بمناسبة زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم، أجرت صحيفة "سبق" السعودية حواراً مع منى بوسمرة رئيس التحرير المسؤول لصحيفة البيان الإماراتية، ومع رؤساء تحرير وسائل إعلام إماراتية أخرى. وقد أكدوا على متانة العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين، وعلى أهمية الزيارة وتوقيتها والمواضيع التي ستتناولها. وعلى قوة وحضور التحالف السعودي الإماراتي في مواجهة تحديات المنطقة من التوغل الإيراني والتركي، وأشادوا بالدور المحوري الذي لعبه هذا التحالف الاستراتيجي المبني على شراكة مواقف ومصير وأخوة، للحفاظ على الوحدة العربية وإيقاف حمام الدم في بعض الدول. نموذج يحتذى أكدت رئيس التحرير المسؤول لصحيفة البيان الإماراتية منى بوسمرة، أن السعودية والإمارات حجر زاوية استقرار المنطقة. وأن الأمير محمد بن سلمان صاحب رؤية ملهمة وطموحة بحجم المملكة وثقلها. مشددة على أن زيارته تأتي عشية احتفال الدولة باليوم الوطني الـ48، وهي زيارة شريك وحليف ومحب وهي محل إعزاز وتقدير كبيرين من شعب الإمارات. وأوضحت: "هذه الزيارة تأتي في ذروة ما تقدمه السعودية والإمارات اليوم من نموذج عالمي في اللحمة والتعاون والعمل المشترك لما فيه خير الشعبين وصالح المنطقة، وهي كذلك نموذج لعلاقة بين دولتين توحدتا من أجل المنطقة وإعمارها، وتمكين مجتمعاتها من التطور والعيش بأمن وسلام". وأشارت بوسمرة إلى أن المملكة والإمارات تجمعهما وحدة التاريخ والجغرافيا التي عززتها روابط الدم والمصير المشترك، وتستند إلى أسس راسخة من المحبة والاحترام والرؤية الواحدة تجاه الساحتين الإقليمية والدولية، التي أسس دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، ورسخا هذه الدعائم بما لا يقبل الفرقة عبر التاريخ الممتد في عروق. وقالت رئيس التحرير المسؤول لصحيفة البيان إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" كان يرى في المملكة العربية السعودية صمام أمان في المنطقة وركناً أساسياً من أركان منظومة الأمن الخليجي والعربي، موضحة أن عيال زايد آمنوا برؤية الوالد المؤسس ووطدوا العلاقات مع المملكة حتى باتت هذه العلاقات نموذجية في احترام السيادة وعدم التدخل في شؤون الدول، لترتقي إلى علاقة تقدم مثالاً وقدوة، لما يجب أن يكون عليه التعاون بين الدول. وشددت على أن العلاقات الإماراتية السعودية تقدم نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الدول العربية، ليس لأنها تتطور باستمرار في المجالات كافة فحسب، وإنما لأنها تمثل إضافة إلى العمل العربي والخليجي المشترك أيضاً بالنظر إلى تطابق وجهات نظر الدولتين إزاء مجمل قضايا المنطقة وتعاونهما البناء والمثمر في إيجاد حلول فاعلة لها. وأن المملكة هي الضامن للاستقرار في المنطقة في هذه الظروف التي تتطلب هذه العلاقة الاستثنائية بين المملكة ودولة الإمارات، باعتبارهما حجر الزاوية لأمن واستقرار المنطقة ورخائها، أمام مشاريع التطرف، والفوضى، والفتنة، والتقسيم. وأوضحت أن وجود هذا التحالف المؤمن بالمصير المشترك جعل من المملكة قوة إقليمية لها دور مؤثر في كل الملفات في المنطقة. وأوضحت أن العلاقات بين الدولتين شهدت نقلة نوعية في الآونة الأخيرة تُرجمت في تعزيز التعاون والتنسيق الثنائي المشترك في المجالات كافة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وعسكرياً، وكان المجلس التنسيقي الإماراتي-السعودي إضافة جديدة قوية لهذه العلاقة الأخوية، عبر التشاور والتنسيق المستمرين في مجالات كثيرة. صمام أمان المنطقة من جانبه، قال رئيس تحرير صحيفة "الإمارات اليوم" سامي الريامي: "تأتي الزيارة الأخوية لسمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى بلده الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن جهود تنسيق المواقف المشتركة وترسيخ العلاقة الاستراتيجية لكلا البلدين من مختلف القضايا الخليجية والإقليمية والعربية، كما أنها تؤكد على قوة الروابط بين البلدين الشقيقين وتطابق رؤاهما تجاه كثير من القضايا والمشكلات". وأضاف: "وما من شك أن زيارة الأمير محمد بن سلمان للإمارات تأتي ترسيخاً للدور المحوري الذي يلعبه البلدان في صياغة السياسة الإقليمية والعربية، وتقوية للمواقف الصلبة التي يظهرها البلدان تجاه الأخطار المشتركة، ومحاولات العبث بأمن المنطقة ومحاولات زعزعة الاستقرار، وتبديد كافة المكتسبات التي تحققت عبر جهود تواصلت لعقود عدة". وتابع: "العلاقات الإماراتية السعودية ذات مواقف ورؤى متطابقة وواضحة، وعلى مواجهة التدخلات الخارجية والتطرف والإرهاب، وإن التحول النوعي في العلاقات المشتركة بين الإمارات والسعودية، يشكل