واصل المتظاهرون العراقيون احتجاجاتهم في بغداد والمناطق الجنوبية، اليوم السبت، معتبرين استقالة رئيس الوزراء المزمعة غير مقنعة ومصرين على "تنحية جميع رموز الفساد". وأعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الجمعة نيته تقديم استقالته إلى البرلمان، لكن ذلك لم يمنع تواصل الاحتجاجات في مدينة الناصرية، مسقط رأسه. وأشعل المتظاهرون الإطارات على متن ثلاث جسور ممتدة على نهر الفرات، فيما تجمع المئات في ساحة الاحتجاج الرئيسية وسط المدينة. وتجددت التظاهرات في المدينة رغم مقتل أكثر من 40 متظاهراً خلال اليومين الماضيين. وشهدت مدينة النجف هدوءاً نسبياً، صباح اليوم السبت، لكن غالبا ما تبدأ الحشود بالتجمّع في المساء. وكما شهدت كربلاء احتجاجات تخللها إطلاق قنابل غازية استمرت حتى مطلع صباح السبت. وفي مدينة الديوانية، خرج الآلاف إلى الشوارع مبكراً في مسيرات احتجاجية. وقال أحد المحتجين "سنواصل هذه الحركة. استقالة عبد المهدي ليست سوى الخطوة الأولى". ويعد الحراك الشعبي الحالي الأكبر الذي شهدته العراق منذ عقود والأكثر دموية، حيث قتل أكثر من 420 شخصاً وجُرح 15 الفاً في بغداد والجنوب، وفقًا لإحصاء لوكالة فرانس برس. وأثارت حالات القتل المتزايدة انتقادات عالمية حيث قالت الأمم المتحدة إن الوفيات "لا يمكن السكوت عنها". وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها "تدين بشدة الاستخدام المفرط وغير المتناسب للقوة ضد المحتجين".
مشاركة :