أعلن مسئولون فلسطينيون في مدينة بيت لحم بالضفة الغربية اليوم (الخميس)، عن انطلاق التحضيرات لاحتفالات أعياد الميلاد المجيدة لهذا العام برسالة إلى العالم عنوانها "الميلاد رسالة فرح"، وسط مضايقات إسرائيلية على المدينة. ومن المقرر إضاءة شجرة عيد الميلاد التي نصبت وسط ساحة كنيسة المهد بارتفاع 17.5 متر السبت المقبل بمشاركة مسئولين فلسطينيين بعد إنتهاء البلدية من تزيين الساحة. وتتضمن الشجرة بحسب القائمين على زينتها، عشرات الأحبال الضوئية المزينة وأشكال مختلفة لخلق نوع من الإنبهار لدى السياح القادمين إلى الأراضي الفلسطينية. وقالت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر البلدية إيذانا ببدء الفعاليات لهذا العام، إن "رسالة العيد لهذا العام هي الفرح والسعادة للبشرية أجمع خاصة الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة والمعقدة التي يمر بها". وأضافت أن الاحتفالات بأعياد الميلاد تبدأ من مهد المسيح وتنتشر إلى كل المدن الفلسطينية التي تضيء شجرة الميلاد، مشيرة إلى أن العام الحالي يتميز عن غيره عبر تقديم تسهيلات للسياح القادمين. وأشارت إلى أن التسهيلات تتمثل في زيادة عدد ساعات فتح باب كنيسة المهد وتقديم انترنت مجاني للسائح فور دخوله المدينة ترسل له رسالة "أهلا وسهلا بك في بيت لحم الفلسطينية" بكل لغات العالم، بالإضافة إلى إطلاعهم على مواقع تحاكي تاريخ فلسطين والرواية الحقيقة التي تتعرض لتشويه إسرائيلي. وتابعت معايعة، أن السياحة الخارجية إلى فلسطين تزداد سنويا رغم المنغصات الإسرائيلية وعدم السيطرة على المعابر بشكل كامل، لافتة إلى أن العام الماضي استقبلت المدينة أكثر من 3 مليون سائح بينما نتوقع العام الحالي زيادة بالأعداد. وأعربت الوزيرة، عن أملها بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967 في عيد الميلاد القادم. بدوره، قال محافظ المدينة كامل حميد خلال المؤتمر، إن "المدينة مستعدة لاستقبال أعياد الميلاد بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتأكيد على استقرار بيت لحم سياسيا واقتصاديا وأمنيا". واعتبر حميد، أن إدعاءات إسرائيل بأن السلطة الفلسطينية لا تقوم بدورها في المدينة "مجرد أكاذيب وفتن" لضرب وحدة الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن المدينة جاهزة لاستقبال السياح واحتفالاتهم بعيد الميلاد. واتهم حميد، إسرائيل بمحاولة "السيطرة على السياحة في المدينة من خلال البناء الاستيطاني حولها وإعاقة وصول السياح إليها، قائلا إن "المدينة تتعرض للخنق الإسرائيلي لتشويه صورة عمل السلطة الفلسطينية فيها". وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني يعمل وفق خطة لمواجهة كافة الإجراءات الإسرائيلية، لافتا إلى إمكانية التوجه إلى المحاكم الدولية لتحصين المدينة وأن لا تبقى في يد الممارسات الإسرائيلية". وتتوقع البلدية وصول عدد المشاركين باحتفالية إضاءة شجرة الميلاد إلى الاف المشاركين بينهم شخصيات أوروبية ممثلة عن مدن متوأمة معها بالإضافة إلى فرق فنية عالمية من ايطاليا وفرنسا واستونيا. وقال رئيس بلدية بيت لحم انطوان سلمان في كلمة له خلال المؤتمر، إن مساحة بيت لحم تبلغ 806 كم لكن نتيجة لسياسات إسرائيل أصبحت أصغر مساحة مقارنة مع المدن الفلسطينية الأخرى بالضفة الغربية. وذكر سلمان، أن السيطرة الفلسطينية على المدينة تتمثل 13.1 في المائة أي أقل من 80 كم متر وهذا يعيق عمل الجانب الفلسطيني بتقديم الخدمات، معتبرا أن هدف إسرائيل من ذلك السيطرة على المدينة السياحية. وأشار إلى أن احتفالات أعياد الميلاد للعام ستركز على إظهار معاناة الشعب الفلسطيني الناتجة عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي وإجراءاته، لافتا إلى أن إحياء الشعب الفلسطيني المناسبات هي أحد أوجه مقاومة الاحتلال الإسرائيلي. وقال سلمان، "ليعرف الاحتلال باننا شعب يعشق ويستحق الحياة وبقائنا مستمر حتى إنهاء الاحتلال عن الأرض الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، داعيا المجتمع الدولي إلى رفع الظلم والاضطهاد وإنهاء الحروب الذي يعيشها الشعب الفلسطيني. واعتبر أن، ارتفاع نسبة السياحة في المدينة يؤدي إلى انخفاض البطالة لأن المرافق السياحية تزيد عدد موظفيها لتقديم الخدمات، مطالبا بتطوير البنية التحتية في بيت لحم لاستيعاب عدد السياح القادمين. ومن المقرر أن تشهد ساحة المهد في 7 ديسمبر المقبل افتتاح سوق الميلاد السنوي يتضمن مستلزمات الأعياد وطقوس كل بلد من حيث الاحتفالات والتحضيرات. ويصاحب الاحتفالات انتشار كبير لعناصر الأمن الفلسطيني وإغلاق شوارع رئيسية في المدينة لتسهيل حركة السياح وحماية الشخصيات الحاضرة، بحسب ما أعلنت الشرطة الفلسطينية. وأكد طارق الحاج مدير شرطة المدينة خلال المؤتمر، جاهزية الشرطة الفلسطينية لتأمين احتفالات أعياد الميلاد، لافتا إلى أن 600 عنصر أمن سيتواجدون بالمدينة بدءا من يوم السبت وحتى 18 يناير القادم لتوفير الأجواء المناسبة للمحتفلين. وقال الحاج، إن الأجواء في بيت لحم هادئة وآمنة ومستقرة على مدار الساعات، متهما إسرائيل بتقيد حركة السياح والقادمين إلى المدينة للاحتفال بالأعياد سواء من داخل الأراضي الفلسطينية أو خارجها، داعيا الفلسطينيين إلى الالتزام بتعليمات الشرطة من أجل تأمين الأعياد بصورة مشرفة وآمنة كما الأعوام السابقة. وتعتبر مدينة بيت لحم وجهة لمسيحيي العالم لأنها تضم كنيسة (المهد) التي بنيت على يد قسطنطين الأكبر العام 330 م فوق كهف أو مغارة ولد فيها السيد المسيح. ويعتقد أن كنيسة (المهد) هي أقدم الكنائس الموجودة في العالم، كما أن هناك سردابا آخر قريب يعتقد أن القديس جيروم الذي كلفه البابا داماسوس أسقف روما العام 383 م بترجمة الانجيل من الآرامية والعبرية إلى اللاتينية، قد قضى ثلاثين عاما من حياته فيه يترجم الكتاب المقدس. ووفقا لاتفاقية (أوسلو) التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية مع إسرائيل العام 1993 تم نقل السلطات المدنية والأمنية في المدينة إلى يد السلطة الفلسطينية العام 1995.
مشاركة :