تنظيم الوقت مفتاح النجاح في الامتحانات النهائية

  • 5/17/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

يقبل علينا شهر الخير والعبادة والطاعات الذي نتوق للقائه كل عام، شهر الصيام والغفران رمضان المبارك، والذي ندخله هذه المرة وهو يرافق العديد من المسؤوليات والظروف الجديدة علينا في الجزء الأول من أيامه، حيث يتوافق هذا العام مع فترة الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الثالث، منهياً بذلك العام الدراسي . هذا التزامن بين الشهر الكريم وفترة الامتحانات أثار تخوف بعض الطلبة وأولياء الأمور من عواقب أداء الطلبة للامتحانات وهم صائمون، وفي واقع الأمر فإن شهر رمضان هو شهر عبادة وعمل أيضاً، وهو كباقي الأيام إلا أن الامتناع عن الطعام والشراب يشكل لدى البعض فروقات في عملية التركيز وتأدية الواجبات اليومية، لذلك بادرت "الخليج" بعمل تحقيق يوضح للمتخوفين سهولة العملية الامتحانية من صعوباتها . شكا الطلاب من ضيق الوقت المتاح أمامهم نظراً للخمول الذي يمكن أن يصاحبهم أثناء ساعات الصيام، وكون المواد الدراسية تتضمن موضوعات كثيرة وتحتاج إلى وقت طويل لتحضيرها، في الوقت الذي يمتلكون فيه قناعة تامة بأن هذا واقع لا بد، وفرصة لإثبات الجدية والمسؤولية التامة . برنامج يناسب أيام الصيام قال الطالب مايد عوض الشامسي، إنه من الممكن أنه نواجه صعوبة في خلق انسجام بين الصيام والدراسة التحضيرية لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الثالث والذي ننهي به العام، وذلك بسبب حالة الجوع والعطش كون رمضان يتزامن أيضاً مع حر الصيف وطول ساعات اليوم . وأكد أنه من الممكن أن يضع الطالب برنامجاً يناسب أيام الصيام و يأخذ بعين الاعتبار الظروف اليومية خلال أيامه لتأدية الدراسة التحضيرية للامتحانات النهائية بما يخدم الطالب بشكل كبير ليكون على جاهزية تامة لتقديم الاختبارات . وبين أنه يجب على الطلبة وضع برنامج متكامل بحسب جدول الامتحانات المقررة من قبل الجهات الرسمية، قبل دخول رمضان وخوض غمار الامتحانات أثناء أيام الصيام، والغاية من ذلك هو تنظيم المهام اليومية وساعات الدراسة لإزالة التخوف والتهيئة النفسية لاستقبال الامتحانات النهائية في آخر العام الدراسي بارتياح . تخوف الطالب علي النعيمي من الامتحانات في شهر رمضان، وقال إنها صعبة وسنواجه مشكلة في التحضير للاختبارات بسبب الصيام، وأن العطش بسبب الحر سيشكل لنا صعوبة كبيرة أيضاً، مشيراً إلى أن هذا أمر طبيعي وواقع، لذلك يجب أن نجتهد أكثر وننظم الوقت في فترة الامتحانات التي ستكون عبارة عن أيام معدودة من الشهر الفضيل . وتابع: يجب أن نضع خطة مدروسة لأيام الشهر الفضيل تخدم عملية خوض الاختبارات النهائية والاستعداد لها، وذلك من خلال تنظيم الوقت وتحديد ساعات الدراسة والراحة ووقت تناول الطعام، والتنازل عن بعض الأعمال التي نعتاد عليها في حياتنا الطبيعية كالجلوس مع الأهل والأقارب أو متابعة التلفاز واللعب في الأجهزة الذكية والخروج مع الأصدقاء لحين الانتهاء من الامتحانات . مجرد ذبذبات وعلى صعيد أولياء الأمور، قال إبراهيم البلوشي ولي أمر الطالب عبدالله، إن تقديم الامتحانات في شهر رمضان لا تخلو من الصعوبه واصفاً إياها بمجرد ذبذبات تعيق عملية التحضير لتقديم المتحانات النهائية، ولكن الطالب الجاد لا تضيره الظروف المحيطة، مؤكداً أن شهر رمضان هو الشهر الفضيل والكريم على الطلبة وأفراد المجتمع لذلك لا يجب أن نعتبره عائقاً في التأثير على المرونة العامة للطلبة والجدية في تقديم الاختبارات على أكمل وجه . وأوضح أن مرونة الطلبة تكون أقل في أيام الصيام، لكن يقع على عاتق