حول حجاج وزوار من مختلف الأقطار والبلدان الإسلامية بلغاتهم المختلفة جبل الرماة في المدينة المنورة إلى لوحة جدارية سطروا من خلالها تواقيعهم وذكرياتهم، حيث دون البعض منهم عباراتهم التاريخية منذ سنوات عدة بأدواتهم وطريقتهم الخاصة لضمان ثباتها وعدم تعرضها للطمس لكثرة الزوار والأقدام التي تطأ صخور الجبل. الاقتصادية صعدت الجبل ورصدت بعض العبارات والأوراق التي خطتها أيادي الحجاج بعضها تجاوز عشرة أعوام فيما وضعت أوراق تحمل الأدعية بين تلك الصخور. يقول الحاج نور الدين، من باكستان، إنه يشعر بسعادة بالغة بعد أن سجل على الجبل بيده اسمه واسم والدته التي قدمت لأول مرة للحج معه، مشيراً إلى أنه كتب عبارة حججت عام 2013 وكتب اسمه واسم والدته، وأضاف نور الدين أن هذه الأيام تعد بالنسبة لهما أياما مميزة لن تتكرر بعد أن منّ الله عليهما بأداء مناسك الحج بعد أن باع أغلب أملاكه في دولته للتمكن من أداء الركن الخامس من أركان الإسلام لتتحقق الأمنية التي يتمناها ويسعى لتحقيقها منذ 15عاماً. وقالت الحاجة رحمة - من شرق آسيا - إنها كتبت على قمة الجبل اسمها ومدينتها وتاريخ زيارتها والتقطت لها صوراً تذكارية مشيرة إلى أنه ربما لن تتمكن من أداء الحج مرة ثانية ولا تريد أن تفوّت فرصة كهذه لتوثيق ذكريات تربطها بالمكان بعد رحيلها، وأضافت وربما يجد أحد من أقربائي ومعارفي من زوار الجبل ذكريات لي هُنا. أوراق تكتب وتوضع بين الصخور. وقالت صديقتها كلثوم إنها شاهدت كتابات الحجاج على العديد من الأماكن والجبال التاريخية التي زاروها كجبل أحد وجبل الرماة وأيضا حتى جبل الرحمة فقد وثق الحجاج ذكرياتهم عليه، وأشارت إلى أنها بحثت عن بعض الكتابات التي كتبت من قبل أصدقاء لها على قمة الجبل لكن فشلت في تحديد المكان وكثرة الكتابات التي حولت الجبل إلى لوحة تواقيع عشوائية. أما الحاج محمد سعيد من مصر فقد قال إن كتابة الحاج والزائر اسمه أو تاريخ زيارته للمواقع التاريخية لا يقصد منه شيئا سوى أن يترك له أثرا في مكان لطالما حلم بزيارته خاصة ممن أمضوا أعواما طويلة وقدموا كل ما يملكونه لتحصيل المال الذي يفي ويكفيهم لأداء مناسكهم.
مشاركة :