حديقة منتزه خليفة حاضنة التراث والعلم والترفيه

  • 5/16/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ملاذ العوائل ومحبي الترفيه والمتعة والتراث، ليست مجرد مسطحات خضراء، بل عنوان التراث وحكايا الأولين، كيف لا وهي تحتضن معالم وقصصاً تراثية ووجهات للأطفال؟ صممت بشكل يحاكي الثقافة الإسلامية ويدمج الفنون الحديثة والغربية بالطبيعة الخلابة، إنها حديقة منتزه خليفة، وجهة العائلات وقبلة الترفيه والتراث. تعد حديقة منتزه خليفة معلماً ترفيهياً وتثقيفياً من طراز فريد، فإحدى بواباتها تستقبل زوارها بمكتبة المنتزه التابعة لدار الكتب الوطنية، وبوابتها الرئيسية تحكي قصة أبوظبي بمتحفها البحري، بينما تشغل حديقة مرجان للألعاب المائية للأطفال إحدى زواياها فتنادي الأطفال للمرح، أما مساحاتها الشاسعة فهي واحة العائلات للاستمتاع بأجمل الأوقات. لم تكتف إدارة الحديقة بذلك، بل تستضيف بشكل دوري الفعاليات والأنشطة الترفيهية والتراثية المرتبطة بالمناسبات العامة لإضفاء النكهة المميزة للحديقة، ومن أبرز الأنشطة التي احتضنتها فعاليات القارات السبعة، معارض النباتات والحيوانات الأليفة، معارض الرسم، مقتنيات الاتحاد، ومهرجان أجيال الترفيهي التعليمي. أسست الحديقة عام 2007م بمساحة 38 هكتاراً، ويمكن دخولها برسم زهيد، تستقبل زوارها بنافورة كبيرة تمتد تحت مكتبتها حتى تصل إلى منطقة تأجير الدراجات الهوائية، كيف لا وهناك مساحة شاسعة للعب في الهواء الطلق، تغري الكبير والصغير معاً. تضم الحديقة، التي تفتح أبوابها يومياً من الساعة 3 مساء حتى 10مساءً و11 في يومي الإجازة، 23 نافورة مضاءة تضفي البهجة والحياة للحديقة والزوار، وأماكن مخصصة للشواء، ومسجداً، وملعباً كبيراً لممارسة كرة القدم وحديقة المرجان المائية التابعة للمنتزه وقطاراً للقيام بجولة حول كامل الحديقة، بالإضافة لمركبات خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة. إنها حقاً مكان عائلي بامتياز، فأينما مشينا وجدنا العوائل تنتشر في الحديقة، وكلما اقتربنا من أحدهم وسألناه، قال إن أبرز ما يميز الحديقة أنها عائلية وهادئة. أنور سليمان الشرجي الذي اصطحب زوجته وطفلته ليستمتعوا بأوقاتهم في طقس الحديقة العليل وقت الغروب، لا تحد متعتهم حدود ولا يعكر صفوهم شيء، ويقول الشرجي: رغبة ابنتي بالخروج من المنزل والتنزه لم يضعني في حيرة، بل أول ما فكرت فيه منتزه خليفة، كوني أعلم جيداً أنه الوجهة الأولى للعائلات والأطفال، والمكان الذي يمكن أن يستمتع به كل فرد، ليس ذلك فحسب ، بل هو مكان يمكن أن يعرّف الجيل الجديد بماضيه، وذلك من خلال المتحف البحري وقصة أبوظبي التي تحكى بداخلها، ما يجعل الحديقة مكاناً ترفيهياً وتثقيفياً في الوقت ذاته. ولم تستطع ابنته الصغيرة أن تتمالك نفسها حين سألنا والدها عن أبرز ما يميز الحديقة حين صرخت وقالت السيكل، ويبدو جلياً أنها استمتعت بركوبها الدراجات الهوائية وجالت فيها في الحديقة الواسعة. د.