زهرة الخرجي: مهمة الفنان أصعب مع جيل الـ «آي باد» والألعاب الذكية

  • 5/17/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يحمل الحوار مع زهرة الخرجي الكثير من المساحات الإنسانية والفسحات الوجدانية التي عاشتها النجمة الكويتية على امتداد السنوات الماضية.. بين رحلة علاجها وشفائها من مرض السرطان الذي استطاعت قهره بعزيمتها وإصرارها على الحياة، والأمل بتحقيق أحلامها الإنسانية والفنية، من خلال عودتها إلى جمهورها وتقديمها للعديد من الأعمال والمسلسلات الدرامية الخليجية الناجحة. ولعل مشاركتها الأخيرة في مسلسل دبي لندن دبي للسيناريست البحريني عيسى الحمر، ومواطنه المخرج جمعان الرويعي، عن فكرة للإماراتي خليفة حمد أبوشهاب مدير قناة سما دبي، دليل على عودتها للمشاركة في الأعمال الدرامية الإماراتية، وهذه المرة مع الفنان أحمد الجسمي الذي وصفته بالمنتج المحترف القادر على تقديم بيئة فنية صحية بكل المقاييس، قائلة: سعيدة للغاية بدور (سلامة) الذي أؤديه للمرة الأولى، وبكل أبعاد هذه الشخصية التي يمكن اعتبارها نموذجاً واقعياً لعنفوان المرأة المكافحة التي نجحت في تربية أولادها بعد وفاة زوجها، رغم كل الألم الذي عاشته لتصل إلى بر الأمان وتحقق السعادة لأبنائها. غلطانة أكدت الفنانة الكويتية أنها تنوي التركيز مستقبلاً في الأعمال الإنسانية الهادفة، التي تبرز أهمية الثقة بالنفس وقيمة الإيجابية في مواجهة المحن، وفي الوقت الذي ستسعى الفنانة إلى تقديم جملة من الأدوار القيمة والشخصيات الدرامية المهمة، تتذكر تجربتها اليتيمة في مجال الغناء قائلة: كنت لاأزال شابة يافعة مغرمة بالغناء والموسيقى، ومواظبة على حضور جل الحفلات الفنية آنذاك، لذلك لم أتردد في قبول عرض أحد المنتجين بإصدار ألبوم غنائي خاص، وأعترف اليوم بأنني كنت غلطانة، وأن المصادفات الغريبة جعلت الألبوم يحمل اسم غلطانة. لا للمعاناة رداً على سؤال حول تقديم قصة حياتها وشفائها من المرض العضال في مسلسل تلفزيوني، اشترطت الفنانة زهرة الخرجي تقديم وجه جديد لها في المسلسل، نافية بشدة إمكانية تقديمها لهذه الشخصية قائلة: من الصعب علي أن أعيش هذه المعاناة مرة ثانية، فهذه الشخصية تحتاج إلى وجه جديد، وللكثير من المشاعر الصادقة. رؤية استشرافية كشفت الممثلة الكويتية عن تقديمها لفكرة مسلسل أثناء فترة مرضها في عام 2006، تتماهى فيه الأحداث والوقائع مع ما يحدث في العالم العربي منذ عام 2011، فقد عملت مع أحد كتاب السيناريو في مصر على كتابة الحلقات الخمس الأولى، وبشكل شبه يومي بمساعدة زوجها. زهرة الخرجي تحدثت إلى الإمارات اليوم عن هذه التجربة، وعن المرة الأولى التي تقف فيها إلى جانب نجوم قناة سما دبي قائلة: سعود الكعبي وأحمد عبدالله ورؤى الصبان، كلهم نجوم في التقديم التلفزيوني ولديهم جمهورهم ومشاركاتهم السابقة في الأعمال الدرامية، بخلاف ليلى المقبالي نجمة الدراما الجديدة التي سيتابعها الجمهور قريباً بعد نجاحها في تقديم العديد من البرامج التلفزيونية، ويكفي أن أذكر هنا أجواء التصوير الجميلة التي جمعتني بهم وابتسامتهم التي أضفت طقساً استثنائياً على ظروف العمل. 3 شخصيات تأخذنا زهرة الخرجي إلى الفجيرة، حيث تصور مشاهدها في المسلسل الجديد عام الجمر، للمخرج الإماراتي عمر إبراهيم، لتشير إلى شخصية صفية التي تؤديها في العمل الجديد المقرر عرضه على قناة أبوظبي الأولى في شهر رمضان المقبل، لافتة إلى أهمية هذا العمل الذي اعتذرت من أجل تصويره عن المشاركة في العديد من الأعمال الدرامية في الكويت، كما الحال في مسلسل في عينيها أغنية ومسلسل فال مناير، وذلك بعد تأخر تصوير مسلسل وصايف للكاتب عبدالعزيز الحشاش والمقرر تصويره بعد شهر رمضان المقبل بين الكويت والقاهرة وبيروت، بمشاركة نخبة من نجوم الدراما الكويتية والمصرية، لتنحصر مشاركتها الدرامية في عملين إماراتيين ومسلسل كويتي يحمل عنوان في أمل للمخرج محمد دحام الشمري، تؤدي فيه شخصية امرأة مستبدة تلهث وراء المظاهر. حنين على الرغم من نجاحها التلفزيوني فإن النجمة الكويتية لم تنسَ مسرح الطفل منذ مشاركتها الأولى في مسرحية دفاشة عام 1983، إذ تؤكد أنها لم تتخلّ عن المسرح طوال مشوارها الفني، فقد شاركت العام الماضي في مسرحية لعنة الجن هاجر وقدمت قبلها مسرحية طرزان. وفي سياق متصل تضيف الخرجي لدي حلم دائم بإنتاج أعمال مسرحية حقيقية للطفل الذي لا يعرف المجاملة، وأتمنى أن تسنح لي الفرصة لتقديم هذه النوعية من الأعمال الموجهة إلى الطفل من خلال تجربة إنتاج تدرك جيداً أهمية هذا النوع من المسرحيات والقيمة من تقديم أعمال مسرحية جديدة تجمع بين الجمالية وعمق المضامين، تحاكي جيل الـ(آي باد) والألعاب الإلكترونية، وهذا برأيي كفيل بأن يجعل مهمة الفنان أكثر عسراً والمسؤولية الملقاة على عاتقه أكثر ثقلاً. شجاعة تستذكر زهرة بكثير من الحب الدعوة التي تلقتها العام الماضي من رئيسة رابطة الطلبة في جامعة الخليج بالكويت للمشاركة في الشهر العالمي للتوعية بسرطان الثدي، مثمنة هذه الدعوة التي اعتبرتها فرصة للحديث عن تجربتها مع المرض الخبيث وكيف استطاعت التغلب عليه متسلحة بإيمانها بالله وثقتها بنفسها قائلة: في تلك الليلة خطر ببالي فكرة حلاقة شعري، حينها سارعت بالاتصال بخبيرة مقربة مني مختصة في قص الشعر وصديقة أخرى وصحافية معروفة دون إخبار أي منهن بنيتي، إذ تظاهرت أمامهن مازحة بأنني أحتاج إلى جهدهن كي نحلق لأحدهم، وتضيف: صديقاتي تعودن على طيبة قلبي وجنوني، خصوصاً على مفاجآتي التي تهدف إلى تقديم المصلحة والخير للجميع. وحول اللحظات التي مرت عليها قبل اتخاذ قرار هذه الخطوة الجريئة التي جعلتها تحلق شعرها وتظهر أمام الطلبة ووسائل الإعلام بهذا الشكل، أكدت الخرجي عندما أقدمت على هذه الخطوة كان شعري طويلاً، استرجعت السنوات السابقة التي عشتها وجرعات العلاج الكيماوي التي أتعبت جسدي، وأسهمت في تساقط شعري منذ اليوم الثاني للعلاج، حينها تمنيت نقل هذه التجربة والدروس التي تعلمتها منها، فلا شيء أهم للإنسان من البحث عن الجوهر ومناشدة الرقي، ولا شيء أهم من حب الناس ومودتهم واحتضانهم لآلام بعضهم في أوقات الشدة والضعف. وتضيف بلهجة غلب عليها التأثر الواضح: كنت حقاً أنتظر هذه الفرصة المناسبة لأقوم بهذه المبادرة التي اعتبرها البعض صادمة، حين طلبت بالفعل تصويري بهذا الشكل ليشهد الجميع على إحساس هذه الفئة، وليعلم الناس أن رسالة الفنان الحقيقي ترجمة لمدى التزامه بهموم الناس ومشكلاتهم ومساندته للحظات الضعف التي يعيشونها من خلال جملة الرسائل الإنسانية التي يترجمها حضوره. بعد 10 سنوات لدى سؤال الإمارات اليوم عن ذكريات مواجهتها للمرض، تصمت زهرة الخرجي برهة وتستعيد أنفاسها قبل أن تقول: لن أنسى أبداً فضل رب العالمين وكل من شد أزري في هذه المحنة، وأولهم صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الذي تكفل بنفقات علاجي في المملكة المتحدة، وزوجي وعائلته وجميع من اهتم بي حين كنت أتنقل بين لندن والكويت. وتضيف: لقد مكنتني تجربة المرض المؤلمة وعلاجي على مدى عامين متواصلين من التفكير في حياتي ومراجعة حساباتي، كما استعنت على ضعفي بقراءاتي اليومية وأدعيتي وصلاتي التي قربتني من الله وزادت من يقيني بأن الحياة قطار فناء لسنا فيه إلا مسافرين نحزم حقائب توقعاتنا وننشد الفرح، ونجيد نسيان المحطة الأخيرة الآتية لا محالة. وتتابع أكثر ما كان يؤلمني التعب الجسدي وعدم قدرتي على التفكير رغم إصراري على متابعة نسق الحياة خارج غرفتي، ومختلف النشاطات الثقافية والعروض السينمائية والمسرحية التي أحبذها، إلى جانب إصراري على كتابة مذكرات الألم وحرصي اليومي على مزاولة هذا النشاط الذي كنت أصارح فيه الورق، وأكتب وأرسم وأوثق كل ما أشعر به لأتحدى المرض. لكن هذه التجربة المريرة لم تثن الفنانة الكويتية عن المضي قدماً في قطار الحياة، مؤكدة لـالإمارات اليوم أنها بصدد إصدار مذكراتها في كتاب سيرى النور قبل نهاية هذا العام، وستضمن فيه الفنانة عدداً من الحكايات والأسرار التي تنوي الكشف عنها، وعن مجموعة من الصور الخاصة بتلك الفترة للمرة الأولى في حياتها، إذ تقول: هناك الكثير من الأشياء الخاصة التي يستحق الناس معرفتها عني، وهذا الإصدار أراه رسالة امتنان لكل ما قدمه لي جمهوري أثناء صراعي، كما أنه تجربة يمكن أن يستفيد منها الكثيرون.

مشاركة :