أحدث خروج عدد كبير من اللاعبين بمقاطع مرئية عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ضجة إعلامية كبيرة داخل الأوساط الرياضية، خصوصاً وأن بعضها تحمل في طياتها عبارات لم يتقبلها الجمهور الرياضي بشكل عام، والمثاليون في توجهاتهم والمتزنون في طرحهم بعيداً عن الميول بشكل خاص. ولعل مثل هذه المقاطع كشفت عقليات بعض اللاعبين ومستوى الوعي لديهم، فضلاً عن ثقافتهم البسيطة التي شعر بها المتابع العادي، فما بالك برجل المجتمع المثقف والواعي، الذي يتفحص مفردات الكلام صغيرها قبل كبيرها ويمعن النظر بمعانيها وآثارها على المتلقي، خصوصاً أن المتلقين في الوسط الرياضي تحديداً غالبيتهم من فئة الشباب والصغار الذين يعدون هؤلاء وغيرهم من اللاعبين قدوة لهم في الكثير من التصرفات، حتى باتوا التقليد منهجهم في تصرفاتهم، وطريقة فرحتهم. في الموسم الماضي ومع قرب نهايته، بدأ عدد من اللاعبين في الظهور من خلال بعض المقاطع المرئية، التي كانوا يقلدون فيها حركات البعض والأهداف المسجلة بطريقة ملفته كما حدث مع هدف المحترف السابق في الشباب عماد خليلي في مرمى النصر والذي راوغ فيه عددا من المدافعين بطريقة مثالية وأسكنها المرمى. وتبعها بعض المقاطع الأخرى التي كانت تحكي وتوضح بعض الأهداف واللقطات المثيرة التي لم تجد تعليقاً أو انتقاداً كبيراً من المتابعين، إلا أن التمادي في نقل وعرض بعض المقاطع بطريقة ساخرة ومسيئة لأطراف أخرى منافسة من جماهير أو لاعبين أو كيان بأكمله، أرّق العقلاء وجعل الكثير منهم يضع علامات الاستفهام والتعجب إزاء هذه التصرفات غير المسؤولة والكلمات غير الموزونة والتي تحمل ألواناً شتى من عبارات التهكم، والتجريح والاستخفاف بالآخرين، وهو ما جر صغار الجماهير لمزيد من التعصب المقيت، كما حدث في مواجهة الديربي الأخيرة بين الهلال والنصر على تبعات عبارة "هيا تعال" وما أحدثته من ردود أفعال كبيرة وواسعة على مختلف الأصعدة سواء داخل المستطيل الأخضر وخارجه أثناء اللقاء وبعده. ولم يكن ذلك ليحدث لولا حالة الشحن النفسي العالية التي كان عليها اللاعبون وحتى الجماهير من جراء تلك المقاطع الساخرة التي تناقلها الكثيرون في الأيام الأخيرة، وساهمت بشكل مباشر في رفع حالة الاحتقان وتبادل كلمات السخرية بطريقة لم تكن لائقة. إدارات الأندية كان موقفها ضعيفاً للغاية ولم تسجل ردة فعل قوية وحازمة تجاه مثل هذه المقاطع، والتي تحمل في عباراتها بعض التجاوزات التي لا تحسب على اللاعب فحسب بل ربما تسجل على الكيان بأكمله، خصوصاً إذا حمل المقطع مفردات ساخرة وألفاظا خادشة، يخرج من خلالها اللاعب بزي النادي الرسمي من دون مبالاة، في تصرف ربما يساهم في سحب عدد من اللاعبين الصغار والصاعدين من الفئات السنية، وتقليد هؤلاء والخوض بمثل هذه الأمور منذ وقت مبكر الأمر الذي قد يساهم في تغيير نمط تفكيرهم وقتل موهبتهم بفقد التركيز على تطوير الأداء، والبحث عن أمورٍ أخرى تافهة، قد تدخلهم لمناكفات مع أطراف متعدده وخلق العداءات. ولعل جل الرياضيين العقلاء ينتظرون موقفاً حاسماً وحازماً من إدارات الأندية يتزامن مع عصر الحزم لوقف مثل هذه التجاوزات، حتى لا تتطور الأمور وتنفلت بصورة لا تحمد عقباها.، والتأكيد على وجوب تركيز اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، والحرص على تطوير الذات في مختلف الجوانب.
مشاركة :