هشام الصغبيني اصطحب زوجته روز شومري لأول مرة لزيارة الحديقة، ما دفعه للزيارة مروره اليومي من جانبها حين ذهابه لعمله، فقاده فضوله للتعرف إلى هذا الصرح الترفيهي، فما كان منه إلا أن جاء برفقة زوجته للتعرف إلى معالم الحديقة، وحول ذلك يقول: إنها المرة الأولى التي آتي إلى هنا، وسمعت أن المكان جميل وهادئ وعائلي فوجدت أنه الأنسب لأتجول فيه مع زوجتي ونقضي أوقاتاً ممتعة بين نوافيرها وأشجارها.وتشير زوجته شومري إلى أن مساحة المكان الشاسعة وطريقة تنظيمه التي لا يفصل بينها فواصل تجعله مكاناً يحاكي الطبيعة، فلا يوحي بأنه مكان صمم ليكون حديقة ،بل مكان للاسترخاء وقضاء أوقات ممتعة، خاصة أن طريقة صف المزروعات وبعض الأشكال الفنية والتراثية الحجرية تقود لتعزيز ذات الفكرة. ديبيس سينج من نيبال من رواد الحديقة الدائمين، لكن بعض التطويرات في الحديقة، أدت لإغلاقها فغاب عنها مدة حتى عاد للقائها بعد سنوات من لقائه الأول، ولم يكتف بذلك، بل يخبر عنها كل من يعرف من أهل وأصدقاء، ما جعله يصطحب أصدقاءه ليعرفهم إلى مزاياها، ويقول: تشعرني الحديقة بالراحة النفسية والاسترخاء الكبيرين، ما جعلني أخبر أصدقائي بها ونظمنا حفلات شواء سوياً. ومن أصدقائه ريكسي راميرير منالفلبين التي أبدت إعجابها بالفعاليات التي تقام في الحديقة بشكل دائم، ما يجعلها تزورها كلما علمت بوجود أحد الأنشطة، لكن أبرز ما يجذبها الأسواق التراثية الإماراتية الأكثر قرباً لقلبها. مادان كومار من الهند علم بالحديقة من أصدقائه وقرر بذلك اصطحاب عائلته التي جاءت حديثاً لأبوظبي إلى الحديقة، زوجته وطفليه، ولأجل تعريفهم بثقافة الدولة وتراثها وإمتاعهم بمرافقها كان بالنسبة لكومار الخيار صائباً، يقول: من الجميل أن نجد مرفقاً ترفيهياً وتثقيفياً في آن واحد، وهذا ما استطعنا الحصول عليه في منتزه خليفة، حيث استمتعت عائلتي بالمتحف البحري الذي يتضمن قصة أبوظبي، من خلال مركبات تشبه التلفريك تصحب العائلة في جولة حول مجسمات لحياة أبوظبي البيئية والبشرية، فما أفضل من ذلك متعة لمن يود التعرف إلى أبوظبي ببيئاتها المتنوعة في مكانه. لنفس السبب اصطحب رافيندرا بابو زوجته وأبناءه وأخته التي وصلت حديثاً لأبوظبي، وكونها ليست المرة الأولى التي يزور مع أسرته الحديقة، كانت فرصة لأن تشهد أخته جمال أبوظبي وعمرانها ويطلعها على تاريخها من خلال المتحف، يقول: أعتبر الحديقة معلماً ووجهة سياحية للسياح وزوار أبوظبي، فهي بحق مكان لمن يريد الاطلاع على تاريخ أبوظبي وثقافتها الحديثة، ليس ذلك فحسب ، بل مكان للقاء الأصدقاء والعوائل من خلال جلسات الشوي والسمر، ولذلك تعتبر الحديقة رفيقاً للعائلة منذ سنوات، وأعتبرها المكان الأفضل للأطفال لمساحاتها الشاسعة والأمان المتوفر فيها. منتزه العوائل يؤكد زوار منتزه خليفة خصوصيته، حيث ترتاده بشكل خاص العائلات ويعتبرونه ملاذ المتعة والاسترخاء والهدوء، ولعل هذا ما يميزه عن غيره من حدائق العاصمة، بمساحته الشاسعة، واحتوائه على 28 استراحة عائلية، ومسطحات خضراء واسعة المساحة، وهذه المساحة دعت إدارة الحديقة لتوفير مركبات خاصة لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة لضمان متعتهم في أرجاء المكان، كما يحتضن تصميم الحديقة مدرجاً روماني الشكل مخصصاً للفعاليات والعروض، ومكاناً مخصصاً لتأجير الدراجات الهوائية العائلية والمفردة، وهذا كله وغيره يعتبر من أكثر العناصر جاذبية للعائلات. وتعتبر حديقة مرجان المائية الوجهة المائية الأولى من نوعها المخصصة للأطفال وعوائلهم فقط، وتسمح بدخولهم حتى عمر 12 عاماً، عدا يومي الثلاثاء والأربعاء فهي مخصصة للأطفال الأقل من 8 سنوات والنساء فقط، وذلك لضمان خصوصية السيدات وأطفالهن. وتنظم الحديقة أعياد الميلاد للراغبين، كما توفر خزائن للأمتعة وخدمة توفير مناشف، وتحتضن سبعة معالم جذب مائية للأطفال، منها 4 مزالق مائية صغيرة تمّ تركيبها في مسبح، ودلو مائي ضخم ونفق، ومدافع مائية، ومظلة، ودلاء صغيرة، وعجلة مائية، وحمامات ونهر هادئ بطول 2٥٧ متراً وعمق ٦ أمتار، مخصص لسباحة الأطفال، بالإضافة إلى مرافق ألعاب أخرى. تراث أبوظبي يحتضن منتزه خليفة بالإضافة إلى الترفيه، المتحف البحري وقصة أبوظبي عبر الزمن وغرفة الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، التي شيدت في العام 1946م، ورممت في عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله، في العام 2001م، في مكانها وشكلها المعماري السابق بحسب ما ورد من وثائق وصور وأقوال للرواة، وتمثل هذه الغرفة صرحاً تراثياً شامخاً يقع على أحد جوانب الحديقة، فيلفت أنظار كل الزوار ويثير فضولهم للتعرف إلى تراث الدولة، لكن للتعرف إلى القصة الكاملة لا بد لهم من إضفاء متعة المعلومة التراثية بطريقة جذابة ومثيرة إلى جعبتهم، من خلال زيارة المتحف البحري والاستماع لقصة أبوظبي. يتضمن المتحف الذي يقع قرب المدخل الرئيسي للمنتزه، مجموعة من المجسمات والأدوات الخاصة بالبحر سواء صيد الأسماك أو استخراج اللؤلؤ وحتى الكتب والمجلدات، لكن الأبرز المجسم البشري حامد المعلم الذي يحكي لطلابه قصة الحياة في أبوظبي باللغتين العربية والإنجليزية، وبعد الانتهاء من الاستماع لشرح حامد، يمكن الاستمتاع برحلة في عربات كهربائية تشبه التلفريك وتتكون من 20 عربة، وبمجرد ركوب إحداها تبدأ الرحلة باللهجة الإماراتية المحببة للحاكي الذي يرحب بالزوار قائلاً: حيالله الربع وتبدأ العربة بالسير عائدة بنا نحو الماضي، مارة بالبيئات الأربع المجسمة في المكان، بشكل يقترب من الواقع لدرجة التطابق، حيث يتميز كل مكان بمجسمات واقعية لبيئات أبوظبي، ومجسمات بشرية، وأدوات الحياة، تترافق مع حديث الحاكي حول كل بيئة وما كانت تعترضها من تحديات مرافقاً لها المؤثرات الصوتية. وفي كل بيئة قصة تدمج الماضي والحاضر، حتى تصل بنا المركبة إلى نقطة بداية التطور الذي شهدته أبوظبي، حيث أنابيب الغاز وقصة النفط، المباني الشامخة، العمران على كورنيش أبوظبي، وانتهاء بالنشيد الوطني الإماراتي. كل ذلك مجسم ومحكي بشكل واقعي سارداً قصة أبوظبي، وفي الطابق العلوي بإمكان الزائر الاستمتاع برؤية عالم البحار من خلال الاكواريوم.

مشاركة :