لكل قصة نهاية، واليوم تبوح بطولة العالم لـ«الفورمولا-1»، بآخر أسرارها وتكشف عن آخر أبطالها، بعد حسم لويس هاميلتون اللقب قبل عدة جولات، فبعد الإثارة التي شهدتها الجولات الماضية، تصل فرق «الفورمولا-1» إلى حلبة مرسى ياس، وهي تسعى لإكمال الموسم بأفضل طريقة ممكنة للحصول على زخمٍ جيّد للفترة الشتويّة. وتحظى هذه الجولة بأهمية لدى الفرق، كونها تمثّل فرصة لاختبار المكونات المرتبطة بتطويراتها لموسم 2020 على المسار، والحصول على فكرة أفضل حول أدائها الفعليّ فوق الحلبات، من أجل تصحيح ما يجب تصحيحه على سيارة العام المقبل الفعليّة في الفترة المقبلة. واليوم يجتمع العالم تحت سماء عاصمة الرياضة العالمية، إذ تستمر أبوظبي في احتضان الجولة الختامية التي تزخر بالمتغيرات والأحداث على المستويات كافة، وعلى أرض أبوظبي يتم تحديد الموسم الجديد، وتتضح حركة تنقلات السائقين بين الفرق المختلفة، ويودع بعض الأساطير في هذه الجولة، كما حدث مع السائق الإسباني الشهير فرناندو ألونسو، وغيرها من الأحداث المهمة التي يستأثر بها البلد المنظم لجولة ختام الموسم. وسواء حسم لقب بطولة العالم للفورمولا 1 أو لم يحسم، تبقى جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا-1 في أبوظبي ذات مذاق خاص، للجميع سواء الجماهير في المدرجات أو السائقين على المضمار. هنا في عاصمة الإمارات الأجواء مختلفة والابتسامات منتشرة والسعادة في كل مكان، والجميع هدفه واحد هو إسعاد الضيوف الذين جاءوا من شتى أنحاء المعمورة، والكل يخدم بكل حب وسعادة من الصغير إلى الكبير، من المتطوعين إلى المحترفين، ويقولون للضيوف «أهلاً بالعالم» في عاصمة الحب والتسامح على أرض زايد. ويسعى الجميع لتأكيد الجدارة على مضمار حلبة مرسى ياس هذا المساء، لاسيما أن لقب جولة أبوظبي هو بطولة بحد ذاتها، في ظل المميزات التي تتميز بها العاصمة أبوظبي والسباق على أرضها عن أي سباق آخر، حيث إن التسابق على مضمار ياس يتطلب تعاملاً خاصاً وقدرات دقيقة للغاية، كونها الحلبة صاحبة المنحنيات الأكثر والأصعب على مستوى حلبات العالم. وقد تسابق نجوم العالم في مختلف العواصم والمدن في الكرة الأرضية، ولكن هنا في أبوظبي الأمر يختلف، باعتبارها الجولة الأخيرة في البطولة، وكل سائق يدخل بأهداف محددة، فعلى صعيد القمة يدخل البريطاني لويس هاميلتون سائق مرسيدس لتأكيد الجدارة وأنه الأجدر والأحق باللقب، حتى ولو كان يريد أن يظهر ذلك لزميله في الفريق بوتاس صاحب المركز الثاني في الترتيب العام، كما أنه أيضاً يريد التأكيد على أنه صاحب الرقم الأفضل والأكثر فوزاً على مضمار ياس درة الحلبات، حيث سبق وأن حقق اللقب في أربع مناسبات سابقة، وهو أكثر السائقين فوزاً على أرض الإمارات. المنافسة على مضمار اليوم تأخذ شكلاً آخر بين البريطاني هاميلتون والألماني سبستيان فيتيل سائق فيراري، بعد أن تفوق هاميلتون العام الماضي ونجح في اقتناص لقب الأكثر فوزاً في أبوظبي بأربع مرات، في حين توقف رصيد فيتيل عند ثلاث مرات فقط. ويريد سائق فيراري التأكيد على أنه لا يزال في الصورة، رغم أنه في المركز الخامس في الترتيب العام للبطولة، ولكن على مضمار ياس الأمور بالنسبة له غير، حيث إنها الأرض التي توجته أصغر بطل للعالم قبل أن يكمل عامه الرابع والعشرين، وله معها ذكريات رائعة، ومن هذا المنطلق يريد معادلة هاميلتون بالفوز الرابع، وإرسال رسالة للجميع بأنه موجود بقوة حتى وإن كانت الحقبة الحالية هي حقبة مرسيدس بجدارة. وصراع لويس وسباستيان اليوم، هو الحدث الرئيس، خاصة في ظل انطلاق بوتاس سائق مرسيدس والمنافس الرئيس لزميله بطل العالم من المركز الأخير، بسبب العقوبة المفروضة عليه من جانب الاتحاد الدولي. ولن يخدم الأداء القوي لبوتاس في التجارب الحرة، وكذلك في التجارب الرسمية التي أقيمت على مدار اليومين الماضيين كثيراً، لاسيما أن موقعه في الانطلاق ربما يقف حائلاً أمام حصده لقب جولة أبوظبي، ورغم التكهنات بصعوبة موقف بوتاس إلا أن السائق يراهن على قدراته الخاصة وقدرات سيارة مرسيدس، التي تعد من السيارات القليلة أو ربما الوحيدة القادرة على تخطي المنافسين خلال السباق نفسه، وهو أمر لا يحدث مع الآخرين بسبب تصميم الهيكل الفريد للسيارة التي تسيطر على البطولة للعام الرابع على التوالي.
مشاركة :