ردّ المدرب الهولندي إيرفن كومان المدير الفني للمنتخب العماني لكرة القدم على سؤال عمّا إذا كان يخشى الإقالة بعد الخروج المبكّر من البطولة بالقول “لا أخشى الإقالة”. وخاض المنتخب العماني هذه النسخة للدفاع عن لقبه ولكنه ودّع البطولة من الدور الأول بعدما حصد أربع نقاط فقط من المباريات الثلاث في مجموعته ليصبح مصير كومان مع الفريق مهددا بالفعل، لاسيما وأن الفريق ودع البطولة بعد عروض متذبذبة المستوى كان أقلها في مباراته أمام المنتخب السعودي في الجولة الثالثة الاثنين. وفيما رأى مشجعو المنتخب العماني أن كومان لم يستطع استغلال إمكانيات لاعبيه بالشكل الأمثل في هذه البطولة، قد تصبح ارتباطات الفريق المقبلة سببا في دراسة الموقف بالمنتخب البحريني قبل اتخاذ القرار بشأن استمرار كومان مع الفريق من عدمه. والحقيقة أن المدرب الهولندي لم يتنكر لفشل الفريق، حيث اعترف بأن المنتخب العماني لم يقدّم المستوى المأمول منه في لقاء السعودية، مشيرا إلى أن الفارق كان كبيرا بين المنتخبين في ظل قوة وخبرة المنتخب السعودي (الأخضر). وقد تطيح بطولة الخليج بالمدرب الهولندي كومان من تدريب المنتخب العماني، وقد يحصل المدرب على فرصة جديدة لاسيما وأنه تولّى تدريب الفريق قبل شهور قليلة، وبدأ في عملية الإحلال والتجديد في صفوفه بعدما خرج الفريق قبل توليه المسؤولية مبكّرا من بطولة كأس آسيا 2019 بالإمارات. وقد تكون ارتباطات الفريق في التصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم 2022 بقطر وكأس آسيا 2023 بالصين سببا في منح هذا المدرب فرصة جديدة. ولكن الشيء المؤكد أن خليجي 24 قد تصبح مسمارا في نعش بعض مدربي المنتخبات المشاركة فيها، وربما ساهمت في إبعاد مدربين آخرين عن المقصلة. وحتى الآن، يبدو كومان هو الأكثر ترشيحا للابتعاد عن فريقه سواء بشكل فوري أو في وقت آخر في حالة منحه فرصة إضافية. كما تبدو فرصة استمرار المدرب الوطني ثامر عناد مع المنتخب الكويتي صعبة نظرا إلى هزيمة الفريق في مباراتين من المباريات الثلاث التي خاضها بمجموعته في الدور الأول والخروج المبكّر من البطولة. أسهم مرتفعة في المقابل، رفعت البطولة من أسهم الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني للمنتخب السعودي والبرتغالي هيليو سوزا مع المنتخب البحريني لاسيما وأنّ كلا منهما علم بمشاركة فريقه في البطولة قبل انطلاقها بأيام قليلة لكنه قاد فريقه إلى المربع الذهبي. كما عززت البطولة فرص الإسباني فيليكس سانشيز والسلوفيني سريتشكو كاتانيتش مع المنتخبين القطري والعراقي على الترتيب. أما بالنسبة إلى المدرب الوطني سامي النعاش المدير الفني للمنتخب اليمني فإنه وعلى الرغم من خروجه المبكّر من البطولة برصيد نقطة واحدة ودون تسجيل أي هدف، قاد الفريق لتقديم عروض متصاعدة في القوة رغم الظروف الصعبة التي تواجهها بلاده والتي تسببت في إيقاف النشاط الكروي في اليمن، كما أن العروض الجيدة التي قدمها الفريق بالتصفيات المزدوجة تصب في صالح المدرب النعاش. وتبدو الأمور غير واضحة بالنسبة للمدرب الهولندي بيرت فان مارفيك المدير الفني للمنتخب الإماراتي لاسيما وأنه مدرب كبير وله بصمات سابقة مع فرق أخرى من ناحية إضافة إلى أن الفريق يمر بمرحلة إحلال وتجديد. وفي المقابل قد يضيف الخروج المبكر من خليجي 24 إلى إخفاقات فان مارفيك مع الفريق في التصفيات المزدوجة بآسيا. لطمة قوية اشتهرت بطولات كأس الخليج بأنها كانت بمثابة المقصلة للمدربين، حيث تسببت نسخ عدة في الإطاحة بالعديد من المدربين من أماكنهم نظرا إلى المنافسة القوية في البطولة وأهميتها البالغة عند الدول المشاركة فيها. وقبل خمس سنوات على سبيل المثال، تحولت بطولة كأس الخليج التي استضافتها السعودية في 2014 من فرصة جيدة للاستعداد القوي لبطولة كأس آسيا 2015 بأستراليا، والتي أقيمت بعدها بشهرين، إلى نقمة على معظم المنتخبات التي تلقت لطمة قوية في خليجي 22 بالرياض. وبمجرد بدء فعاليات خليجي 22، تيقن الجميع أن كأس الخليج تحولت للطمة قوية بالنسبة إلى العديد من المنتخبات العربية قبل كأس آسيا. وشهدت بطولة كأس آسيا مشاركة 16 منتخبا منها تسعة منتخبات عربية من بينها سبعة منتخبات شاركت في خليجي 22. وكان المنتخب اليمني هو الوحيد الذي شارك في خليجي 22 لكنه لم يشارك في كأس آسيا.
مشاركة :