أضحت العلاقات بين الإمارات والمملكة نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات الأخوية بين الأشقاء، كونها شراكة جيرة ومصير مشترك، إذ تستند إلى أسس ومرتكزات قوية، أبرزها الروابط الوثيقة التي تجمع قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين، في تأكيد واضح على وشائج القربى والمحبة والإحساس بالمصير الواحد الذي يربطهما.. لقد انخرست ألسن المغرضين، وانخرعت أنفس المتربصين، ومات الحاقدون بغيظهم، وارتد المتآمرون على أعقابهم خاسرين، الذين كانوا يزعمون أن العلاقة بين الرياض وأبوظبي من ورق، وأصبحوا يجرون أذيال الخيبة والعار.. إنها شراكة «العضيد والشقيق»، علاقة كتبت في اللوح بالقلم، ولهذا فإن هذه الشراكة هي أعمق من المحيط وتعانق السماء.. لقد حققت الشراكة السعودية - الإماراتية اختراقات إيجابية في مسار إرساء دعائم العلاقات الثنائية، وهي تستقي قوتها ومتانتها من الرغبة الحقيقية والأكيدة للقيادتين والشعبين الشقيقين في بناء شراكة إستراتيجية تكاملية طويلة المدى.وأثبتت على مر العصور أنها قوية وأنها عصية على أي محاولات تستهدف زعزعتها أو التشكيك في ثوابتها، لأنها علاقات تستند إلى موروث تاريخي هائل من الاحترام بين قيادتي الدولتين، وتضحيات مشتركة امتزجت فيها دماء أبناء الشعبين الشقيقين في اليمن الشقيق، دعما للشرعية ونصرة الحق، لتؤكد المصير الواحد الذي يجمعهما في مواجهة مختلف التحديات والمخاطر.وعندما يزور ولي العهد الإمارات على رأس وفد سعودي رفيع المستوى بناء على توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ حيث يترأس سموه الجانب السعودي في الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي، فإن هذا الزيارة تعكس المستوى النوعي العالي الذي وصلت له أبلغ العلاقات السعودية - الإماراتية التاريخية المتجذرة، والتي تعتبر علاقات ذات توجهات حكيمة ومعتدلة، وذات مواقف ورؤى متطابقة وواضحة، خصوصاً بشأن المستجدات من القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها تعزيز أمن واستقرار المنطقة ومواجهة التدخلات الخارجية والتطرف والإرهاب، مع العمل بدأب على تعزيز وتعميق التعاون المشترك، وذلك في ظل التنسيق والتعاون والتشاور المستمر بين البلدين.خصوصية العلاقات التي تجمع بين الدولتين وشعبيهما، سواء في كونها تنطلق من أسس اجتماعية وسياسية مشتركة، برهنت عليها التفاهمات المباشرة التي طبعت علاقة البلدين الشقيقين، منذ السنوات الأولى لتأسيس دولة الاتحاد، أو في مستوى التنسيق المشترك بينهما دعما للقضايا العربية، كما حدث في عاصفة الحزم عام 2015، التي تجسد التكامل الحقيقي بين الدولتين، ورؤيتهما المشتركة في كيفية التصدي للمخاطر والتحديات التي تواجه الأمن القومي الخليجي والعربي على حد سواء.لقد ساهمت الإمارات بقوة في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ضاربة المثل في التضحيات من أجل استمرار وجود اليمن العربي الأصيل، بعيداً عن الفكر الإرهابي الفارسي. ومن ينكر ذلك فهو جاحد..إنها شراكة العضيد والشقيق.. الرياض - أبوظبي.. نصرة المظلوم ولجم الظالم.
مشاركة :