بغداد مازن الشمري دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب في بلاده، دون أن يحدد زمان انعقاده، فيما كشفت مصادر ديبلوماسية مطلعة عن أن وزير الخارجية هوشيار زيباري بحث أمس مع نائب رئيسة بعثة الاتحاد الأوربي في العراق وسفراء كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا الاتحادية في مقر الوزارة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الأزمة السورية ونتائج زيارة المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي لبغداد والاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر جنيف 2. وأشارت هذه المصادر إلى أن لجنة العلاقات الخارجية التي يترأسها المالكي في مجلس الوزراء قررت العمل على عقد مؤتمر إقليمي بعد ضمانات إقليمية ودولية، وإشراك كل من إيران والولايات فيه، كبوابة لاستعادة العراق دوره الإقليمي الذي سبق أن وعد به نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بادين، وترى هذه المصادر أن الموعد المأمول لهذا المؤتمر لا يتجاوز الشهر الأخير من العام الجاري. وكان المالكي أشار في كلمته الأسبوعية أمس إلى أنه «يشعر بشيء إيجابي ينبغي التعجيل به وهو تشكيل جبهة خارجية لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تنطلق من سوريا إلى دول الجوار، التي تعيث في العراق فساداً، التي لو سكت العالم عنها فإنه لن يكون محصوراً في سوريا أو في العراق أو في هذه المنطقة الإقليمية فحسب، وإنما سينتشر شرر القاعدة وشرّها إلى مختلف دول العالم ويشكّل ظاهرة عالمية خطيرة». مبيناً أن «العراق مستعد لاستضافة مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب وكيفية توحيد الجهود وتنسيق المعلومات والقدرات التي تمتلكها الدول في محاصرة تنظيمات القاعدة التي تنتشر في أكثر من دولة إقليمية في المنطقة أو في الخارج، وهذا التوجه العالمي نحو مكافحة الإرهاب، سيكون هو السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، والبدء بعملية البناء والإعمار حيث لا إعمار ولا بناء في ظل وجود هؤلاء الذين يقتلون الإنسان ويخربون البلدان». وأضاف «أنه أصبح واضحا للعراقيين وللعالم الذي يراقب مشهد تحركات الإرهاب في المنطقة، بأن العراق يتعرض إلى حرب إبادة تستهدف جميع مكوناته، وهي ليست طائفية فقط لأنها تستهدف كل المكونات على حد سواء، وأمام هذا الخطر الكبير الذي يستهدف الإنسان العراقي الذي وضحت مخططات القاعدة فيه، وهي ذات المخططات التي انطلقت في الأعوام 2005 و2006 التي هي نفس منطلقاتها في الدول المجاورة التي تريد إجهاض كل عملية سياسية أو إنسانية أو تطور فكري على خلفية الجهل الذي ينطلقون منه». في المقابل، كشف رئيس كتلة المواطن النيابية، بيان جبر الزبيدي، عن وقوع 1500 عملية انفجار، فضلاً عن استشهاد وإصابة أكثر من 20 ألف عراقي خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، وأشار إلى أن عدد السجناء الهاربين تجاوز الـ 1000، جميعهم من «عتاة الإرهابيين»، وأكد تمكن المجاميع المسلحة من «احتلال» أقضية نواحٍ في العراق. وقال الزبيدي إنه «لأول مرة تحصل معارك بالسلاح الأبيض بين القوى الأمنية والإرهابيين كما حصل في جرف الصخر والبحيرات جنوب بغداد وفي محيط الفلوجة والموصل شمالاً وجنوباً، وكركوك ومنطقة القائم والمواجهات على الحدود السورية العراقية». وأضاف الزبيدي، أن «كل ذلك يحصل ولم نلحظ تغييراً حقيقياً في خطط المواجهة مع الإرهابيين القتلة ولا تغييرا جوهريا في القيادات المتصدية ولا تفعيلا للجهد الاستخباري، برغم أننا نكن الاحترام والتقدير للجهد الذي تقوم به القوات الأمنية والتضحيات الكبيرة التي قدمتها تلك الأجهزة خلال السنوات العشر الماضية» معتبرا أن الخلل يقع في رأس الهرم المسؤول عن إدارة الملف الأمني.
مشاركة :