كامب ديفيد منتجع شخصي للرئيس الأمريكي مُزجت خصوصيته بالكثير من الأحداث السياسية التي تسعى أمريكا من خلالها لترسيخ الدور الذي تقوم به باعتبارها « شُرطي « العالم ؛ فما بين قمة 1978م التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن برعاية الرئيس الأمريكي جيمي كارتر والتي سببت قطيعة عربية طويلة الأمد بين العرب من جهة ومصر من جهة أخرى جراء قيام السادات بتوقيع اتفاقية سلام مع عدوة العرب إسرائيل دون الرجوع لهم ومُباركتهم للخطوة قبل اتخاذها ، وهاهو التاريخ يُعيد نفسه في عام 2015م ولكن بشكل آخر وأهداف مُختلفة ؛ فكامب ديفيد في نسخته الأولى « فردي « بينما في نسخته الحالية « جماعي « ، كما وأنه في « ماضيه « واجه انتقادات حادة من الجميع ، بل اكتسب « حاضره « غطاءً عربياً وإقليمياً ودولياً مؤيداً له ، أما جدول عمله "القديم" فكان مُحدداً بالصراع بين مصر وإسرائيل ، بينما تعددت موضوعاته الآن حيث كانت عن الملف النووي الإيراني والصراع في سوريا والوضع في اليمن وحرب تنظيم داعش .كما وأن لغة ختامه في عام 1978 كانت حاسمة أما في عام 2015 فكانت عبارة عن توصيات عامة . إن الوضع المتأزم للمنطقة جراء تعدد الأحداث وتنوع أساليبها يُحتِّم توافر آليات عمل واضحة لمتابعة توصيات بيان القمة حتى يكون أكثر حضوراً وفاعلية في المعالجة الفورية لتداعياته التي أرَّقت الشعوب المكتوية بنار الحرب والعنف ؛ بحيث تكون القمة إجرائية بعيدة كل البعد عن المغازلة الكلامية الأمريكية والتي لا تحمل معها حلولاً آنيِّة لواقع مؤلم ، مع أهمية عدم استفزاز الرأي العام بعبارات تتنافى مع الهدف العام للقمة مثل قول أوباما « تعاوننا مع دول الخليج لا يهدف إلى تهميش إيران « فمثل هذه التعبيرات توحي بأن وراء الأكمة ما وراءها من نوايا مُزدوجة مبنية على مصلحة ذاتية تُرسخ الخُبث السياسي في السياسة الأمريكية . Zaer21@gmail.com
مشاركة :