احتدمت المعارك، أمس، بين المتمردين الحوثيين والموالين للحكومة في جنوب اليمن، عشية انتهاء الهدنة التي وضعها التحالف العربي ووقفه لضرباته الجوية ضد المتمردين رغم الانتهاكات، فيما أسر عناصر في القاعدة 36 عسكرياً في المكلا، كبرى مدن محافظة حضرموت. مؤتمر يمني في الرياض اليوم يلقي الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كلمة اليوم في افتتاح مؤتمر لحل الأزمة اليمنية في الرياض، والذي دعيت إليه الأحزاب السياسية وزعماء القبائل وممثلو المجتمع المدني، حسب ما أعلن المنظمون. وسيعقد المؤتمر بغياب المتمردين الحوثيين، الذين يصرون على عقد مؤتمر الحوار السياسي في اليمن فقط، بعدما توقف في أعقاب العملية العسكرية للتحالف. وقال مسؤول الإعلام في مكتب هادي مختار الرحبي لوكالة فرانس برس، إن كل الأطراف السياسية اليمنية ستشارك في مؤتمر الرياض، الذي يبدأ أعماله اليوم عدا ميليشيات الحوثي، التي وجهت لها الدعوة رسمياً، إلا أنها رفضت الحضور. ومن المقرر أن يستمر المؤتمر ثلاثة أيام، وسيكون مؤتمراً للقرار لا للحوار، لإعادة هيكلة الدولة، التي زعزعها الحوثيون. وتفصيلاً، قصف المتمردون، صباح أمس، بالسلاح الثقيل والقذائف أحياء عدة في تعز، ثالثة مدن اليمن، ما أوقع 12 قتيلاً و51 جريحاًَ في صفوف المدنيين. كذلك أسفرت المعارك، التي كثفت ليلة الجمعة، عن سقوط 26 قتيلاً في صفوف المتمردين وحلفائهم، من العسكريين الموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، بحسب مصادر عسكرية ومحلية. وفي عدن كبرى مدن الجنوب، دوَّى إطلاق النار من جديد، أمس، بعد ليلة هادئة نسبياً. وتركزت المواجهات بمختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك مدافع الدبابات في شمال عدن حيث يسعى المتمردون وحلفاؤهم لاستعادة مواقع خسروها في الأيام الأخيرة، خصوصاً محور طرق يتحكم في المنفذ إلى وسط المدينة، كما ذكرت مصادر عسكرية لـفرانس برس. وأضافت المصادر نفسها أن إطلاق القذائف استهدف أيضاً غرب عدن. وفي الجنوب، كان التوتر على أشده في الضالع بعد كمين نصب ليلاً لقافلة للمتمردين، أدى إلى مقتل خمسة منهم، بحسب مسؤول محلي. والتحالف الذي علق غاراته الجوية، منذ بدء سريان الهدنة مساء الثلاثاء، حذر من أنه سيفقد صبره تجاه الانتهاكات التي يقوم بها المتمردون خلال الهدنة التي تم إعلانها الجمعة لخمسة أيام قابلة للتجديد. وفي محافظة شبوة، قالت مصادر عسكرية وقبلية إن مسلحين قبليين استعادوا السيطرة على منطقة عسيلان النفطية، بعد يومين من المعارك مع المتمردين وحلفائهم، الذين كانوا يسيطرون عليها. وأضافت المصادر أن ما لا يقل عن 18 متمرداً وأربعة من رجال القبائل قتلوا خلال الاشتباكات. وأفادت مصادر قبلية بأسر 15 مسلحاً حوثياً، حاولوا التسلل نحو منطقة المصينعة في محافظة شبوة. وقالت المصادر إن المقاومة الشعبية أسرت 15 مسلحاً حوثياً، عقب محاولة مجموعة من المسلحين الحوثيين التسلل نحو منطقة المصينعة، التابعة لمحافظة شبوة والواقعة تحت سيطرة المقاومة الشعبية المكونة من قبائل شبوة. وأوضحت المصادر أن قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا أيضاً خلال المواجهات المسلحة التي نشبت بين المقاومة الشعبية والحوثيين، عقب محاولة زحفهم نحو منطقة المصينعة. وأكدت المصادر أن قبائل شبوة حاصرت القوات الموالية لجماعة الحوثي والمخلوع صالح في مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، مشيرين إلى أن تلك القبائل ستهاجم تلك القوات في الوقت المناسب. وتسببت أعمال العنف هذه في حركة نزوح لقسم من السكان، الذين هربوا من مدينة تعز باتجاه مناطق ريفية أكثر أماناً، فيما لم تصل المساعدة الإنسانية الموعودة بعد إلى المدينة، بحسب بعض السكان. وأكد مسؤول في الإدارة المحلية، لـفرانس برس، أن المساعدة الإنسانية لم تصل إلى تعز، حيث لم نتلق منتجات نفطية أو مواد غذائية أو معدات طبية. ومع ذلك، تمكنت المساعدات الدولية من الدخول إلى البلاد، حيث أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، على موقعها الإلكتروني، أن اثنتين من رحلاتها الإغاثية الست لليمن، وصلت الجمعة إلى صنعاء، حاملة الأغطية والفرش. لكن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، يوهانس فان در كلاو، دعا التحالف إلى تبسيط عمليات تفتيش الحمولات المتوجهة إلى اليمن، إذ من شأن تلك الإجراءات أن تبطئ إيصال المساعدات الضرورية. وأشار فان در كلاو إلى أن عمليات تفتيش البضائع في إطار الحظر المفروض على السلاح إلى الحوثيين تعقد إيصالها. وقال يجب تبسيط نظام الرقابة الحالي، ويجب أن يكون أسرع لاستئناف إيصال الواردات التجارية وحتى الإنسانية من وقود وغذاء وحاجات حيوية أخرى. إلى ذلك، أسر عناصر في القاعدة 36 عسكرياً في المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف منذ أبريل الماضي، كما أفاد مسؤولون محليون لوكالة فرانس برس. وقال مسؤول إن المتمردين أسروا العسكريين لدى وصولهم مساء الجمعة إلى ميناء المكلا من جزيرة سقطرى اليمنية، موضحاً أن الجنود الـ36 كانوا مسلحين لكن باللباس المدني. وأضاف اشتبه مقاتلو تنظيم القاعدة في أن يكون العسكريون من أنصار المتمردين الحوثيين.
مشاركة :