تجسيداً فعلياً للعلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، مبنية على أسس التفاهم المشترك ومبادئ حسن الجوار، والموروثين الثقافي والتاريخي، والقيم والعادات والتقاليد الاجتماعية المشتركة". وأضاف: "وتحرص قيادتا البلدين على مواصلة توثيق العلاقات، نظراً لأنها تمثل ركناً أساسياً من أركان الأمن الجماعي في مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأمن القومي العربي، وتعد العلاقات بين البلدين نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول العربية، ومثالاً على الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة". وقال: "وتدرك قيادة الإمارات بدورها أهمية توطيد العلاقة مع السعودية، لذلك قطعت العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية خلال العقد الأخير خطوات استراتيجية مهمة جعلت منها نموذجاً لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول، ومثالاً على الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة". وزاد قائلاً: "تعتبر العلاقة بين الإمارات والسعودية صمام أمان لحفظ الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم، خاصة أن تاريخ البلدين حافل بالمبادرات لتسوية الخلافات العربية أو لدعم الدول العربية حيث تعمل كل من السعودية والإمارات على التعاطي بشكل موحد مع القضايا والمستجدات من خلال مبدأ التكاتف في مواجهة التحديات". وأضاف: "وتجلى ذلك في قضايا اليمن وتدخلات إيران وغيرها من القضايا التي تواجه المنطقة، مما شكل سداً منيعاً أمام تلك التحديات، خاصة مع ما تتميز به سياسة البلدين سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف، والتعصب والإرهاب، والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات". واختتم حديثه بالقول: "ويحاول كلا البلدان ترسيخ صرح يشمل دول عدة ليكون حصناً منيعاً أمام الأخطار المستقبلية، وأداة لردع كل من يحاول التدخل في أمن هذه المنطقة وتعطيل مسيرة التنمية والرخاء في بلدانها، طبقاً لرؤية حكيمة ومتعلقة لقيادتي البلدين الشقيقين". تحالف ضد الإرهاب وقال رئيس صحيفة تحرير "الخليج تايمز" مصطفى الزرعوني: إن "العلاقة الإماراتية السعودية مبنية من توافق بين القيادتين في قضايا المنطقة، وخاصة التوغل الإيراني التركي ومحاولة إضعاف المنطقة، من خلال دعم الجماعات الإرهابية". وأضاف: "بالتالي هناك دور كبير من قبل القيادتين أمام إرهاب مبني على أيديولوجيا متطرفة، مثل دعم الحوثي باليمن أو دعم جماعات (داعش) في سوريا والعراق، بالتالي اتحدت رؤى الدولتين في وضع قوة إقليمية تضمن أن قوة المنطقة مبنية على العروبة وعلى دول الخليج، بالتالي هم ضد وجود أي أطماع إيرانية وتركية". وتابع: "كذلك قامت الدولتان بتشكيل تحالف رباعي قوي وإدخال مصر، ومحاولة دعم السودان؛ لمنع التوغل الإيراني خاصة باليمن، ودعم الأشقاء بالعراق ولبنان؛ للتخلص من أيديولوجيا خارجية وبناء دول وطنية تسعى لدعم اقتصاد وطنها ومواطنيها ودعم الرفاهية". ومضى قائلاً: "عندما ننظر في الجانب الاقتصادي هناك تبادل اقتصادي كبير وتكوين كتلة اقتصادية تحاكي بعض الدول الكبرى، كالصين والولايات المتحدة وبريطانيا، وبالتالي هناك تواؤم اقتصادي، وهناك حجم اقتصادي كبير غير النفطي يقدر بين الدولتين بـ 1.7 مليار درهم". وأوضح: أن "السعودية تعتبر الشريك الثالث للإمارات دولياً، والشريك الأول عربياً، بالمقابل الإمارات تحتل المرتبة الأولى ضمن شركاء السعودية عربياً، والثانية عالمياً، وهذه الشراكة يجب أن تقوى بشكل أكبر، كما أن قيمة الاستثمارات السعودية 16 مليار درهم، وعدد الشركات السعودية تتزايد بالإمارات". وتابع: "هذا يجعل التقارب الاجتماعي أقوى وأقوى، واليوم نحن نراهن على هذا التحالف بقيادة السعودية الذي يتضمن أن تكون الدول عروبية تملك اقتصادات وطنية، وأنظمة دفاعية قوية ضد أطماع الدول المعادية، وهذه الحاجة زادت بعد الربيع العربي، وبعد تفكك دول كبيرة كمصر وسوريا وليبيا وتونس وغيرها". واختتم حديثه بالقول: "بالتالي أنت تحتاج للعب دور سياسي كبير؛ للحفاظ على المنطقة ومكتسباتها، وهذا الحلف بقيادة السعودية هو من أنقذ المنطقة العربية من الانحدار بصورة أكبر وأرجعها لبر الأمان، واليوم علينا تحديات أكبر في دفع هذه العجلة للأمام، وبناء نموذج يكون جيداً للمنطقة العربية بشكل عام؛ لدفعها للحفاظ على أوطانها مع لعبة سياسية جيدة، وعدم السماح للدول الإقليمية للتدخل أو السيطرة على الدول العربية".كلمات دالة: السعودية، الإمارات، مصطفى الزرعوني، سامي الريامي، منى بوسمرة طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :