لا أحد يعلم على وجه الدقة هل تعمد جوزية مورينيو اختيار هذا التوقيت لقيادة توتنهام، أم أن التوقيت هو الذي ابتسم له؟ فقد نجح مورينيو في الفوز على وستهام في المباراة الأولى له مع النادي اللندني، ويقف الآن على أعتاب التأهل لدور الـ 16 لدوري الأبطال، حينما يستضيف أولمبياكوس اليوناني بمعقل توتنهام، وسيكون فوز الفريق اللندني منطقياً في مباراة الليلة، ليرفع رصيده إلى 10 نقاط، ويضمن التأهل مع البايرن إلى الدور المقبل، كما يواجه مورينيو في المباراة الثالثة له بورنموث بالبريميرليج باستاد توتنهام أيضاً، ومن المرجح الفوز بالمباراة، ما يمنحه ثقة الاستمرار في تحقيق النجاح في تجربته الحالية التي لا مجال للإخفاق فيها حفاظاً على تاريخه التدريبي. ولكن ما هو سر اختيار مورينيو لتوتنهام ليكون بوابته للعودة إلى عالم التدريب؟ بدورها تحاول شبكة سكاي سبورتس الإنجليزية تقديم الإجابة عن هذا التساؤل، فالانطباع الأول يقول إن البرتغالي المثير للجدل أدرك بعد كل هذه الخبرات التدريبية أن النجاح ليس مضموناً مع الأندية صاحبة التاريخ والشعبية، والتي يتولى إدارتها شخصيات تتمتع بالقوة، ويرتفع سقف طموحها للفوز بجميع البطولات، ما يجعله يشعر بالتوتر والضغوط، ولا يمارس ديكتاتوريته المطلقة، ومن ثم يبدأ في الصدام مع اللاعبين وإدارات وجماهير هذه الأندية، الأمر الذي يجعله أقرب إلى الإخفاق منه إلى النجاح. ما سبق هو الأمر الذي حدث في تجربتي مورينيو مع الريال ومان يونايتد، وهما من عمالقة الكرة العالمية تاريخاً وشعبية وطموحاً، فالتجربة الأخيرة لم يتمكن خلالها من إعادة الشياطين الحمر إلى الواجهة رغم الإبقاء عليه لموسمين ونصف موسم، وإطلاق يده في سوق الانتقالات، أما تجربته مع الريال فلم تحقق النجاح المطلوب، فقد تعاقد معه فلورنتينو بيريز لهدم الفجوة مع الفريق الأفضل في تاريخ برشلونة، إلا أن هذا لم يتحقق بالصورة التي كان يحلم بها عشاق الملكي، وشهدت فترات توليه صدامات عنيفة مع نجوم الفريق والإدارة والإعلام، وكذلك عشاق الملكي. وعلى العكس من ذلك، حقق مورينيو لقب الدوري الإنجليزي في موسمه الأول مع تشيلسي عام 2005، بعدما عجز النادي اللندني عن تحقيقه لمدة 50 عاماً، وواصل رحلة التوهج مع البلوز ليجعله ينطلق إلى مصاف الكبار، فقد كان يملك المال وحرية التصرف في شؤون الفريق ولا تواجهه ضغوط جماهيرية، وحقق المدرب البرتغالي نجاحاً لافتاً مع إنتر ميلان، لحصوله على الحرية المطلقة في إدارة شؤون الفريق، ثم بدأت العثرات في الريال ومع اليونايتد، حيث لم يتمكن من ممارسة ديكتاتوريته المعتادة، سواء مع اللاعبين أو الشخصيات الإدارية القوية، ومع جماهير ترى أن فريقها يجب أن يفوز بجميع البطولات. مارتن صامويل يقول في تحليله عبر سكاي سبورتس: «تعاقدت إدارة مان يونايتد مع مورينيو ليفوز بالبريميرليج ويعيد الشياطين الحمر للواجهة مجدداً، ولكنه أخفق في ذلك، وهو الآن في توتنهام ليس مطالباً بالفوز بلقب لم يتوج به الفريق اللندني منذ عام 1961، وليس مطلوباً منه الفوز بدوري الأبطال، ومن ثم فهو يعمل بحرية وبلا ضغوط، ما يجعله مرشحاً لنجاحات كبيرة». فيما أشار بول هايوارد إلى أن إنهاء الموسم في المركز الرابع بالبريميرليج هو الهدف المنطقي الوحيد، رغم صعوبة المهمة في المنافسة مع ليستر سيتي وتشيلسي.
مشاركة :