة والوصول إلى المعلومات، معتمدين في ذلك على المعرفة التي اكتسبوها من البرنامج التعليمي، لافتاً إلى أن مستويات المسابقة متفاوتة ولا تشترط خبرة الطالب الكبيرة في هذا المجال . وأوضح النعيمي أن لدى الهيئة منحة تميز الجامعية، التي أطلقتها منذ سنتين، والتي تستهدف خريجي الثانوية والطلاب الجامعيين، لتسليحهم بالتعليم في أفضل الجامعات الوطنية، وتزويدهم بأحدث التقنيات، ومدهم بكل ما يحتاجون إليه من الدعم ليكونوا خط الدفاع الأول والأخير لحماية الفضاء الإلكتروني للدولة، وحماية بنيتها الأساسية من الأخطار الإلكترونية باستخدام أحدث الطرق التكنولوجية ووضع استراتيجيات وسياسات أمنية إلكترونية، مشيراً إلى أن المنحة استقطبت 100 مواطن مستفيد من خريجي الثانوية والطلبة الجامعيين، حيث تقدم لهم تغطية شاملة لتكاليف الدراسة في الجامعات المعتمدة، كما تمنح الطالب علاوة شهرية ومكافأة سنوية وفقاً لمعدله التراكمي . ولفت رئيس قطاع الشؤون التنظيمية والاستراتيجية في الهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني، إلى أن الهيئة بدأت بوضع الدروس ونماذج المسابقات على الشبكة العنكبوتية ليستفيد منها أكبر عدد من الطلاب على مستوى الدولة، وذلك بالتعاون مع وزارة التربية ومجلس أبوظبي للتعليم، مشيراً إلى أن الهيئة نظمت معسكراً شتوياً خلال العام الجاري في 5 مواقع بالدولة، لزيادة حماس الطلاب، وإكسابهم المعلومات الوافية عن مجال الأمن الإلكتروني وأهميته . وعبر الفائزون بالنسخة الثانية من الجائزة عن سعادتهم بالمراكز التي حققوها، مشيدين بأهمية المسابقة في توعية الشباب بالأمن . وقال أمير مهدي، الحاصل على المركز الثاني: "لقد طورت المسابقة مهاراتنا الإلكترونية، ونمت ميولنا للإلكترونيات من مجرد هواية إلى تحدٍ، إذ تعلمنا خلالها وفي المعسكر الشتوي الذي سبقها كيف نحمي أجهزتنا الشخصية وحساباتنا على الشبكة العنكبوتية، وكيف نؤمن الحماية ضد التهكير، وأتمنى أن تشمل الجائزة في المرحلة القادمة منحة لتبني الفائزين من مختلف الجنسيات للمتابعة في هذا المجال . وعبّر آدم فخري، الحاصل على المركز الثالث، عن سعادته بما حققه من إنجاز أدخل السعادة إلى قلب والديه اللذين يشجعانه على أن يكون الأمن الإلكتروني مسار حياته المهنية لتناسبه مع ميوله . أما حسن عبد الله، الحاصل على المركز الثاني، فأكد أهمية المسابقة في تطوير طريقة تفكير الشباب وتنمية مهاراتهم الإلكترونية، مشيراً إلى الدور الكبير الذي يلعبه الأهل كذلك في دعم وتشجيع أبنائهم لخوض هذا المجال .
مشاركة :