تحقيق لـ «رويترز»: خامنئي أمر بالهجوم على منشآت أرامكو

  • 11/26/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت وكالة «رويترز» في تحقيق لها، الاثنين، عن تفاصيل مؤامرة إيرانية يقودها المرشد الأعلى علي خامنئي ضد المملكة العربية السعودية. وذكرت الوكالة، بحسب ما نقلت عنها «العربية»، أنه قبل أربعة أشهر من الهجوم على منشآت نفطية في أرامكو بالسعودية بطائرات «درون»، تجمع مسؤولون أمنيون إيرانيون في مجمع شديد التحصين في طهران. كان بين الحاضرين قيادات عليا في الحرس الثوري، وتشمل اختصاصاته تطوير الصواريخ والعمليات السرية. وكان الموضوع الرئيسي في ذلك اليوم من أيام شهر مايو هو كيفية معاقبة الولايات المتحدة على انسحابها من اتفاق نووي تاريخي وعودتها إلى فرض عقوبات اقتصادية على إيران، وهما الخطوتان اللتان سددتا ضربة شديدة لإيران. وفي حضور الميجر جنرال حسين سلامي، قائد الحرس الثوري، وقف أحد كبار القادة يخاطب الحاضرين. ونقلت أربعة مصادر مطلعة على ما دار في الاجتماع عن هذا القائد قوله: «آن أوان إشهار سيوفنا وتلقينهم درساً». وتحدث أصحاب الآراء المتشددة في الاجتماع عن مهاجمة أهداف ذات قيمة عالية، بما في ذلك القواعد العسكرية الأمريكية. ومع ذلك فقد كان ما تمخض عنه الاجتماع في النهاية خطة لا تصل إلى حد المواجهة الصريحة التي يمكن أن تسفر عن رد أمريكي مدمر. واختارت إيران بدلاً من ذلك استهداف منشآت نفطية سعودية، وهو اقتراح ناقشه كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين في ذلك الاجتماع في مايو وفي أربعة اجتماعات على الأقل تلته. وتمثل هذه الرواية للأحداث كما وصفها لـ«رويترز» ثلاثة من المسؤولين المطلعين على الاجتماعات ومسؤول رابع مطلع على عملية صنع القرار في إيران، أول وصف للدور الذي لعبته قيادات إيرانية في التخطيط لشن هجوم في 14 سبتمبر على شركة أرامكو السعودية. وقال هؤلاء المسؤولين إن المرشد الإيراني علي خامنئي وافق على العملية بشروط أن تتجنب القوات الإيرانية إصابة أي مدنيين أو أمريكيين. ولم تستطع «رويترز» التأكد من هذه الرواية للأحداث من القيادة الإيرانية. وامتنع ناطق باسم الحرس الثوري عن التعليق. إيران تنفي الرواية ورفض علي رضا مير يوسفي، الناطق باسم البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، هذه الرواية للأحداث. وادعى أن إيران لم تلعب دوراً في الهجمات، وأنه لم تنعقد أي اجتماعات لكبار المسؤولين الأمنيين لبحث مثل تلك العملية، وأن خامنئي لم يصدر تفويضاً بأي هجوم. وقال مير يوسفي رداً على أسئلة تفصيلية من «رويترز» عن تلك الاجتماعات وما قيل عن دور خامنئي «لا، لا، لا، لا، لا، وكلا». ولم يعلق مسؤول كبير بإدارة دونالد ترامب مباشرة على ما توصلت إليه «رويترز» لكنه قال إن مسلك طهران «وتاريخها من الهجمات المدمرة على مدى عشرات السنين ودعم الإرهاب هو السبب في أن اقتصادها في حالة فوضى». واتهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إيران بشن «عمل من أعمال الحرب». وتلا ذلك فرض عقوبات أمريكية إضافية على طهران. كما قال مسؤولون أمريكيون لـ«رويترز» إن الولايات المتحدة شنت هجمات إلكترونية على إيران. وأفاد المسؤول المطلع على عملية صنع القرار في إيران إن الخطة التي وضعها القادة العسكريون الإيرانيون لضرب منشآت النفط السعودية تطورت على مدار أشهر عدة. وقال المسؤول: «نوقشت التفاصيل باستفاضة في خمسة اجتماعات على الأقل، وصدرت الموافقة النهائية» بحلول سبتمبر. وأشار ثلاثة من المسؤولين لـ«رويترز» إلى أن هذه الاجتماعات انعقدت في موقع مؤمّن داخل المجمع الواقع في جنوب طهران. وقالوا إن خامنئي حضر أحد هذه الاجتماعات في مقر إقامته الواقع أيضاً داخل المجمع. وقال المسؤولون الثلاثة إن من بين من حضروا بعضاً من هذه الاجتماعات يحيى رحيم صفوي أكبر مستشاري خامنئي العسكريين، ونائب لقاسم سليماني الذي يقود العمليات العسكرية الخارجية والسرية للحرس الثوري. ولم يتسن الاتصال برحيم صفوي للتعليق. وذكر المسؤول المطلع على عملية صنع القرار، أن من بين الأهداف المحتملة التي نوقشت في البداية مرفأً بحرياً في السعودية. ولم يشأ المصدر أن يذكر تفاصيل إضافية. وقال