بلغت أسعار النفط أعلى مستوياتها في سنوات أمس، على رغم تحذيرات من أن ارتفاع الخام البالغ 13 في المئة منذ أوائل كانون الأول (ديسمبر) يقترب من نهايته. وازدادت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج «برنت» 27 سنتاً إلى 69.47 دولار للبرميل. وبلغت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 63.94 دولار للبرميل. وتلقت معنويات المستثمرين دعماً من انخفاض مفاجئ في الإنتاج الأميركي وتراجع مخزون الخام الأميركي، وفقاً لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية التي صدرت أول من أمس. ومن المتوقع أن يكون الانخفاض قصير الأجل، ويُرجح أن السبب في الانخفاض يرجع إلى البرودة الشديدة للطقس والتي أوقفت بعض عمليات الإنتاج البري في أميركا الشمالية. لكن وزير الطاقة الإماراتي والرئيس الحالي لـ «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) سهيل المزروعي، قال إنه «يتوقع أن تتوازن سوق الخام هذه السنة»، مؤكداً «التزام المنظمة باتفاق خفض الامدادات حتى نهاية السنة الجارية». وأكد المزروعي خلال مناسبة نفطية في العاصمة الإماراتية أبوظبي، أنه «غير قلق في ظل سعر النفط الحالي»، مضيفاً: «لسنا في حال ذعر ولا نرى أي حاجة للقيام بعمل ما.» وأضاف أن «هناك فائضاً بنحو 100 مليون برميل في المعروض النفطي بالسوق»، لافتاً إلى ضرورة «تقليص مخزون النفط إلى متوسط خمس سنوات». وأكد أن «أوبك ستواصل مراقبة نمو المعروض النفطي في الولايات المتحدة، وأن السوق في حاجة إلى النفط الصخري لتلبية نمو الطلب على الخام». إلى ذلك، أظهر برنامج تحميل أن شركة الواحة للنفط الليبية التابعة لـ «المؤسسة الوطنية للنفط» المملوكة للدولة تخطط لتصــــدير 286 ألف برميل يومياً من الخام من ميناء السدر في شبــاط (فبراير) على متن 12 ناقلة، مقـــارنة بمستوى بلغ 264 ألف برميل يومياً في كانون الثاني شحنت على متن 12 ناقلة أيضاً. وجرى تأجيل تحميل ناقلة واحدة من كانون الأول إلى كانون الثاني (يناير)، وفقاً لوثيقة البرنامج بسبب انقطاع دام أسبوعاً في خط أنابيب يصل إلى الميناء. و«الواحة» مشروع مشترك بين «المؤسسة الوطنية للنفط» و«هيس كورب» و«ماراثون أويل كورب» و«كونوكو فيليبس». في سياق منفصل، أكد مسؤول تنفيذي في شركة «غازبروم نفط» الروسية في تصريح إلى وكالة «رويترز»، أن «الشركة اضطرت لخفض سقف إنتاجها في حقل بدرة النفطي في العراق، بعدما تبين أن الحقل أكثر تعقيداً من الناحية الجيولوجية عما كان يعتقد في السابق». وبدأ «حقل بدرة» الإنتاج عام 2014 ووصل إلى 85 ألف برميل يومياً. وفي الــــبـــداية خـــطط «كونسورتيوم» عالمي، يشمل «غازبروم نفط « و «كوريا غاس» (كوغاس) الكورية الجنوبية و «بتروناس» الماليزية و «شركة الاستكشافات النفطية العراقية» وشركة «تباو» التركية، للوصول إلى ذروة إنتاج عند 170 ألف برميل يومياً. لكن رئيس إدارة المشاريع الكبيرة في «غازبروم نفط» دينيس سوغايبوف قال إن «الكونسورتيوم اقترح على الحكومة العراقية تحديد سقف إنتاج في الأعوام القليلة المقبلة عند نحو 85 ألف برميل يومياً»، لافتاً إلى أن «الإنتاج الحالي عند 85 ألف برميل يومياً». وبلغت استثمارات المشروع أربعة بلايين دولار تشمل بليون دولار لمحطة معالجة غاز. وبحلول عام 2030 سيستثمر «الكونسورتيوم» 2.5 بليون دولار إضافية. وتوقع النائب الأول للرئيس التنفيذي في «غازبروم نفط» فاديم ياكوفليف، «أن يصل حقل بدرة إلى سقف إنتاج 110 آلاف برميل يومياً مستقبلاً». وطلب العراق من المنتجين الأجانب خفض الإنفاق على مشاريع النفط لتقليص مساهمة الحكومة التي تنقصها السيولة في المشاريع المشتركة. وأُرغمت «لوك أويل» النفطية أيضاً على تقليص خطط إنتاجها هناك. ولم تطلب بغداد من «غازبروم نفط» تقليص الإنتاج. في السياق، خفّض العراق أسعار البيع الرسمية لخام البصرة على مستوى العالم في شباط، في ظل تقلّص أرباح التكرير وتراجع الأسعار في السوق الفورية، ومواكبة لخفض منتجين آخرين في الشرق الأوسط أسعار البيع الرسمية لخاماتهم المنافسة. وأكدت «شركة تسويق النفط العراقية» (سومو) أن «العراق خفض سعر البيع الرسمي لخام البصرة الخفيف في شحنات شباط المتجهة إلى آسيا 30 سنتاً عن الشهر السابق، ليصبح بخصم خمسة سنتات للبرميل عن متوسط أسعار خامي عمان ودبي». وأظهرت بيانات تجارية أن «هذا أوسع خصم في سعر خام البصرة الخفيف مقارنة بالخام العربي المتوسط الذي تنتجه السعودية منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2016». وأضافت الشركة في بيان، أن تسعير خام البصرة الثقيل المتجه إلى آسيا في الشهر ذاته، تقرر بخصم 3.75 دولار للبرميل عن خامي عمان ودبي. وتحدد سعر البيع الرسمي للشحنات المتجهة إلى أسواق أميركا الشمالية والجنوبية عند 50 سنتاً للبرميل دون مؤشر «آرغوس» للخام العالي الكبريت، بانخفاض عن الشهر السابق، في حين هبط سعر بيع خام كركوك إلى الولايات المتحدة ليصبح بعلاوة 55 سنتاً للبرميل فوق المؤشر ذاته. وبالنسبة إلى الشحنات المتجهة إلى أوروبا، خُفّض سعر خام البصرة الخفيف لشباط عشرة سنتات إلى سعر «برنت» المؤرخ منقوصاً منه 3.15 دولار للبرميل، في حين ارتفع سعر البيع الرسمي لخام كركوك إلى ما يقل 2.80 دولار عن «برنت».
مشاركة :