مختص نفطي: تراجع الأسعار قد لا يدوم طويلا

  • 5/17/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

رسم مختص نفطي سعودي صورة متفائلة لمستقبل السوق النفطية خلال السنوات القليلة المقبلة، مؤكدا أن انخفاض الأسعار قد لا يستمر طويلا. وقال المهندس عثمان الخويطر في محاضرة ألقاها أمس، في مركز حمد الجاسر الثقافي وأدارها الدكتور إحسان بوحليقة: "إن الوضع السائد قد لا يدوم طويلا، فإما أن يحصل تغيير في سياسات الإنتاج نحو الخفض، أو أن ينمو الطلب العالمي إلى مستوى يفوق العرض، وكلاهما كفيل بإعادة الأسعار إلى الارتفاع في غضون سنوات قليلة، موضحا أنه قد مضى ما يزيد على 45 عاما دون أن يتم اكتشاف حقل واحد متوسط الحجم حول العالم من النوع التقليدي. وأشار المختص النفطي إلى أن من أسباب انخفاض أسعار النفط وجود فائض لا يزيد على 2 في المائة من كمية السوائل النفطية المعروضة التي تتراوح بين 93 إلى 94 مليون برميل يوميا، حيث يتميز الوضع النفطي حاليا بالهبوط غير الطبيعي للأسعار إلى مستوى متدن لم يكن متوقعا في مثل ظروفنا الحالية، وفقد ما يقارب 60 في المائة من قيمتها خلال بضعة أشهر، كما ستبلغ خسائر المنتجين ما يزيد على تريليون دولار، وسيذهب معظمها إلى جيوب كبار المستهلكين. وشدد الخويطر على ضرورة المبادرة في التخطيط للتوجيه نحو مصادر الطاقة المتجددة على نطاق واسع، وعلى وجه الخصوص الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى جانب المرافق النووية لمن لديهم الإمكانات التقنية والقوى البشرية المدربة، فمن المؤكد على المدى البعيد أن العالم سيعاني نقصا شديدا في مصادر الطاقة بوجه عام، ونقصا في الإمدادات النفطية بشكل خاص، على اعتبار أن الطلب على المشتقات النفطية سيظل مهيمنا على الساحة الدولية، وذلك على الرغم من المحاولات التي تظهر اهتماما خاصا بتحويل نسبة من وسائل النقل إلى الطاقة الكهربائية، فالحقول التي تمد العالم اليوم بمعظم المصادر النفطية سيدخل إنتاجها مرحلة الانخفاض، حيث تكون قد فقدت كثيرا من كميات إنتاجها وبلغت تكلفتها مستوى مرتفعا، يضع معظمها في مصاف النفط غير التقليدي من حيث التكلفة وكميات الإنتاج. وبالنسبة لوضع الاحتياطي النفطي أشار الخويطر إلى أن احتياطي معظم دول "أوبك" تم رفعها عشوائيا خلال الثمانينيات بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50 في المائة لكل دولة دون وجود اكتشافات جديدة ولا مبررات فنية، منوها بأن أغلب تلك الأرقام ظلت ثابتة حتى اليوم، موضحا أن بداية الإنتاج بتدفق السائل النفطي من الآبار صافيا لمدة قد تصل إلى 15 عاما، وبعدها يبدأ تسرب الماء مع الإنتاج فترتفع نسبة الماء تدريجيا خلال سنوات الإنتاج لتصل إلى 80 و90 في المائة من كمية إنتاج البئر، وهذا يعني أن كمية الإنتاج في النصف الأخير من الكمية القابلة للإنتاج، ليس فقط مكلفا بل إن كمية الإنتاج نفسها تتضاءل إلى حد كبير. وبالنسبة لمصادر النفط غير التقليدي أكد المحاضر أن إنتاج النفط الصخري اليوم محصور في أمريكا الشمالية فقط، أما خارج أمريكا فلن يكون إنتاجه اقتصاديا ما دامت الأسعار عند مستوى أقل من 130 دولارا للبرميل. واستطاعت الولايات المتحدة أن ترفع إنتاجها من الصخري إلى 3.5 مليون برميل يوميا، ولكن بثمن باهظ، وذلك عن طريق حفر ما لا يقل عن 40 ألف بئر، وسيصل ذروته في عام 2020، ويعتقد بعض المراقبين انخفاض تكلفته مع تقدم التكنولوجيا، وقال إنه لا خوف من النفط الصخري على مستقبل إنتاجنا فهو غير منافس. ومن حيث رؤية الاستغناء عن النفط، قال: إن من أغرب ما نسمع ونقرأ في وسائل الإعلام، الظن باحتمال استغناء المجتمع الدولي عن المصادر النفطية، منوها إلى ضرورة المعرفة بأن أي بديل للمشتقات النفطية سيتطلب بناء بنية تحتية جديدة ومكلفة. يشار إلى أن المحاضرة حظيت بحضور نخبة من المفكرين والمثقفين في مقدمتهم الدكتور عبدالرحمن الشبيلي والدكتور عبدالعزيز بن لعبون والدكتور عبدالعزيز الهلابي والدكتور عزالدين موسى والمهندس معن الجاسر، ومحمد القشعمي، وسعد البواردي، وعدد من المفكرين والمثقفين من رواد مركز حمد الجاسر الثقافي بينهم محمد الأسمري والدكتور فريح الشمري والدكتور عبدالرحمن المديريس.

مشاركة :