الفلسفة القارية في العالم الناطق بالإنجليزية

  • 12/1/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

في الخامس من أكتوبر/‏‏تشرين الأول عام 1999 عندما ضُغط على مارجريت تاتشر، لتعبر عن رأيها حيال إمكانية إنشاء اتحاد أوروبي، قالت: «أتت جميع المشاكل التي صادفتها في حياتي من أوروبا القارية، وجاءت كل الحلول من العالم الناطق بالإنجليزية».يرى سايمون كريتشلي في كتابه «الفلسفة القارية»، أن السياسة البريطانية تتحدد في سياق التمييز بين المحبين والكارهين لأوروبا القارية، وهذا يعني أنه يوجد اختلاف ثقافي، يراه البعض انقساماً، وربما حتى فجوة كبيرة، بين أوروبا القارية، وكل ما يعارضها، ما أطلقت عليه تاتشر: «العالم الناطق بالإنجليزية»، وتعد الفلسفة القارية تعبيراً عن هذا الاختلاف الثقافي.يسعى هذا الكتاب إلى تفسير سبب حدوث ذلك، وسبب أهمية هذه الحقيقة، وما قد يترتب عليها حيال النشاط الفلسفي في الحاضر والمستقبل، ويقدم طرقاً تاريخية مختلفة للتمييز بين الفلسفة القارية والتحليلية، فيرجع بدايات الفلسفة القارية إلى استقبال أعمال إيمانويل كانط في أواخر القرن الثامن عشر، الذي يعد في نواح كثيرة الشخصية العظيمة الأخيرة المشتركة للتقليدين: القاري والتحليلي، وهو أيضاً الذي أعلن بدء انفصال المنهجين أحدهما عن الآخر.

مشاركة :