اليوم ذكرى البيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، نتذكر أنه قبل خمسة أعوام من اليوم تعرض الاقتصاد السعودي لأكبر هزة مع انهيار أسعار النفط إلى مستويات متدنية في وقت قياسي، ومع ذلك كنا نشعر بالثقة مع مبايعة الملك سلمان لتولي القيادة ونشعر بالثقة بإدارة المرحلة، واليوم ننعم باقتصاد مستقر مليء بالثقة ونحن نتجاوز تلك المحنة الاقتصادية بهدوء الشامخين، لكن الملك سلمان علمنا أن المسألة ليست تجاوز أزمة، بل عدم تكرار الحدث من خلال إصلاح حقيقي يأخذ الاقتصاد والشعب بعيدا عن قلق أسعار النفط لنحقق تنمية شاملة، وتحقق لنا ولأول مرة في تاريخ الاقتصاد السعودي نمو يصل إلى 20 في المائة في الإيرادات غير النفطية. لقد تعلمنا مع الملك سلمان معنى العزم والهمة إلى القمة. اليوم لدينا رؤية أن نكون أمة حيوية في وطن طموح، باقتصاد مزدهر، ننعم بموقعنا الجغرافي ونقود الأمتين الإسلامية والعربية للسلام والأمان والتفاعل مع العالم بثقة، ومع "الرؤية" تمت إعادة تشكيل الحكومة وبث روح الشباب في أطراف يابسة، مع مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد يقود "الرؤية" بروحه المفعمة بالثقة والصدق والأمانة والشجاعة، فنعم القائد ونعم الأمين، ومع ذكرى البيعة وملك "الرؤية" نتذكر كلماته، أن "تكون بلادنا نموذجا ناجحا ورائدا في العالم على الأصعدة كافة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك"، ومع البيعة والملك الهمام انطلقنا يقودنا بثقة، وخلال الأعوام الماضية، قفزت الميزانية إلى أرقام قياسية لم تشهدها المملكة من قبل بأكثر من تريليون ريال من المصروفات وأكثر من 900 مليار ريال من الإيرادات، وانخفاض العجز إلى 84 في المائة في الربع الثاني من 2018 إلى 7.4 مليار ريال، وارتفعت الإيرادات غير النفطية بنسبة 42 في المائة، ولأن المواطن يعد أول اهتمامات الملك فقد وجه بإطلاق برنامج حساب المواطن لحماية الأسر السعودية. وخلال الأشهر الثلاثة الأولى، تم تسجيل أكثر من ثلاثة ملايين عائلة سعودية. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2017، تم تسليم الدفعة الأولى بمبلغ ملياري ريال "533.33 مليون دولار" لمصلحة 10.6 مليون مستفيد، في ذكرى البيعة ومع تصاعد الإنجازات الإدارية وكفاءة الإنفاق وتحقق مستويات عالية من الأداء الحكومي الجيد نتذكر أن الملك سلمان هو القائد الإداري المحنك بأعوام طويلة في الحكم والإدارة. ومنذ تولى الأمر قبل خمسة أعوام والملك سلمان يضع دور المواطن في بناء وطنه أولوية في "الرؤية" والمبادرات وكان من بين أهم تلك الموضوعات نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فهي المحرك الأساس للعجلة الاقتصادية، وهو الموظف الأول للشباب لهذا تم إنشاء الهيئة العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة "منشآت" وتأسيس صندوق استثماري بقيمة 2.8 مليار ريال، كما تم اعتماد مبادرات من بينها وأهمها برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية وتطوير الصندوق الصناعي وزيادة الأموال المخصصة له من 65 إلى 105 مليارات. وفي المسار نفسه دعم القطاع الخاص بأكثر من 200 مليار ليصبح فعالا في الاقتصاد، كما تم تدشين مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة "سبارك"، وتتولى "أرامكو السعودية" تطويرها وتشغيلها أيضا، بهدف توطين التصنيع وسلاسل الإمداد في مجال الطاقة، ومن المتوقع أن تحقق "بحلول 2035" ستة مليارات دولار في الناتج المحلي الإجمالي سنويا و100 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة لتوظيف المواطنين. كما أسست الشركة السعودية للصناعات العسكرية في عام 2017 التي تهدف إلى أن تصبح واحدة من أكبر 25 شركة في العالم في مجال الدفاع، ومن المتوقع أن تسهم، بحلول عام 2030، بشكل مباشر في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنحو 14 مليار ريال في عام 2030 وأن توفر أكثر من 40 ألف وظيفة لأصحاب المهارات العالية. وتبقى التنمية هدف الملك الأول منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض، ولهذا أولى التنمية نصيبا أكبر في أعماله ومنجزاته ومنها مشاريع ضخمة في مدن المملكة من الشرقية إلى جدة ومن القصيم إلى الحدود الشمالية، وحدائق الملك سلمان في الرياض، إضافة إلى مشاريع مدن المستقبل للأجيال القادمة انطلاقا من "القدية" إلى "نيوم" إلى مشاريع البحر الأحمر، وافتتح مطار الملك عبدالعزيز الجديد في جدة، لخدمة ملايين المعتمرين والحجاج. حقا إنه قائد ملهم، وولي عهد مفعم بالثقة والطموح والشباب والتألق، حكمة في رؤية وعمل في ثقة وحزم في عزم تلك الصورة التي نراها كلما شاهدنا الملك سلمان وبجواره ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ومع ذكرى البيعة نشعر بالأمن والأمان. ليس من السهل حصر أعمال ملك ودولة من الإنجازات في مقال، فمن اكتشاف خمسة آلاف موقع غني بالمعادن ستوفر 910 آلاف وظيفة سنويا، وتحقق عائدا بواقع 67 مليار دولار سنويا، إلى اكتتاب "أرامكو" الذي بلغ عدد المشاركين فيه قريبا من خمسة ملايين مكتتب وتغطية بأكثر من 150 في المائة، إلى السوق المالية التي انضمت إلى المؤشرات العالمية، إلى قفزات في ترتيب المملكة في مؤشرات التنافسية بأكثر من 26 مركزا، إلى تأسيس مركز الملك سلمان للمساعدات الإنسانية والإنقاذ، لتقدم المملكة دعمها على الصعيد الدولي بما يتماشى مع المعايير التي وضعتها منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي ومعايير الأمم المتحدة ومبادئ الشفافية الدولية، إلى مواقف عربية وإسلامية صلبة وأصيلة، مع محاربة للتطرف والإرهاب، وإصلاح ذات البين بين الأخوة الأشقاء في اليمن وفي كل البقاع، ومع تنامي الدور القيادي للمملكة في السوق النفطية والاقتصاد العالمي لتتولى زعامة مجموعة الدول العشرين الأكبر اقتصادا في العالم، كيف يمكن لمقال أن يختصر المسافة ويقفز فوق السطور، لكن نتذكر أنها بيعة عظيمة في يوم عظيم قبل خمسة أعوام نقلتنا نقلة حضارية لم يكن أفضل الحالمين منا يتوقعها.
مشاركة :