تعمل الولايات المتحدة الأميركية على استغلال اندلاع موجة الاحتجاجات المناهضة للطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة في كل من العراق وإيران ولبنان من أجل تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة. وفي إطار التحركات الأميركية الحثيثة في هذا الاتجاه، وصل رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي إلى العراق. وكان صرح ميلي في ندوة صحافية هذا الأسبوع بأن "إيران تتصرف، سرا وعلانية، بعدوانية تجاه الدول المجاورة لها في المنطقة". وأضاف "هل سيواصلون ذلك في المستقبل؟ لا أعلم.. أريد أن أقول لا، لكنهم بالتأكيد ربما يفعلون ذلك". وتسعى واشنطن إلى استغلال حالة الغضب الشعبي الكبير من الأنظمة السياسية الحاكمة الموالية لنظام ولاية الفقيه في العراق لضرب النفوذ الإيراني وتحجيم السلطات الواسعة للأحزاب العراقية الموالية لطهران. واندلعت احتجاجات مناوئة للحكومة في العراق في أوائل أكتوبر وتحولت إلى أكبر مظاهرات منذ سقوط صدام حسين في عام 2003. كما يشهد لبنان منذ خمسة أسابيع احتجاجات مناهضة للحكومة بسبب الغضب من الفساد بين الساسة الطائفيين، مما يشكل ضربة مباشرة إلى نفوذ حزب الله الذراع السياسي المسلح الأهم لإيران في المنطقة. ويعتقد بعض الخبراء أن بإمكان الاحتجاجات في الشرق الأوسط، بما في ذلك داخل إيران ذاتها، أن تمنح الولايات المتحدة فرصة لتقليص نفوذ إيران في المنطقة، لكنهم حذروا من أنها قد تلحق أيضا ضررا بالمصالح الأميركية ويوجد ما يزيد على 5000 جندي أميركي في العراق لدعم القوات المحلية رغم أن العراق رفض أي وجود طويل الأمد لقوات أميركية إضافية عبرت الحدود أثناء عملية انسحابها من شمال سوريا. وهناك أيضا مخاوف من رد إيران عسكريا على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لتخفيف الضغط المتزايد بسبب الاحتجاجات في الداخل. وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بعد ضربات جوية على مرافق نفط سعودية في 14 سبتمبر جاءت في أعقاب هجمات على ناقلات في مياه الخليج. وتتهم واشنطن إيران بالمسؤولية عن هذه الهجمات. وقد كشف مؤخرا عن تقارير استخباراتية تؤكد تورط طهران في استهداف النفط السعودي وتهديد أمن الملاحة البحرية في مياه الخليج العربي
مشاركة :