أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة حققت إنجازا في حربها ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا بقتلها السبت قياديا كبيرا في التنظيم مسؤولا عن جمع الاموال له مع 12 ناشطا اخر في عملية برية نادرة نفذتها القوات الخاصة. وسبق ان دخلت فرق كومندوس اميركية الاراضي السورية ولا سيما العام الماضي في محاولة فاشلة لانقاذ رهائن غربيين غير أن العملية التي جرت هذا الاسبوع تشكل نقطة تحول في العمليات ضد الجهاديين. وكان قرار ارسال فرق كومندوس لضرب تنظيم الدولة الاسلامية في صميم قيادته تحركا غير متوقع من جانب الاميركيين الذين اكتفوا حتى الان بضرب التنظيم من الجو حصرا. وهي اول عملية انزال برية ضد الجهاديين في سوريا تؤكدها واشنطن علنا. وقامت فرق كومندوس من “قوة دلتا”، احدى وحدات قوات النخبة الاميركية المتمركزة في العراق، بالتحرك باوامر من الرئيس باراك اوباما بهدف القبض على القيادي في تنظيم الدولة الاسلامية ابو سياف الذي يشرف على عمليات تهريب النفط لحساب الجهاديين. وقالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض برناديت ميهان انه “خلال الهجوم قتل ابو سياف لدى اشتباكه مع القوات الاميركية”. واوضحت انه تم القاء القبض كذلك على زوجة القيادي ام سياف التي يشتبه بانها من اعضاء تنظيم الدولة الاسلامية كما جرى انقاذ امراة ايزيدية كان الزوجان يحتجزانها. وقالت برناديت ميهان إن “العملية سمحت بالافراج عن شابة ايزيدية كان الزوجان يستعبدانها، ونعمل على جمعها بافراد عائلتها في اسرع وقت ممكن”. وتعرضت الاقلية الايزيدية لهجوم ضار شنه تنظيم الدولة الاسلامية عليها في شمال غرب العراق حيث قام الجهاديون باعدام مئات الرجال واسر الالاف بينهم نساء تم بيعهن في سوق الرقيق واستغلالهن جنسيا، وفقا لمنظمة العفو الدولية. وقال المسؤولون الاميركيون إن زوجة ابو سياف “قيد الاعتقال لدى القوات الاميركية في العراق” غير انه لم يتم البت بعد في مصيرها القانوني. ويشتبه بانها “لعبت دورا هاما في انشطة تنظيم الدولة الاسلامية الارهابية وقد تكون شاركت في استعباد المراة الشابة التي تم انقاذها الليلة الماضية”، وفق ما اوضح البيت الابيض. ونفذت القوات الخاصة الاميركية العملية ضد ابو سياف في منطقة العمر شرق سوريا التي تحوي احد اكبر حقول النفط في البلاد. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية لوكالة فرانس برس ان مروحيات بلاك هوك وطائرة اوسبري ذات المراوح الدوارة قامت بانزال وحدة من قوة دلتا في مجمع ابو سياف. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان عناصر تنظيم الدولة الاسلامية في المجمع من عدة طبقات حاولوا استخدام نساء واطفال كدروع بشرية غير ان قوات الكومندوس الاميركية تمكنت من “فصل الابرياء”. وتابع ان القوات الاميركية قتلت “حوالى 12″ مسلحا خلال تبادل اطلاق النار غير انها لم تتمكن من تفادي اصابة مدنيين. وافاد عن وقوع اشتباك “عن مسافة قريبة جدا وحصل التحام في المعارك”. ووصف المسؤول ابو سياف بانه ينشط في مجال “تمويل” التنظيم غير انه لعب مؤخرا دورا متزايدا في الجانب العسكري للانشطة الجهادية، مرجحا ان تحد العملية من قدرات التنظيم التمويلية. واكد المسؤولون عدم وقوع اي اصابات في صفوف القوات الاميركية خلال عملية الانزال من غير ان يكشفوا اي معلومات حول عديد الوحدات المشاركة. واصيبت واحدة على الاقل من مروحيات بلاك هوك التي نفذت العملية بالرصاص بنيران مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية. وليست هذه اول مرة يقر فيها مسؤولون اميركيون صراحة بتنفيذ عملية كومندوس داخل سوريا.
مشاركة :