عبد اللطيف الزبيدي هل تعريفات الأنظمة في العلوم السياسية، تشرح الصدر بشروحها؟ هل يكفي لتعريف دولة الإمارات العربية المتحدة، قولنا إنها دولة اتحادية أو كونفدرالية؟ نحتاج إلى ثمان وأربعين ساعة نختزل فيها ثمانية وأربعين عاماً من التنمية الشاملة في اتحاد ليس كالاتحادات، وكونفدرالية لا تشبه الكونفدراليات.لقد قامت دولة الاتحاد على جغرافيا الإمارات المتصالحة. مصطلح «المتصالحة»، أي غير المتنازعة، يعني أن الإمارات طوت صفحات من الماضي، وقررت تنمية المصالح العامة. بالتالي كانت ظروف التكامل مهيأة بالقوة لا بالفعل، بالإمكان لا بالوجود والعيان. كانت على موعد مع ظهور الرجل التاريخي الذي سيخرج الكيانات المتصالحة إلى التألق في قلب العصر. منذ انطلاقة اتحاد الإمارات سنة 1971، لا يعود تعريف الدولة بأنها كونفدرالية، كافياً لإعطائها حقها في الفرادة والخصوصية بامتياز في القيادة والقدوة القيادية في كل الإمارات وكلّ إمارة.الرجل التاريخي، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، تفرّد بروح قيادية لا تعرفها العلوم السياسية، ظلت لديه نهجاً طوال رئاسته، جعلها مبادئ أخلاقية للسياسة والحكم، لا ضوابط سياسة وحكم تخضع لها مبادئ الأخلاق والقيم. لهذا كان زايد طيّب الله ثراه إماراتياً، عربياً، مسلماً وإنسانياً معاً في آن. ذلك الرجل التاريخي الرمز، كافأت العناية الإلهية أخلاقه السياسية بشعب تخفق قلوبه حباً تلقائياً لوالده ورائده وقائده، لكن مكافأة العرفان بالجميل الكبرى، هي أن أصحاب السمو حكام الإمارات يجسّدون روحه الأبوية في أخلاقهم السياسية.ذلك هو الاتحاد الذي لا يشبه الاتحادات، لأن الإمارات أسرة، والأسرة لا حديث فيها عن نسبة فوز الأب في الانتخابات، والأب لا يفكر ليل نهار إلا في إسعاد أفراد أسرته، وهؤلاء حبهم فطري وصادق لوالدهم وأسرتهم وبيتهم: دار زايد. الآن، ما أسهل «القص واللصق» في الحاسوب، وما أصعبه في السياسة. عالمنا العربي المتعثر في مسيره ومصيره، يبدو: «كالعيس في البيداء يقتلها الظما.. والماء فوق ظهورها محمولُ». هل يريد الأشقاء العرب أروع من هذه السيرة والمسيرة؟ الإمارات أبدع مثال للتكامل العربي، لا لتكامل المكونات في البلد الواحد فحسب. فادخلوا جنّة التجربة بسلام. لزوم ما يلزم: النتيجة الفكرية: تقليد النظام السياسي في الإمارات، هو أصعب من ابتكار ألف نظام سياسي جديد. كل سنة والإمارات بخير. abuzzzbaed@gmail.com
مشاركة :