لا يغفل أحد ظاهرة انتشار الحسابات الوهمية الخارجية على موقع تويتر والتي تدار لأهداف تخريبية ضد السعودية.. لذا يجب أن نضع في اعتبارنا انه عند تداول أي حدث سياسي او اجتماعي يمس السعودية سيكون هناك من يصطاد في الماء العكر، سيجتمع الكاذبون والمنافقون والمجرمون مثلا تحت أي هاشتاق يسعى إلى إحداث الضجة والتضارب بين الأفراد المنقسمين فكريا حول قضية لها علاقة بالسعودية، وسيجتمع الخبثاء في أي قضية تمس علاقة المملكة مع الدول العربية أو الخليجية محاولين زعزعة ذلك الرابط المتين الذي يجمعها بهم؛ مثل ما حدث عندما أساء ذلك الكويتي المدعو دشتي - عضو مجلس الأمة الكويتي - الى السعودية في إحدى القنوات السورية، فوجد بعض المغرضين ذلك فرصة لخلق جو من الشحن النفسي بين فئة من الكويتيين والسعوديين على مواقع التواصل، ومع ان هذه المحاولات لم تنطل على كثير من العقلاء بين الطرفين - فالعلاقة التي توحد أبناء الخليج علاقة متينة لا تزيدها المواقف المختلفة إلا قوة - إلا ان الملاحظ أن هناك فئة تعاطت مع هذا الحدث بطريقة خاطئة ووقعت بلا إدراك منها في الفخاخ التي نصبها مثيرو الفتنة. علينا التفريق بين المواقف الفردية التي تمثل نفسها والمواقف العامة التي تمثل الجانب الرسمي، ويجب ان تكون ردود أفعالنا الشاجبة موجهة لمرتكبها فقط ولا يتم تعميمها على كل الأفراد في أي دولة، كما أن الصراع السياسي لا يجب تحويله بأي حال إلى صراع ثقافي بين الشعوب. تربيتنا السياسية أو (أخلاق السياسة) علينا أن نكتسبها من مواقف حكومتنا الرسمية في تعاطيها مع الأزمات وبعض المواقف السياسية؛ فهي التي تؤكد دائما في أي أزمة سياسية تحدث مع أي دولة في العالم أن هناك فرقا في موقف المملكة مع المشكلة القائمة في الجانب الرسمي وموقفها من شعب هذه الدولة على اختلاف مكوناته وانتماءاته، فمثلا المملكة أكدت في موقفها الأخير مع لبنان أنها تقف وتدعم الشعب اللبناني بكل مكوناته، وهذا ينطبق على ايران أيضا فنحن على خلاف سياسي بحت مع الحكومة الإيرانية نتيجة عداوتها السافرة لنا ومؤامراتها المستمرة في دولنا العربية، ولكن ليس لنا أي مشكلة مع الشعب الإيراني على اختلاف مذاهبه.. وعودة على قضية دشتي الذي تطاول على السعودية أقول: مقبول جدا أن ندين فعلة ذلك الصغير الذي تحدث عن المملكة بموقف مخزٍ بل ونغلظ عليه الإدانة، لكن لا يجوز لنا تحت اي اعتبار ان نعمم الإدانة على عموم الكويتيين أو أن يكون هناك مجال لتراشق التهم أو السباب أو الملامة.. أعتقد أن كلمة كثير من الإعلاميين الكويتيين وأعضاء من مجلس الأمة تجاه القضية كانت واضحة وتظهر استهجانهم واستقباحهم لتلك الفعلة التي بدرت من ذلك الشخص تجاه المملكة.. وفي هذه المواقف يجب علينا الا نلتفت أو ننجر للتناطح اللفظي مع حسابات في بعض المواقع مثل تويتر قد يكون اكثرها حسابات وهمية هدفها إثارة الرأي العام لهدف خبيث، وعلى الإعلاميين والمثقفين المعروفين أن يقولوا كلمتهم بمنطق الاحترام لتكون واضحة وتمثل وجهة النظر الحقيقية والمعتدلة لنا.. وفي كل الأحوال لدينا اعتقاد بأن الموقف الرسمي للكويت سيكون حاسما تجاه قضية ذلك الرجل وأن شقيقتنا الكويت لا يمكن أن تقبل اساءاته للمملكة والتحريض عليها وأنها ستتخذ اجراء ضده في ذلك.
مشاركة :