عندما يسأل الأميركي المتقدم للوظيفة السؤال العامي المطروق (وات آر يو سيلينج) What are you selling - ولا يسأل من موضوع رسالة الدكتوراه التي يحملها المتقدم للعمل. فيما يبدو أن العالم يتجه إلى ما ينفع الشركة من خبرة المتقدم للعمل، أو التدريب في المراحل النهائية من جامعته، أو كلية برامجها اختصاصات نادرة ودقيقة، لكنها ليست بكالوريوس، وليس بالضرورة أن تقود إلى درجات عليا. وكانت وزارة المعارف عندنا (كما كان اسمها) تصرّ على أن يحمل من تتعاقد معه لتدريس اللغة في بلادنا بكالوريوس لغة إنجليزية وكان المشتركون معنا في الاختيار، وأنا كنت من لجنة الاختيار آنذاك، من الإنجليز يقولون لنا دائماً: - ماذا تريدون من حملة البكالوريوس وليس لديهم فكرة عن الصفوف الدراسية؟ وكنا نقول لهم: هذه تعليمات الوزارة..! هذا التوجه هو أن أكثر المؤسسات الصناعية ترغب في توظيف أولئك الذين يحملون مهارة التدريب أو التدرب، ولا يصرون على كون المتقدم يحمل درجة جامعية في الهندسة. ربما احتاجوا الجامعيين في إعطاء الدورات، أو في القيادات العليا، وظهرت أخيراً إعلانات في أميركا تطلب ما يسمى: ENGINEER - BY - TRAINING أي مهندساً اكتسب مهاراته بالتدريب على ما اختُط من مشروعات. وعنده تصورات عملية وموضوعية عن الآلات الجديدة التي ربما طرحت بعد تخرج الجامعي في جامعته. يرى أصحاب هذه الفلسفة الجديدة أن حامل البكالوريوس لم يتدرب.. أو لم يطبق إلا فترة قد لا تتجاوز السنة بالكثير. بينما «المهندس بالتدريب» او «مهندس بالخبرة» قضى فترة عملية أكثر. وليس هذا التوجه - في رأيي - انتقاصاً من قيمة الدرجة الجامعية لكنني وجدت في بريطانيا مثلاً أن مدرسي اللغة الإنجليزية الذين تختارهم أوروبا وشمال أفريقيا يحملون شهادة (تي. تي. سي) تيتشرز تريننج كولج TRAINING COLLEGE TEACHER. أو ما يُقابل عندنا معاهد المعلمين. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net