كتبت آنّا يورانتسيف، في "غازيتا رو"، حول نقاط الخلاف الجوهرية بين فرنسا وألمانيا، وليس آخرها محاولة ماكرون التحرر من الهيمنة الأمريكية ورأب الصدع الأوروبي مع روسيا. وجاء في المقال: تسبب إعلان إيمانويل ماكرون عن "موت الناتو" باستياء أنغيلا ميركل. فخلال مأدبة في الذكرى الثلاثين لسقوط جدار برلين، أخبرت المستشارة الألمانية نظيرها الفرنسي بأنها سئمت من "لصق الفناجين التي يكسرها". وهكذا، فالعلاقات بين البلدان تمر بفترة صعبة. والتناقضات بين الزعيمين لا تقتصر على مسألة الحفاظ على التحالف العسكري. القضية الأخرى التي يتخذ فيها الرئيس الفرنسي موقفا مستقلا هي العلاقات مع روسيا. فقد سبق أن قال ماكرون إن الوقت قد حان لكي "تستيقظ" أوروبا وتتوقف عن التبعية للولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص، في بناء الحوار مع موسكو. أما بالنسبة للعلاقات بين فرنسا وألمانيا، فإن المشكلة الرئيسية تكمن في أن لدى زعيمي الدولتين نظرة مختلفة جذريا إلى سياسة الاتحاد الأوروبي الخارجية. فالرئيس الفرنسي الطموح، الذي وصل إلى السلطة على وعود بتغيير يتجاوز بلده ليشمل الاتحاد الأوروبي بأسره، تبدو عليه علامات نفاد الصبر. بينما رسخت أنغيلا ميركل صورتها كسياسة عملية وحذرة للغاية. وكما لاحظ المعلق السياسي في صحيفة نيويورك تايمز، ستيفان إيلانغير، فـ "هناك أيضا مخاوف بين الحلفاء من أن يفكر السيد ماكرون في إنشاء ردع نووي في أوروبا، حتى لا يعتمد على الأمريكيين. وهذه الفكرة سوف تضاعف غضب برلين والأوروبيين الوسطيين، بدرجة ما، لأن أحدا لا يثق في قدرة فرنسا النووية على تغطية القارة، ولأن الردع النووي البريطاني يعتمد بالكامل تقريبا على الصواريخ النووية الأمريكية". ولكن، حتى من دون ذلك، هناك ما يكفي من الخلافات بين باريس وبرلين يكفي. ففرنسا، تصر على ضرورة البدء في مراجعة المفهوم الاستراتيجي لحلف الناتو، الذي تم تبنيه في العام 2010، بينما يفضل المشاركون الآخرون انتظار نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية قبل مناقشة مثل هذه الموضوعات الأساسية. ومهما يكن الأمر، فيبدو أن قمة الناتو في لندن ستعقد في أجواء متوترة. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفةتابعوا RT على
مشاركة :