“أشعر بسعادة بالغة.. لقد كانت منافسة قوية وحقيقية.. وتحدي للذات”، هكذا قالت ميرا أحمد بعد فوزها بالجائزة الأولى في مسابقة “ترجمة الرواية الصينية المعاصرة لشباب المترجمين” في مصر. ونظم المسابقة المركز الثقافي الصيني بالقاهرة، والمركز القومي للترجمة بوزارة الثقافة المصرية، بالتعاون مع مجموعة النشر التابعة لجامعة بكين للمعلمين. ودارت المسابقة، التي تنظم للمرة الأولى، حول ترجمة الرواية الصينية “اختفاء فتاة اسمها تشن جينفانغ”، إلى اللغة العربية. وتدور هذه الرواية، وهي من تأليف الكاتب الصيني الشهير شي يي فنغ، حول قصة فتاة صغيرة انتقلت من منطقة ريفية إلى المدينة لرفع مستوى معيشتها. ونظم المركز الثقافي الصيني بالقاهرة (الخميس)، حفل توزيع جوائز المسابقة، حيث فازت ميرا أحمد بالجائزة الأولى، وهي عبارة عن شهادة تقدير، إلى جانب تولي المركز القومي للترجمة مسئولية نشر الرواية التي ترجمتها. وقالت ميرا أحمد، في كلمة ألقتها نيابة عنها صديقتها آية محمد، نظرا لتواجد الأولى حاليا في الصين لحضور مؤتمر حول ترجمة الأدب الصيني، “سعيدة جدا بالفوز.. استشعر ساعات من السعادة الحقيقية التي لا تأتي الإنسان كثيرا، فالسعادة فرص وصاحب العزيمة فقط هو من لا يفوتها”. وأضافت أحمد “لقد شاركت في المسابقة لأنني كنت أبحث عن تحد وانتصار جديد يجدد الثقة بالذات.. وطاقة نور وأمل تدفعي لأكمل مشواري في الترجمة والحياة”. وأشارت إلى أن ترجمة الأدب الصيني عمل شاق، لكن أحلامها في هذا المجال لن تنتهي حتى آخر العمر. بينما فازت ريهام جمال بالجائزة الثانية في المسابقة، ورضوى عمر بالجائزة الثالثة، في حين حصلت هالة صدقي على الجائزة التشجيعية. وعبرت صدقي، في كلمة عقب تسلم الجائزة، عن تقديرها لإتاحة الفرصة لها للمشاركة في المسابقة. وقالت “لقد كانت تجربة جميلة، فهي أول تجربة لي لترجمة رواية، حيث إن أغلب الكتب التي أقوم بترجمتها علمية”. وتمنت الفتاة المصرية، أن تركز الدورات المقبلة للمسابقة على ترجمة الكتب العلمية من الصينية للعربية، “لأنها تعرفنا على الصين بطريقة أكبر وأعمق”. وتم إطلاق هذه المسابقة في 18 يونيو الماضي، واستمر تقديم الأعمال المترجمة حتى 30 سبتمبر الفائت، بحسب المستشار الثقافي الصيني بالقاهرة شي يوه وين. وقال شي، إنه تم الاتفاق على أن يقوم المركز القومي للترجمة في مصر بنشر الرواية الفائزة بالمركز الأول، مؤكدا أن “الترجمة جسر مهم للتبادل الثقافي والتواصل الإنساني”. وهنأ الدبلوماسي الصيني، الفائزات بالجوائز في المسابقة، وتمنى زيادة عدد المترجمين المصريين في الدورة المقبلة للمسابقة، باعتبارها فرصة لرفع مستوى ترجمة الأعمال الصينية المعاصرة المتميزة. بدوره، قال الدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة إن الهدف من المسابقة هو تشجيع الشباب على ممارسة الترجمة من اللغة الصينية إلى العربية، كوسيلة للتعرف أكثر على الصين. وأضاف أن “هناك إعجابا (في مصر) بالصين ذات الإنجاز العظيم في مجال التنمية، وبالروح الجديدة التي تتعامل بها الصين مع الدول، وهو تعامل الشريك وليس المحتل أو المغتصب، وهذا جعلنا نريد أن نتعرف أكثر وأكثر على الصين”. وتابع أنه “على الرغم من زيادة الترجمة من الصينية للعربية إلى أنها مازالت أقل من المأمول، لذلك لا بد من زيادة عدد المترجمين”. وأشار إلى أن الدورة المقبلة للمسابقة ستبدأ قبل 18 يونيو المقبل لجذب أكبر عدد من المترجمين الشباب، ولفت إلى أن كل من اشترك في المسابقة أصبح من حقه أن يتقدم باقتراحات لترجمة كتب صينية للمركز القومي للترجمة، الذي سيقبل هذه الاقتراحات. ولاحظ مغيث أن كل الفائزين في المسابقة فتيات، وقال عن ذلك إنها “ظاهرة ملفتة للنظر وتدعو للإعجاب أيضا”، مشيرا إلى أن المرأة “لديها صبر ودأب، وتحاول الوصول في الموضوع الذي بدأته لمنتهاه”.
مشاركة :