وسائل التواصل الاجتماعي تكشف التزوير في انتخابات الرئاسة الأفغانية

  • 4/15/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كابل: «الشرق الأوسط» لجأ الناخبون الأفغان إلى مواقع التواصل الاجتماعي لفضح التزوير الواسع الذي حصل خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة رغم إعلان السلطات أن نسبة التزوير كانت أقل من استحقاق 2009. وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة أخذت عبر الهواتف النقالة تبين تهديد الناخبين أمام مراكز الاقتراع وتظهر صورا لبطاقات اقتراع مرمية في الشوارع وغيرها، مما يثير شكوكا في مصداقية الانتخابات التي يفترض أن ينتج عنها إدارة جديدة للبلاد بعد نحو 13 عاما على حكم الرئيس حميد كرزاي. وقال المتحدث باسم لجنة الطعون الانتخابية نادر محسني إن «غالبية تسجيلات الفيديو التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أخذت في أماكن لم تستطع الحكومة الوصول إليها. لذلك فإننا سنشاهد هذه التسجيلات بجدية». ووفق النتائج الأولية التي أعلنتها اللجنة الانتخابية المستقلة أول من أمس فإن وزير الخارجية الأفغاني الأسبق عبد الله عبد الله تقدم على الخبير الاقتصادي أشرف غني في الانتخابات التي جرت في أفغانستان في الخامس من أبريل (نيسان) الحالي. وحصل عبد الله على 41. 9 في المائة من الأصوات مقابل 37. 6 في المائة لأشرف غني و9. 8 في المائة لزلماي رسول المقرب من كرزاي. وفي أحد أشرطة الفيديو يظهر ثلاثة رجال وفتى يتحدثون بلغة الباشتون بلهجة منطقة قندهار (جنوب)، عاصمة حركة طالبان سابقا، وهم يختمون أوراق اقتراع لأشرف غني وعبد الله عبد الله. وانتشر الفيديو على موقع «فيسبوك» 1300 مرة وأسفر عن تبادل اتهامات بين مناصري ومنافسي غني، فيما عبر مواطنون عن غضبهم مما يحصل. وكتب كمال ناصر فقيريار: «انتظرت أربع ساعات لوضع ورقة الاقتراع في الصندوق. وضعت ورقة واحدة فقط. انظروا هؤلاء الرجال يصوتون مئات المرات لمرشح واحد». وفي فيديو آخر، تظهر امرأة وهي تدعو الناخبين إلى التصويت إلى مرشح معين. وقالت المرأة في حديث إلى أحد المراقبين المدنيين: «إذا أردت أن أقوم بشيء ما، أقوم به. هؤلاء الأشخاص يعودون لي، واضغط عليهم ليفعلوا ما أريده». واعترفت بعض النساء بأنهن تعرضن للضرب على يديها. وكانت لجنة الطعون أعلنت أنها تلقت «1892 شكوى مع أدلتها، من بينها 1382 شكوى عبر الهاتف»، مشيرة إلى أن 870 من الشكاوى تقع في فئة الأكثر خطورة. ولكنها لفتت إلى أنه يبدو أن نسبة التزوير في تلك الانتخابات أقل من التي سبقتها في 2009. ويبقى المحلل عبد الوحيد وفا حذرا من تسجيلات الفيديو التي تنتشر عبر المواقع الإلكترونية، لأنها بالنسبة إليه قد تكون أيضا مزورة. لكنه رحب بحماسة المواطنين لفضح الفساد. واعتبر أن مواقع التواصل الاجتماعي تسمح بنشر معلومات وتغذية النقاشات، «أعتقد أنه سيكون لها تأثير إيجابي خلال العملية الانتخابية وحتى بعدها». والإنترنت ليس متوافرا على الحواسيب سوى لمليوني شخص في أفغانستان، أي أقل من 10% من الشعب، وفق السلطات. ولكن هذا العدد لا يأخذ بالاعتبار الهواتف الذكية. كما أن حركة طالبان التي منعت الإنترنت خلال حكمها تلجأ اليوم إلى موقع «تويتر» لنشر أفكارها وتبني الاعتداءات التي تشنها.

مشاركة :