الحريري يقطع الطريق على حزب الله ويضع عون أمام مسؤولياته

  • 11/27/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكد رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري الثلاثاء أنه لا يريد أن يتولى رئاسة الحكومة القادمة ووصف قراره بأنه "صريح وقاطع". ويأتي ذلك تزامنا مع تصاعد أعمال العنف بالعاصمة اللبنانية بيروت ووقوع إطلاق نار واقتحام ساحة الاعتصام بمدينة الصور في مؤشر خطير على إمكانية انزلاق البلاد إلى منعرج العنف والفوضى. وقال الحريري في بيان له "أعلن للبنانيات واللبنانيين، أنني متمسك بقاعدة ‘ليس أنا بل أحدا آخر‘ لتشكيل حكومة تحاكي طموحات الشباب والشابات". وأضاف "كلي أمل وثقة أنه بعد إعلان قراري هذا الصريح والقاطع أن فخامة رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور وعلى مصير البلاد وأمان أهلها، سيبادر فورا إلى الدعوة للاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد بتشكيل حكومة جديدة، متمنيا لمن سيتم اختياره التوفيق الكامل في مهمته". كما اعتبر أن "الأسوأ هو أن من يعرفون كل هذه الوقائع ما زالوا يتحججون تجاه الرأي العام بأنهم ينتظرون قراراً من "سعد الحريري المتردد لتحميلي، زوراً وبهتاناً، مسؤولية تأخير تشكيل الحكومة الجديدة". ومنذ استقالة الحريري لا يزال رئيس الجمهورية الذي يتعين عليه تسمية شخصية تجري استشارات نيابية مع مجلس النواب بغية تشكيل، لم يطلق الاستشارات النيابية متحججاً بضرورة التوافق أولا بين الفرقاء السياسيين، كما يتمسك بحكومة تكنو سياسية، أي تجمع ممثلين عن الأطراف السياسية في البلاد والاختصاصيين. وعلى الفور قالت مصادر بقصر الرئاسة اللبناني الثلاثاء إن الرئيس عون سيجري استشارات نيابية ملزمة يوم الخميس المقبل لاختيار رئيس الوزراء القادم. ويرى مراقبون أن تصريحات الحريري برفضه القاطع لتولي تشكيل حكومة جديدة ستقطع الطريق على مساعي ميشال عون ومن ورائه حركة أمل وحليفه حزب الله في تشكيل حكومة على المقاس تصبّ في تحويل لبنان إلى مجرّد ورقة إيرانية. ونزل حزب الله اللبناني بكل ثقله إلى الشوارع لاستهداف الحراك الذي يهتف بمطالب مشروعة في محاولة لوأد التظاهرات أو إخراجها عن مسارها السلمي من خلال اختلاق مناوشات مع المتظاهرين. ويعود سبب نزول حزب الله إلى الشارع بشكل علني، عندما رفع مقاتلوه أعلام الحزب ورموا الحجارة على قوات الأمن في ظلّ هذه الأعلام، إلى الرغبة في توجيه رسالة مباشرة إلى سعد الحريري. وقالت الأوساط السياسية إن الأحداث الدامية، التي سقط فيها جرحى، وقعت في منطقة ليست بعيدة عن مقر إقامة الحريري الذي أكد المرة تلو الأخرى رفضه تولي موقع رئيس مجلس الوزراء في حال لم يكن مطلق اليدين في تشكيل حكومة تضم وزراء اختصاصيين فقط. وذكرت الأوساط السياسية اللبنانية أن الحريري أبلغ صراحة ممثلين للحزب التقاهم حديثا بأنه ليست لديه أي نية لتشكيل حكومة تضم سياسيين ينتمون إلى أحزاب لبنانية، بما في ذلك حزب الله. وقال سياسي لبناني إن رئيس الحكومة المستقيلة أكد لحزب الله أن هذا هو موقفه النهائي وأن لا مجال للتراجع عنه مهما بلغت درجة الضغوطات التي سيتعرّض لها. وتوقعت الأوساط اللبنانية استمرار الأزمة السياسية في لبنان طويلا في ظلّ إصرار حزب الله على تشكيل حكومة على مقاس طموحاته التي تصبّ في تحويل لبنان إلى مجرّد ورقة إيرانية.

مشاركة :