شدد عدد من المتحدثين في منتدى الإعلام الإماراتي في دورته الثالثة التي افتتحت أعمالها أمس، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في مركز دبي التجاري العالمي، على أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام المحلية الناطقة بالإنجليزية في مواجهة الرسائل المضللة والأخبار غير الدقيقة، التي واكبت مشاركة قواتنا المسلحة الباسلة ضمن التحالف العربي في عملية إعادة الأمل التي تقودها المملكة العربية السعودية في جمهورية اليمن الشقيقة. أكد المتحدثون نجاح الإعلام المحلي الناطق بالإنجليزية، في إيصال الصورة الحقيقية للأحداث على الأرض، خاصة مع اعتماد الأغلبية العظمى من الجاليات الأجنبية المقيمة في الإمارات على الصحف والإذاعات المحلية الناطقة باللغة الإنجليزية لاستقاء الأخبار وتكوين صورة عن المجتمع المحلي. جاء ذلك خلال الجلسة الصباحية للمنتدى التي جاءت تحت عنوان: دور الإعلام المحلي الناطق باللغة الإنجليزية في الخطاب الإعلامي في ظل الأحداث الإقليمية الراهنة، وأدارها الكاتب مشعل القرقاوي، وتحدث خلالها عائشة تريم رئيسة تحرير صحيفة غلف توداي، وفرانسيس ماثيو مدير تحرير صحيفة غلف نيوز، ومحمد العتيبة رئيس تحرير صحيفة ذا ناشيونال. وناقش المتحدثون خلال الجلسة دور الإعلام المحلي الناطق باللغة الإنجليزية في الخطاب الإعلامي في ظل الأحداث الإقليمية الراهنة، وكيفية التعامل مع نبأ استشهاد جنود الإمارات في اليمن، والدور الذي لعبه الإعلام المحلي في تثقيف الجاليات المقيمة في الدولة حول أبعاد هذا الحدث، وفي إيصال رسالة الدولة فيما يتعلق بالمشاركة ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، فضلاً عن بحث إمكانية تقديم الإعلام المحلي الناطق باللغة الإنجليزية جهوداً إضافية في التعامل مع الحدث بكل ما يحمله من أهمية. المصادر الموثوقة بدأت الجلسة بسؤال حول كيفية تعامل الصحف الناطقة بالإنجليزية مع الأحداث في اليمن، إذ استعرض من خلاله محمد العتيبة طرق تعامل صحيفة الناشيونال مع الأخبار ونقل تفاصيل ما يجري على الأرض، مشيراً إلى اعتماد الجريدة المباشر على مراسليها في اليمن ومن ثم وكالات الأنباء المحلية والعالمية. وأكد العتيبة تفاعل القراء غير الناطقين بالعربية مع حادث استشهاد جنودنا في اليمن، وهو ما أظهرته تعليقاتهم على تلك الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبدوا كأنهم متعطشين لمزيد من الأخبار التي تشرح لهم الوضع وطبيعة ما يجري على ارض الواقع. وأشار إلى أهمية المصادر الموثوقة للمعلومات لاسيما وقت الأزمات، وضرورة وجود مراسلين للصحف والقنوات ينقلون ما يحدث بشكل مباشر، ووجود وسائل تواصل سريعة بين الصحف والقراء بشكل يمكنها مواصلة نقل جديد الأحداث لحظة بلحظة، مشدداً على ضرورة وجود متحدث رسمي يسرد ما يجري على الأرض بشكل يومي، والعمل على توصيل المعلومة للقارئ بوسائل عدة من بينها الأفلام القصيرة والرسائل المصورة. همزة الوصل رسمياً وشعبياً من جانبها أشارت عائشة تريم إلى تحلي صحيفة غلف توداي بالمسؤولية تجاه القارئ ووضع الأمور في نصابها الحقيقي، وأن مشاركة دولة الإمارات ضمن التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن كانت بالأساس لأهداف نبيلة، وأن الدماء الزكية التي سالت في أرض اليمن كانت دفاعاً عن الحق، مؤكدة لعب الإعلام الناطق بالإنجليزية دور همزة الوصل بين الموقف الرسمي والشعبي والجاليات الأجنبية التي تعيش على أرض الإمارات. وحول التحديات التي واجهت الصحف الناطقة بالإنجليزية أشارت تريم إلى شح المعلومات وعدم وجود مصادر رسمية للمعلومات، منوهة بالحاجة إلى متحدث عسكري يتم استقاء المعلومات الموثقة منه في مختلف النواحي، خاصة ان هناك الكثير من الجوانب التي يجب تسليط الضوء عليها مثل الجانبين الإنساني والتنموي. توصيل الموقف الحقيقي أما فرانسيس ماثيو فقال: كان من الصعب على جريدته التبسيط في تغطيتها لخبر استشهاد الجنود الإماراتية، لكننا في الوقت نفسه تمكنا من التعامل معه بشكل إنساني، فقد زرنا أسر الشهداء ونقلنا مشاعرهم للقراء، وحرصنا على التواجد في كل إمارة لإثبات التلاحم الشعبي خلف الموقف الرسمي للدولة. وأكد أهمية توصيل الموقف الحقيقي للدولة، والإجابة عن السؤال الذي أنتاب البعض في بداية الأمر وهو لماذا ذهبت الإمارات إلى اليمن، وذلك من خلال توضيح الطبيعة التاريخية للمنطقة، وإظهار الدور التخريبي الذي تحاول إيران فرضه في اليمن، كل ذلك إضافة إلى القصص الإنسانية التي اهتم بها القراء غير الناطقين بالعربية. وأشار مدير التحرير صحيفة غلف نيوز إلى أن الكثير من القراء غير العرب كانوا بحاجة إلى تثقيف وتوضيح لطبيعة المنطقة التاريخية، وأسباب دخول الإمارات إلى اليمن، وهو ما قامت الجريدة به من خلال بعض التقارير الإخبارية، كما اتفق مع المتحدثين في الجلسة في أهمية وجود منصة رسمية توضح وتحدث المعلومات العسكرية، والإسهامات الإنسانية بشكل يومي. وفي سؤال حول تهيئة الناس لاستقبال المفاجآت التي قد تحدث في أي لحظة، أجمع المتحدثون على أنه لا يمكن تهيئة أي مجتمع أو توقع الأخبار الطارئة، لكن بمقدور وسائل الإعلام التعامل مع الأزمة بشكل مهني وسريع. وعن الفرق بين التغطية الصحفية والتلفزيونية، أشار المتحدثون إلى اختلاف آليات العمل بين الوسائل المرئية والمقروءة على مستوى التناول حتى وإن تطابق المحتوى.
مشاركة :