المسؤولون الأربعة إنه تم استبعاد هذه الأفكار في نهاية المطاف بسبب مخاوف من وقوع خسائر بشرية كبيرة يمكن أن تؤدي إلى رد قاس من الولايات المتحدة. وأوضح المسؤول المطلع على صنع القرار أن المجموعة استقرت على خطة مهاجمة المنشأتين النفطيتين بالسعودية لأنها يمكن أن تحتل عناوين الصحف وتلحق ضرراً اقتصادياً بخصم وتوصل في الوقت نفسه رسالة قوية لواشنطن. وذكر المسؤول أنه «جرى التوصل إلى الاتفاق على أرامكو بالإجماع تقريباً. الفكرة كانت استعراض قدرة إيران على الوصول للعمق وقدراتها العسكرية». وقالت مارثا ماكسالي، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، وهي جمهورية سبق لها العمل في القوات الجوية وأطلعها مسؤولون أمريكيون وسعوديون على الوضع وزارت منشأة بقيق عقب الهجوم، إن منفذي العملية كانوا يعرفون بدقة أين ينبغي أن يضربوا لإحداث أكبر ضرر ممكن. وأضافت أن الهجوم «كشف عن شخص يفهم جيداً عمليات منشأة مماثلة لما لديه وليس مجرد قصف أهداف بناء على صور أقمار صناعية». وذكرت أن الطائرات المسيرة والصواريخ «جاءت من أرض إيرانية، من قاعدة إيرانية». وقال مصدر شرق أوسطي أطلعته دولة تحقق في الهجوم على مجرياته، إن موقع انطلاق الهجوم هو قاعدة الأحواز الجوية في جنوب غرب إيران. ويماثل هذا التقييم ما قاله ثلاثة مسؤولين أمريكيين وشخصان آخران تحدثا مع «رويترز» وهما مسؤول مخابرات غربي ومصدر غربي يعمل في الشرق الأوسط. وأطلع قادة بالحرس الثوري القائد الأعلى على «العملية الناجحة» بعد ساعات من الهجوم، وفقاً للمسؤول المقرب من دوائر صنع القرار الإيراني. وقال أحد المسؤولين الذين تحدثوا مع «رويترز»، إن نتيجة العملية أسعدت طهران. «التخطيط لهجوم تالٍ» يرفع الحرس الثوري وفروع أخرى في الجيش الإيراني تقاريرهم إلى خامنئي بصفته المسؤول عنهم. واتسم رد فعل الزعيم الأعلى بالتحدي لتخلي ترامب العام الماضي عن الاتفاق النووي مع إيران. وفي واحد من آخر الاجتماعات التي عقدت قبيل الهجوم على منشآت النفط السعودية، كان قائد آخر بالحرس الثوري الإيراني يتطلع للمستقبل بالفعل، وفقاً للمسؤول المقرب من دوائر صنع القرار الإيرانية والذي جرى إطلاعه على ما دار في ذلك اللقاء. وقال القائد لكبار المسؤولين الأمنيين «ابدأوا التخطيط للهجوم التالي». عقوبات بالمليارات وأدى ذلك الاتفاق مع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا والصين وبريطانيا) بالإضافة إلى ألمانيا إلى رفع عقوبات بمليارات الدولارات على إيران مقابل تقييد طهران برنامجها النووي. ودفعت مطالبة ترامب باتفاق أفضل إلى شروع إيران في استراتيجية على مسارين لتخفيف آثار إعادة فرض الولايات المتحدة عقوبات عليها تسببت في شل حركة صادراتها النفطية، وعزلت إيران عن النظام المصرفي العالمي بالكامل تقريباً. وأبدى الرئيس الإيراني حسن روحاني استعداداً لمقابلة المسؤولين الأمريكيين بشرط رفع كل العقوبات. وبشكل متزامن تتباهى إيران بقدراتها العسكرية والتقنية. وفي الشهور الأخيرة أسقطت إيران طائرة استطلاع مسيّرة أمريكية واحتجزت ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز، وأعلنت طهران عن تكوين مخزونات من اليورانيوم المخصب انتهاكاً للاتفاق النووي وذلك في إطار تعهدها باستئناف برنامجها النووي. وحذر وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر طهران في لقاء مع الصحافيين قائلاً: «لا تهاجموا دولة أخرى ذات سيادة ولا تهددوا المصالح الأمريكية أو القوات الأمريكية وإلا سنرد». ودحض مسؤول رفيع بإدارة ترامب فكرة أن عملية إيران عززت قدرتها في التوصل إلى اتفاق لتخفيف العقوبات الأمريكية عليها. وقال: «إيران تعرف تماماً ما الذي يتعين عليها عمله لرفع العقوبات». وتقول الإدارة الأمريكية إن على إيران إنهاء الدعم للجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط والخضوع لشروط أشد صرامة تقضي تماماً على طموحاتها النووية. وتدعي إيران أنه ليس لها أي روابط بجماعات إرهابية. ولم يتضح بعد ما إذا كانت إيران ستلتزم بالمطالب الأمريكية.كلمات دالة: السعودية، أرامكو، إيران، الصواريخ، التقنية، الاتفاق النووي طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :