مؤتمر اللغة العربية الدولي الثاني بجامعة الجوف يختتم أعماله ويصدر توصياته

  • 11/27/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

رفع المشاركون في مؤتمر اللغة العربية الدولي الثاني بعنوان (الخطاب الإعلامي: جدلية اللغة والفكر)، الذي نظمه قسم اللغة العربية بجامعة الجوف خلال الفترة من 25-26 نوفمبر 2019م الموافق 28-29 ربيع الأول 1441هـ ، بقاعة المؤتمرات في المدينة الجامعية، شكرهم وتقديرهم لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ولولي عهده الأمين، على دعمها الكبير لكل قطاعات التعليم في المملكة. وأعرب المشاركون، عن شكرهم وتقديرهم لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن نواف بن عبد العزيز، أمير المنطقة، على رعايته للمؤتمر، ولسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد بن تركي بن عبد العزيز ، على تشريفه افتتاح أعمال المؤتمر. وأوصى المؤتمرون وهم نخبة من المتخصصين والباحثين من جامعات دول عربية عدة، باستمرار عقد دورات هذا المؤتمر كل عامين، ويؤسس على ما جاء في هذا المؤتمر، على أن يكون عنوان المؤتمر القادم “اللغة والعولمة”، بالإضافة إلى إعداد موسوعة: (مصطلح الخطاب الإعلامي الموحَّد) بإشراف جامعة الجوف، بالاشتراك مع عدد من أقسام اللغة العربية وأقسام الإعلام في الجامعات المختلفة من داخل المملكة ومن خارجها. وجاء في التوصيات ضرورة إعداد حقيبة تدريبية توجّه العاملين في مجال الإعلام بمختلف أشكاله وأنواعه، بهدف تأهيلهم لغوياً، وإكسابهم مهارات التأثير في الجماهير. ونوه المؤتمر باعتماد قياس المهارات اللغوية شرطًا في الالتحاق بالعمل الإعلامي، ودراسة إنشاء إذاعة جامعة الجوف، تهتم باكتشاف الميول الإعلامية لطلاب الجامعة وطالباتها وتطويرها. كما أوصى المؤتمر، بضرورة الاهتمام بصناعة المحتوى الرقمي والإعلامي، وضبطه لغوياً وفكرياً حسب الفئات المستهدفة. وفي ختام المؤتمر ، قدم رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر عضو هيئة التدريس بكلية الآداب د. مفرح البحيران شكره وتقديره للمشاركين والمشاركات ولكل من أسهم في إنجاح هذا المؤتمر، من إدارات وجهات وأفراد. وكانت جلسات المؤتمر في يومه الثاني، قد ناقشت ثلاثة محاور، أهمها محور الخطاب الإعلامي وقضايا الإثنية العرقية اللغوية والجنسانية رأس جلسته د. محمد الشريف عميد شؤون المكتبات بجامعة الحدود الشمالية، تضمن دور الإعلام في الحفاظ على الهوية في عصر العولمة الثقافية ناقشه أ. د. ماجد الجعافرة، الذي شدد على ضرورة تحقيق الوحيدة العربي، لمجابهة التيارات التي من شأنها زعزعة الهوية الثقافية، والاستفادة من المعرفة ووسائل الاتصال وتوظيفها في خدمة الثقافة وتطورها، مطالباً بتشكيل هيئة عربية عليا تعنى بالترجمة من وإلى العربية، وتفعيل دور المجامع اللغوية وتوحيد مصطلحاتها العالمية والأدبية والفلسفية والحياتية، موصيا بإطلاق قناة فضائية لإنتاج برامج تعنى بالثقافة العربية الإسلامية بعدة لغات حية كالإنجليزية والفرنسية، أما خطاب التواصل وخيار اللغة في العربية فقدمه أ.د عبدالحميد الأقطش، و ركز على خطاب التواصل المرتبط بالهوية القومية، ومدى حاجة ذلك إلى خيارات لغوية حرة أو مقيدة، متناولاً مفهوم التواصل والتطور اللغوي، والفصاحة والعامية، مؤكداً بأن القوة المعيارية للخطاب التواصل مرهونة باختيار اللغة العربية الفصحى دون العامية، لدواع تربوية وقومية ودينية وجمالية، متطرقاً إلى نوعين من أنواع خطابات التواصل الاجتماعي لهما اليوم ذيوع نشط في الاستعمال وحولهما تختلف في الخيار اللغوي الأنسب في مقامهما، وهما خطاب (خطاب التأنيث في الألقاب والمناصب العامة، وخطاب الإعلام التجاري)، وخلص إلى عدم مشروعية القول بأن الوظائف والمناصب العامة مذكرة في العربية، أما ظاهرة الازدواجية اللغوية (القنوات الإخبارية نموذجا) فناقشتها د. سحر سويلم، مؤكدة بأن استخدام اللغة المعيارية الخالصة في القنوات المستهدفة، قد اقتصر على الأداء اللغوي الذي يعتمد على (القراءة) من نصوص مكتوبة، تم إعدادها بشكل مسبق من قبل هيئة التحرير، ولا يستخدم هذا النمط في الأداء الشفهي (الآني) إلا في حدود ضيقة، وذلك مما يعكس الضعف اللغوي الواضح، موصية بضرورة التنبه للوظيفة الاجتماعية للغة الإعلامية، وتأثيرها على مستقبل اللغة العربية، والنظر في رفع مستوى الكفاءة اللغوية لدى المذيعين، ومقدمي البرامج في الإعلام المرئي، بالتدريب المهني لتطوير الكفاءات التواصلية اللغوية، كما أوصت بضرورة القيام بمبادرات توعوية من خلال القنوات التلفزيونية، تهدف إلى تغيير الصورة الذهنية عن اللغة المعيارية في أذهان المتحدثين باللغة العربية، أما الخطاب التحريضي للإعلام المعاصر وأثره في صناعة الفكر المتطرف فقدمه د. مليود عمارة، منوهاً أن بعض وسائل الإعلام انتهجت في توصيلها للمادة الإخبارية طرقاً غير سليمة منها لغة التحريض، التأطير والتحيز المعرفي، فضلاً عن ممارسة التمويه اللغوي والتضليل الفكري، مؤكداً بأن بعض الجهات الإعلامية الغربية والعربية، أسهمت في تقديم الدعم النفسية لبعض التنظيمات والجماعات المتطرفة، وذلك بصناعة فضاء لغوي افتراضي كشبكة التواصل، موصياً بالسعي في إنشاء منبر إعلامي عربي بعيد عن لغة اللبس والتعتيم والتحيز، لتعزيز دور اللغة في التطور والبناء، فضلاً عن تثمين البرامج الدراسية والتعليمية بمواد علمية تنمي اللغة العالمية والحضارة والكونية المحافظة على سلامة العقل والفكر والسلوك مقابل تحرز من لغة العنف والتطرف، مقترحاً إنشاء مشروع عربي لتأمين المصطلح الإعلامي من أجل الحفاظ على اللغة العربية. أما موضوع تجاذبات اللغة والهوية في الإعلام بين الثوابت المعيارية والتحولات الرقمية فقد تناوله د . لبصير نورالدين، بينما تناول محور لغة وفكر الخطاب الإعلامي ودورهما في تشكيل الخلفيات الاجتماعية (العقائد، الأخلاق، المعرفة)، وقد رأس جلسته د. يوسف السلمي عميد كلية الآداب بجامعة أم القرى، وتضمن دور لغة وفكر الخطاب الإعلامي في مكافحة الإرهاب (مقاربة حجاجية) قدمه د . ذيب العصيمي، متناولاً الجدلية المتنامية بين الإعلام والمتلقي، مؤكداً أن الإعلام الجديد أخذ على عاتقه محاولة التأثير على المتلقي سالكاً في ذلك عدداً من الطرق اللغوية والفكرية التي يحاول من خلالها التأثير المباشر ومحاولة إقناعه مما حتم ضرورة البحث عن الحجج المقنعة للمتلقى أصبحت هدفاً للإعلام، واستهدف الكشف عن دور لغة وفكر الخطاب الإعلامي في مكافحة الإرهاب بالحجة للسينما الحجج المؤسسة على بنية الواقع التي تربط بين الحجة شبه المنطقية التي تساهم في إقناع المتلقي، مكثفاً البحث في التركيز على بروز تلك الحجج في خطاب الإعلام المكافح للإرهاب، حيث أضحى قضية فكرية تحتاج من الإعلام المزيد من العناية بالمتلقي . أما موضوع استراتيجيات التأثير البلاغية في الخطاب الإعلامي وصناعة الوعي دراسة في التعريف برؤية 2030 في الصحف السعودية، فقدمتها د. منى المدخلي، التي أكدت على أن الخطاب الإعلامي شكل محوراً مهماً في صناعة الوعي في العصر الحديث وذلك من خلال قنواته المختلفة (المرئية والمسموعة)، كاشفة عن بعض استراتيجيات الإقناع والتأثير البلاغية في الكتابة الصحفية، ومشيرة إلى أن تقنيات الخطاب الإعلامي تنقسم إلى قسمين منها تقنيات تستخدم في صنع الرسالة الإعلامية المتمثلة في صناعة الصورة والتحرير والنقل، وتقنيات صناعة النص باعتباره منظومه من اللغة والمعاني المعبره عنها والداخلة في تكوينها، مضيفة أنها طرحت رؤية تحليلية حول لغة الخطاب الإعلامي عبر الصحف والمواقع الإلكترونية، عبر محورين هما الإقناع في الخطاب الإعلامي وكيفية صناعة الوعي. كما طُرح موضوع استراتيجيات الخطاب الإعلامي البلاغية في طرح الأفكار دراسة في رؤية 2030، وسلطة الخطاب الإعلامي تناولها د. محمد الخضير، الذي أوضح أن الخطاب الإعلامي لديه القدر الفاعلة ويمتلك سلطة قوية قادرة على زحزحة الأفكار وتوجيه العقول والتحكم فيها وتغيّر القيم الاجتماعية والمبادىء، سيما وأننا في عصر العلم والتطور المعرفي الذي بدأت فيه مؤخراً محاولات بحثية جادة لاستكشاف التداخل بين العلوم أو ما يعرف بتداخل التخصصات، مبيناً أن التقاطع المعرفي بين اللغة والإعلام لا يقتصر في مبناه ومحتواه على المؤثرات الشكلية والمكملات الإخراجية، بل إن سلطته مستمدة من تركيبه اللغوي والدقة في الاختيار ومراعاة سياق الموقف والتماهي مع الخلفية الاجتماعية الثقافية للمتلقي، أما بلاغة الإقناع في الخطاب الإعلامي ودورها في تشكيل الأيدولوجيا- الحجاج الجوارب أنموذجا، تناولها د. إبراهيم السيد، حيث أوضح أن البحث اللساني منذ القدم كان من روافد تطوير الخطاب الإعلامي في العصر الحديث وتشكيل مساراته، مؤكداً أن صناعة الرأس لا تقتصر على مجرد إدهاش الخطاب اللغوي ولكن تعتمد على قوة تأثير مصاحباته كذلك في العقل البشري، مشدداً على ضرورة مراجعة أصول البيان عند أعلام البحث البلاغية وعلى رأسهم أرسطو والجاحظ لإسهامهم في إرساء نظرية تواصلية أفاد منها الفكر في تشكيل المعرفة والوعي، بينما ناقش موضوع صورة العربي في الخطاب الإعلامي الغربي بين سلطة اللغة والفكر ومجازية الصورة، حقيقة صورة العربي في الخطاب الغربي وخلفيات السينما هوليود أنموذجاً، والذي استعرضته د. عذراء عيواج، كيف أن صناعة السينما في هذا العصر حظيت بمكانة هامة وخطيرة خاصة السينما العالمية، التي تحتاج نسبة مشاركة عالية، ودور السينما العالمية منها هوليود التي باتت توظف في شتى المجالات خاصة منها صناعة الصورة الذهنية للفرد الغربي، مستشهدة بعدد من الأفلام السينمائية التي صورت مساوىء العربي أكثر من محاسنه، كذلك نوقش موضوع اللغة والفكر بين المترجم العربي وغائبة الإعلام الغربي الذي طرحه أ. إلياس جيجيك، حيث أوضح أن الخطاب الإعلامي يمثل في الوقت المعاصر أثقل أنماط الاستعمال اللغوي في سياقات متنوعة تقودها تيارات ذات نزاعات أيدولوجية ودينية وتاريخية وسياسية، معترفاً بصعوبة تفعيل الترجمة من العربية إلى غيرها من اللغات تصويباً للخطابات الإعلامية الغربية التي غالباً ما تسعى في تجسيد صورة نمطية للفرد العربي في ذهن المتلقي العربي، متناولاً كيفية إسهام الترجمة في الوطن العربي في إعادة صياغة صورة صحيحة واقعية عن المجتمعات العربية والإسلامية في أذهان المجتمعات العربية مختلفة لما ألف ترويجه عبر وسائل الإعلام الغربي المتنوعة، أما حقيقية صورة العربي في وسائل الإعلام التايلندية فقد استعرضها د. رشدي طاهر، الذي كشف عن صورة العربي في وسائل الإعلام التايلندية، متسائلاً عن حقيقة عكس صورة العربي في وسائل الإعلام التايلندية ، ومتناولاً واقع وسائل الإعلام التايلندية، وأبرز تمظهرات صور العربي في وسائل الإعلام التايلندية، موصياً بضرورة أن يأخذ الإعلام التايلندي، بمبدأ الإعلام الحر الموضوعي، أو المحايد على الأقل في تناوله ومعالجته صورة العربي، مطالباً بتطبيق وسائل الإعلام قواعد الإعلام ونظرياته عند التغطية الإعلامية، كما أوصى بضرورة إسهام مسلمي تايلاند في معالجة القضايا التي تبرز صورة العربي المسلم فيووسائل الإعلام المختلفة. أما سلطة الخطاب الإعلامي بين سيميولوجيا اللغة وسيكولوجيا الفكر فقد استعرضها د . يونس علال، محاولاً إثبات تجليات الخطاب الإعلامي كسلطة تجاوزت منطق التواصل التقليدي نحو إمتداد معرفي معاصر يقوم على التكاتف الاختصاصي للعلوم، سيميولوجياً ولغوياً وتكنولوجياً، معترفاً بأنه من الصعب صناعة إعلام قوي خارج نطاق اللغة المرئية والبصرية والرمزية، وكذلك توفر الطاقة الإعلامية المبدعة ، مشيراً إلى أن الخطاب الإعلامي الحالي هو خطاب وجود وانتصار إنساني، يمكن المجتمعات أن تحافظ به على استقرارها، أما اللغة الإعلامية وانتهاك الأصول المجتمعية في ظل التحولات المفاهيمية الراهنة، فقد تناولها د. عبدالحق شاذلي، الذي ناقش ضرورة الكشف عن العلاقة بين الإعلام واللغة وتداخلاتها المعرفية والمهنية، وذلك مع تزايد الدور الخطير للإعلام وتأثيراته على المتلقين خصوصا فيما يتعلق بالتلاعب بالعقول والتوجهات.

مشاركة :