يعكف فريق من البنك الدولي حاليًا، على دراسة وبائية بالتعاون مع مصر، لرصد إلى أي مدى يزداد عدد المرضى، الذين يترددون على مستشفيات أمراض الصدر، بسبب التلوث في الهواء، خصوصا في القاهرة الكبرى، وكيفة علاج ذلك والحد منه.وقال البنك في دراسة على موقعه اليوم الخميس: إن مصر لا تختلف كثيرًا عن باقي أنحاء العالم من حيث هذا الارتباط الوثيق بين التلوث والصحة، موضحا أن فريق بحثي من البنك أكد أن تشغيل الخط الثالث للمترو أدى إلى انخفاض الجسيمات الدقيقة العالقة بنسبة 3%، وانخفاضها بنسبة 4% تقريبًا بعد الموجتين الأولى والثانية من إلغاء الدعم على الوقود.وأشار البنك في دراسته إلى أن هذه النتائج تمهد الطريق لتحويل رؤية مصر بشأن توفير هواء نقي إلى واقع ملموس، مؤكدًا أن تنقية هواء القاهرة يتم خطوة خطوة.وأضافت: قام فريق البحث بوضع تصور احصائي عن كل سيارة وشاحنة وحافلة في القاهرة، وبقليل من العون من أحد الأقمار الصناعية، ولأيام عديدة وعلى مدى ثماني سنوات، وتم تغذية هذه البيانات في خوارزميات التعلم الالي لفهم الأنماط المرورية في المدينة.وأوضح أنه تم ربط بيانات المركبات ببيانات تلوث الهواء الواردة من محطات الرصد الأرضي لفهم مدى تأثير تغير أوضاع المرور على تلوث الهواء، وكيف يمكن تغيير حالة المرور لتحسين جودة الهواء، ووجد الفريق أن تخفيض عدد المركبات بنسبة 1% يؤدي بالتبعية إلى انخفاض الجسيمات الدقيقة العالقة بنسبة 0.27%، وجرى تطبيق أساليب تقييم الأثر لتقدير الأثر المترتب على العديد من السياسات، وأبرزها تشغيل خط جديد للمترو، وإلغاء الدعم على الوقود.ولفت إلى أنه وفي إطار إستراتيجية التنمية المستدامة: مصر 2030، تعهدت الحكومة بتخفيض تلوث الهواء الناجم عن الجسيمات الدقيقة العالقة بمقدار النصف بحلول عام 2030، وثمة تحسينات كبيرة تمت على الطريق لتحقيق هذا الهدف. وفي واقع الأمر، انخفضت درجة تركز الجسيمات الدقيقة العالقة الملوثة للهواء في القاهرة بنحو 25% على مدى العقد الماضي، ورغم هذه التحسينات، مازالت مستويات التلوث في المدينة أعلى بمرات عديدة عن تركيزات الانبعاثات للقيم المستهدفة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وأعلى من الإرشادات الوطنية، ومن ثم فمن الأهمية بمكان ألا تفقد الزخم وأن تستمر في البناء على ماتحقق حتى الآن.وأكدت البنك في دراسته، أن تلوث الهواء يمثل مشكلة ملحة بسبب آثاره الخطيرة على صحة الإنسان، وقد وجد في جميع أنحاء العالم أن ارتفاع معدلات تلوث الهواء يفضي إلى آثار صحية سلبية فورية، مما يؤدي إلى تدفق المرضى على المستشفيات.