الأهل المسؤولية في تقديم الظروف المناسبة لخلق انسجام يساعد الأبناء على التحضير لخوض الامتحانات خلال أيام الشهر الفضيل، وإرشادهم إلى السلوكيات المناسبة التي لا تؤثر على جديتهم ومرونتهم وسرعتهم في الأداء الدراسي، موضحاً أنه يجب تنظيم الوقت والاهتمام بالسلوك الغذائي للأبناء الطلبة . وأكد علي الشامسي ولي أمر الطالب سالم أن شهر رمضان الكريم يؤثر على الأداء لكل أفراد المجتمع نظراً لطول ساعات الصيام (الامتناع عن الأكل والشرب) وارتفاع درجات الحرارة، مشيراً إلى أن ذلك واقع لا بد منه لذلك يجب أن نتأقلم مع هذه الظروف ولا نتخذها عذراً للتقصير في التحضير لأداء الامتحانات النهائية . وقال إنه يجب أن ينسجم الطلبة مع أيام الصيام وتأدية الاختبارات النهائية في وقت واحد بالجدّ والاجتهاد لتقديم الأفضل، كما أنه يجب على الأسرة تقديم الوعي والإرشاد في كيفية تنظيم الوقت للتحضير ومراقبة الأداء في ذلك، وتوفير كل السبل التي تتيح لهم الأجواء المناسبة بما يتناسب مع حالة الصيام والاستعدادات لخوض الامتحانات النهائية . واقع يفرض نفسه من جانبه قال عادل أحمد العبيدلي مدير مدرسة خالد بن الوليد في مدينة العين، إن خوض الامتحانات النهائية في شهر رمضان الفضيل طبيعي جداً، على الرغم من وجود صعوبة في ذلك، مؤكداً أن هذا يقلل من الأداء العام للطلبة في تقديم الاختبارات، لكن هذا واقع لا يمكن تجاهله وهو يفرض نفسه على المجتمع بشكل عام والطلبة بشكل خاص في مثل هذه الظروف . وأضاف: لا نستطيع التلاعب في موعد الامتحانات للابتعاد عن خوضها خلال أيام الشهر الفضيل، موضحاً هذه المرة جاءت أيام الاختبارات في بداية شهر رمضان، لكن في السنوات المقبلة ستأتي في وسط الشهر، لذلك يجب الاقتناع بأن ذلك طبيعي جداً . وأشار العبيدلي إلى ضرورة تنظيم الوقت والسلوك الغذائي للطلبة خلال تقديم الامتحانات في شهر رمضان، وأنه يجب على المدارس تقديم الإرشاد والتوعية استعداداً لخوض التجربة في ظروف جديدة على الطلبة، وتهيئتهم نفسياً لذلك، كما أنه يجب وضع خطة محكمة لعمل محاضرات إرشادية للطلبة لتوجيههم في كيفية تنظيم الوقت وخلق انسجام بين الظروف التي ستواجههم في الامتحانات النهائية للعام الدراسي والصيام معاً . التربية على التحمل أكدت الدكتورة شيخة الطنيجي المتخصصة في علوم التربية أن شهر رمضان شهر يزيد فيه صفاء الذهن، ويزداد فيه استقرار النفوس، وتوظف فيه الهمم للطاعات، وشهر تربية للصغير والكبير، ولابد من استغلاله الاستغلال الأمثل لتربية الأبناء على زيادة قوة التحمل، وتعويدهم على التكيف مع الظروف كافة . وأضافت، لذلك لن نضع السبب في تقليل الأداء لدى الطلبة في التحضير للامتحانات النهائية على شهر رمضان الكريم والصيام، موضحة أن ذلك أمر طبيعي جداً ولا علاقة له في التأثير على مرونة الطلبة، فأيام الشهر كباقي الأيام من العام، ولكنها تحتاج لإدارة سليمة فقط . وقالت إن المشكلة هي التأثر النفسي للطلبة في الشعور بالإرهاق والجوع والعطش وعدم انسجام ذلك مع كيفية الاستعداد لتقديم الامتحانات، مؤكدة أن الطلبة يعكسون ليلهم بنهارهم مما يتسبب لهم هي نوع من الخمول أثناء النهار، وتضييع الوقت في البرامج والمسابقات الرمضانية أثناء الليل، لذلك يجب على الأهل مراقبة أداء أبنائهم وتوجيههم لتنظيم وقتهم وتوفير كل السبل لراحة أبنائهم الطلبة لتعزيز قدرتهم النفسية على التحضير بجد . ونصحت الطنيجي بالتحضير ومراجعة المواد الدراسية قبل دخول رمضان الذي يتخلل أيامه المباركة الامتحانات النهائية استعداداً لخوضها بجاهزية تامة، ولعدم التقصير في التحضير أثناء الصيام وعدم المقدرة على إدارة الوقت حينها .

مشاركة :