تتجه أنظار محبي وعشاق كرة القدم، نحو بطولة كأس الخليج العربي في نسختها الرابعة والعشرين “خليجي 24”، التي تستضيف فعالياتها دولة قطر. ومن الملفت للانتباه أن بطولة كأس الخليج منذ إقامة نسختها الأولى عام 1970 في دولة البحرين وحتى النسخة الأخيرة التي استضافتها الكويت عام 2017، قد شهدت سيطرة كبيرة للمدربين الأجانب على منصات التتويج، بحيث نجح أغلبهم في قيادة منتخباتهم إلى إحراز لقب البطولة. وعبر تاريخ تلك البطولة العربية، استطاع 12 مدربا من سبع دول أجنبية أن يحرزوا 16 لقبا، وكان أكثر من توج منهم بكأس الخليج هم من حملة الجنسية البرازيلية برصيد أربعة ألقاب. لكن برغم الارتباط الملحوظ للمنتخبات الخليجية بالاعتماد على المدربين الأجانب، إلا أن هناك بعض المدربين الوطنيين والعرب قد تركوا بصمة فنية بارزة عبر تاريخ البطولة الخليجية بعد أن نجح خمسة منهم في قيادة منتخباتهم لحصد لقب البطولة، وأبرزهم العراقي عمو بابا الذي قاد منتخب بلاده للظفر باللقب ثلاث مرات. رقم مميز ما زال الإماراتي مهدي علي، يحافظ على رقمه المميز في بطولة كأس الخليج العربي، كآخر مدرب خليجي يرفع الكأس، عندما قاد “الأبيض الإماراتي” إلى التتويج باللقب في البحرين عام 2013، ضمن منافسات “خليجي 21” التي أقيمت في المنامة. وسيكون المنافس الوحيد لمهدي علي في “خليجي 24” بالعاصمة القطرية الدوحة، لانتزاع هذا اللقب، هو المدرب الكويتي ثامر عناد، الذي يقود منتخب بلاده في هذه البطولة. ولعب مهدي علي في شباب الأهلي خلال فترة الثمانينات وأوائل التسعينات، وتولى مهمة تدريب منتخب الإمارات لما يقرب من 5 سنوات، خلال الفترة من 2012 وحتى 2017. وبلغ عدد المباريات التي تولى فيها مسؤولية تدريب منتخب الإمارات الأول، 68 مباراة، وحقق الفوز في 41 منها، وتعادل في 11، وخسر 16، وأحرز الأبيض في حقبته 135 هدفا، واستقبل مرماه 67 هدفا. ومن أبرز إنجازاته مع المنتخب الأول الإماراتي، الحصول على كأس الخليج بالبحرين عام 2013، والمركز الثالث في كأس آسيا بأستراليا عام 2015. التربع على العرش يتربع المدرب العراقي عمو بابا، الذي تمكن من تحقيق إنجاز تاريخي برفقة منتخب بلاده على عرش المدربين الخليجيين أصحاب الإنجازات في هذه البطولة، لكونه أكثر مدرب توج باللقب بواقع 3 مرات، أعوام 1979 في العراق، و1984 في عمان، و1988 في السعودية. وتضم قائمة المدربين الخليجيين المتوجين باللقب، كلا من السعوديين محمد الخراشي الفائز مع منتخب بلاده بلقب “خليجي 12” في الإمارات عام 1994، وناصر الجوهر الفائز بلقب “خليجي 15” عام 2002 بالمملكة العربية السعودية. وقبلهما الكويتي صالح زكريا الذي قاد منتخب بلاده للتتويج باللقب الخليجي عام 1986 في البحرين. واستطاع المدرب المصري طه الطوخي، أن يدون اسمه في السجل الذهبي ببطولة كأس الخليج العربي، بوصفه أول مدرب يحرز لقب كأس الخليج، وذلك عندما قاد المنتخب الكويتي إلى التتويج بالنسخة الأولى من البطولة التي أقيمت في البحرين عام 1970. ولم يتمكن أي مدرب عربي آخر من خارج منطقة الخليج العربي، باستثناء الطوخي أن يحقق لقب البطولة الخليجية، سوى المدرب الجزائري جمال بلماضي، عندما كان مدربا للمنتخب القطري عام 2014 في خليجي 22 الذي أقيم في السعودية.
مشاركة :