واصل الجيش اللبناني، أمس، تعزيز انتشاره في جرود عرسال، ورأس بعلبك والقاع، تحسباً لأي تسلل للمسلحين المنسحبين من المناطق السورية، جراء المعارك الدائرة هناك، فيما طالب الجنرال ميشال عون بانتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة. وقد أعطى قائد الجيش العماد جان قهوجي، قبيل سفره إلى فرنسا أمس الأول، تعليمات واضحة للوحدات العسكرية المنتشرة في البقاع الشمالي، بالبقاء في حالة جاهزية عالية، والاستعداد لمواجهة أي احتمالات من نوع محاولة اقتحام عرسال أو محيطها مجدداً، ونقل عنه قوله إن الجيش مستعد لإرسال آلاف العسكريين من أجل الدفاع عن الحدود، ومنع المجموعات الإرهابية من المسّ بأمن الأهالي والبلدات والقرى اللبنانية، مهما كانت الأثمان. وفي وقت تعرض مجرى النهر الكبير خارج بلدة الدبايبة في عكار في الشمال، لرشقات نارية من أسلحة متوسطة مصدرها الأراضي السورية، أوقفت مخابرات الجيش اللبناني أحد مناصري الفارّ أحمد الأسير، في صيدا، للتحقيق معه، فيما أظهرت التحقيقات التي قام بها مكتب امن الدولة في مرجعيون- حاصبيا، ان السوريين الأربعة الذين اعتُقلوا منذ يومين في شبعا، أثناء محاولتهم التسلل إلى الأراضي السورية، كانوا ينقلون أموالاً من العملتين الأمريكية والسورية، إلى المجموعات المسلحة داخل الأراضي السورية، وبحوزتهم هواتف خلوية وبطاقات سورية مزورة أيضاً. كما ان احدهم اعترف بأنه شارك في القتال الى جانب جبهة النصرة، وقد سُلّم الموقوفون إلى الجهات المختصة لمتابعة التحقيق معهم. ومن ناحية ثانية، تواصلت ردود الفعل على الحكم الصادر بحق الوزير والنائب ميشال سماحة، من قبل المحكمة العسكرية، لمدة أربع سنوات ونصف السنة، ومعها استمرّ الاشتباك السياسي والقضائي بين القوى السياسية حيال الحكم؛ ففي حين تواصلت الإجراءات التمهيدية لتقديم الطعن في هذا الحكم، اصدر مجلس القضاء الأعلى بياناً ذكر فيه أن النظام القضائي في لبنان يلحظ طرقاً للمراجعة ضد أي قرار يشتكى منه، مشيراً إلى ان نسب أي مآخذ إلى قاضٍ له آلية مكرسة في القانون، وهي محكومة بجملة شروط، أهمها السرية، فلا يجوز خرقها عبر الإعلان عن إحالة قاض بالذات على التفتيش القضائي، أياً تكن الأسباب أو الظروف. وتنديداً بالحكم خرج مئات المصلين من جامع المنصوري في طرابلس، بعد صلاة الجمعة في تظاهرة جابت شوارع المدينة، وصولاً الى مسجد التقوى، حيث شاركهم رئيس هيئة علماء المسلمين الشيخ سالم الرافعي. وردّد المشاركون هتافات تطالب بحل المحكمة العسكرية، وتحويل ملف ميشال سماحة الى المجلس العدلي، وباستقالة وزير الداخلية نهاد المشنوق. على صعيد آخر، أشار وزير الخارجية الألماني فرانك شتاينماير، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره اللبناني جبران باسيل أمس، إلى ان المساعدات الألمانية سواء للاجئين السوريين أو للدول المستقبلة لهم، تبلغ مجملها مليار يورو، مؤكداً ان استقبال البلدان الأوروبية للاجئين السوريين لن يخفف من العبء الواقع على لبنان، لذا سنحاول التخفيف من هذا العبء عبر استقبال عدد كبير من اللاجئين السوريين في ألمانيا، مشدداً على ضرورة نزع التصعيد من النزاع الداخلي في سوريا، وهكذا سيتمكن اللاجئون من أن يعودوا إلى موطنهم عندما يعود إليها الأمان مرة أخرى. في غضون ذلك، أعلن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون، في مؤتمر صحافي أمس، ان وطننا في خطر، والخطر لا يواجه إلا بالحق، ولا يهزمه إلا أصحاب الحق، بالنضال المتواصل. ولا شك ان لبنان اليوم يتعرّض لمخاطر كبرى منها خارجية ومنها داخلية، ويتفاعلان ويضخم بعضهما بعضاً. وإذا كانت المشكلات الخارجية من صنع غيرنا، ولا يمكننا مواجهتها، فعلينا العمل معاً لمواجهتها، لأن الأخطار الداخلية هي من صنعنا. وطالب ب اعتماد الانتخابات الرئاسية المباشرة من الشعب على مرحلتين، أو لاستفتاء شعبي ويُنتخب من ينال الأكثرية، داعياً إلى إجراء انتخابات نيابية قبل الرئاسية على أساس قانون جديد يؤمن المناصفة بين المسيحيين والمسلمين.
مشاركة :