«وول ستريت».. أرقام قياسية على أنغام مفاوضات التجارة

  • 12/2/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

إعداد:بنيمين زرزور لا شيء يمكن أن يفسد على المتداولين في وول ستريت فرحتهم التي بنيت على عدد قياسي من الأرقام القياسية حتى الآن، سوى انتكاسة في مفاوضات التجارة الصينية الأمريكية. وفيما عدا ذلك تدل كل المعطيات على أن شهر ديسمبر/‏كانون الأول سيكون الأفضل في تاريخ بورصة نيويورك حتى الآن.وقد سجل شهر نوفمبر/‏تشرين الثاني أفضل أداء في تاريخ وول ستريت، ليضيف إلى مؤشر «إس أند بي 500» شهراً آخر ممتازاً، وليصبح العدد الكلي للأشهر المتميزة في تاريخ المؤشر 14 شهراً منذ عام 1928، محققاً مكاسب تجاوزت 25%، وليكون أفضل شهر منذ عام 2013. لا تزال قطاعات التقنية وسلع المستهلك تقود المؤشرات الثلاثة في مهرجان بدأ مع انطلاقة موسم نتائج الشركات للفصل الثالث، وعزفت له مفاوضات التجارة بين بكين وواشنطن ألحاناً تكفي ليرقص حتى إشعار آخر. ولأول مرة يصعد مؤشر راسيل 2000 فوق 52 نقطة منذ أعلى رقم قياسي سجله ليعلن عن تعافي البورصة الأمريكية بشكل كامل.ونظراً للدور الحاسم الذي تلعبه مفاوضات التجارة سوف يتركز اهتمام قوى السوق هذا الأسبوع على أي معلومة تتصل بها، خاصة أن موعد فرض الجولة الثانية من التعرفة الجمركية الأمريكية على صادرات الصين ليس بعيداً في الخامس عشر من هذا الشهر. لكن توقيع الرئيس ترامب على أمر تنفيذي يقضي بدعم المتظاهرين في هونج كونج، أضفى مسحة تشاؤم على بيئة الأسواق عموماً.ولا يغيب أداء الاقتصاد الأمريكي عن شاشات رادار المستثمرين الذين ينتظرون هذا الأسبوع تقرير الوظائف لشهر نوفمبر /‏تشرين الثاني الذي يصدر يوم الجمعة وتقرير «أي إس إم» في القطاع الصناعي الذي يصدر اليوم الاثنين.وقد أظهر الاقتصاد الأمريكي بعض مؤشرات الانتعاش التي شجعت المحللين على توقع معدلات نمو أفضل خلال شهر ديسمبر/‏كانون الأول.وبما أن إنفاق المستهلك يعتبر المحرك الرئيسي للنمو، فإن مبيعات موسم الأعياد سيكون لها الكلمة الفصل في الحكم على الاقتصاد، وستكون مرآتها الوظائف التي يكشف عنها التقرير يوم الجمعة.ويتوقع المحللون تحقيق 183 ألف وظيفة لشهر نوفمبر ليعكس زيادة لم تكن متاحة في شهر أكتوبر في ظل الإضرابات التي اجتاحت مصانع شركة جنرال موتورز، وحالت دون رصد أكثر من 36 ألف وظيفة في التقرير الشهري.وكان تقرير السلع المعمرة لشهر أكتوبر/‏ تشرين الأول قد أظهر أرقاماً مشجعة أعلى من توقعات المحللين، ما منح الأسواق جرعة تفاؤل رغم علامات الوهن التي لم تغب عن بيانات القطاع الصناعي الأكثر تأثراً بالتعرفة الجمركية.وتتابع قوى السوق تطور أسعار النفط التي تراجعت قليلاً يوم الجمعة بسبب المخزونات الأمريكية، وفي حال أسفر اجتماع أوبك وروسيا الخميس عن الاتفاق على الاستمرار في خفض حصص الإنتاج، فقد تنتعش الأسعار من جديد، خاصة أن الوضع في العراق يصبّ في اتجاه دعم الأسعار.وأنهت المؤشرات الثلاثة الرئيسية للأسهم الأمريكية جلسة تداول مختصرة يوم الجمعة الماضي على انخفاض، متضررة من تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة والصين حول هونج كونج، وهو ما أذكى قلق المستثمرين بشأن محادثات التجارة بين العملاقين الاقتصاديين. غير أن المؤشرات أنهت الأسبوع على مكاسب مع صعود ستاندرد أند بورز 1%، وداو جونز 0.65%، وناسداك 1.71%. أما على الصعيد الشهري، فبلغت المكاسب 3.4% لستاندرد أند بورز، و3.7% لداو جونز، و4.5% لناسداك.وتدخل الأسهم الشهر الأخير من العام وسط موجة تفاؤل أنعشتها مبيعات يومي عيد الشكر والجمعة السوداء في مختلف بلدان العالم، خاصة منصات التجارة الإلكترونية التي سجلت أرقام مبيعات قياسية لهذا العام تجاوزت 4.4 مليار دولار. ويراهن المستثمرون على استمرار الزخم في موسم أعياد الميلاد ورأس السنة، ما يضيف للأسهم قوة فوق قوتها لتخرج من العام بمكاسب قياسية.

مشاركة :