أمس، احتفلت البحرين بـ«يوم المرأة البحرينية».. هذا يوم جميل للمرأة وللوطن كله. حين تحتفل البحرين بيوم المرأة، فإنها تحتفل بتاريخ طويل حافل ممتد عبر عقود طويلة، وتحتفل بإنجازات كبرى حققتها المرأة عبر هذه العقود، وتحتفل بحاضر مزدهر تحقق فيه المرأة نجاحات غير مسبوقة. منذ عقود طويلة، والمرأة البحرينية بإصرارها وكفاحها ودأبها تحتل موقع الريادة في المنطقة كلها. منذ ذلك الوقت والمرأة البحرينية تشارك بفعالية في كل مجالات العمل الوطني، الاجتماعي والاقتصادي، والسياسي أيضا. عبر هذه المسيرة الطويلة شهدت البحرين منذ وقت مبكر نشوء جمعيات ومنظمات مدنية تعنى بقضايا المرأة وشؤونها وحقوقها ودورها ومكانتها في المجتمع. وعرفت البحرين عددا كبيرا من رائدات العمل النسائي سجل التاريخ أدوارهم وإنجازاتهم. غير أنه في عام 2001، شهدت مسيرة المرأة في البحرين وكفاحها من أجل حقوقها ومكانتها ودورها، نقلة نوعية تاريخية كبرى. في أغسطس من ذلك العام نشأ المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم. التاريخ سوف يسجل لسمو الأميرة سبيكة أنها صاحبة الفضل الأكبر في هذه النقلة النوعية وفيما وصل إليه حال المرأة البحرينية اليوم وما حققته من نجاحات وإنجازات. قبل كل شيء، سمو الأميرة سبيكة بما لسموها من حضور كبير وتأثير هائل وما تحظى به من احترام وتقدير، ومن رؤية واضحة لقضايا المرأة، هي مصدر الهام لكل النساء في البحرين بشكل عام، وللذين تولوا قيادة عمل المجلس الأعلى للمرأة بشكل خاص. سمو الأميرة سبيكة بحماسها الهائل لقضايا المرأة وتمكينها والارتقاء بمشاركاتها في الشؤون العامة في كل المجالات، نقلت هذا الحماس إلى الكل، ودفعتهم إلى التفاني وبذل أقصى الجهد. وهذا الحماس انتقل إلى كل وزارات ومؤسسات الدولة التي وضعت قضايا المرأة ودورها ومشاركاتها على رأس أولوياتها وبرامجها. المجلس الأعلى للمرأة منذ أن بدأ ممارسة عمله في عام 2001، وضع خطة وطنية طموحة للارتقاء بأوضاع المرأة ولتمكينها، ووضع برامج مدروسة بعناية لتحقيق أهداف الخطة، وتابع تنفيذها مع كل مؤسسات الدولة بدأب وجد. ولا بد هنا أن نعبر عن التقدير للدكتورة هالة الأنصاري الأمين العام للمجلس، وكل فريق العاملين معها. نتائج قيادة سمو الأميرة سبيكة للمجلس الأعلى، والجهود التي بذلها المجلس كانت مبهرة حقا. يكفي أن نتابع ما تنشره هذه الأيام مختلف الوزارات والمؤسسات من إحصاءات وحقائق حول وضع المرأة والمكانة التي أصبحت تحتلها.. ويكفي غير هذا أن نتابع الحضور الهائل للمرأة البحرينية في كل مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وما تحققه من نجاحات، كي ندرك مدى ما حققته المرأة من إنجازات بارزة، بحيث أصبحت تمثل «نموذجا حضاريا يحتذى»، كما قالت سمو الأميرة سبيكة عن حق. غير كل هذا، ولا يقل عنه أهمية أبدا، جانب آخر لا يتنبه إليه الكثيرون. سمو الأميرة سبيكة بقيادتها للمجلس الأعلى للمرأة وما حققه المجلس وحققته المرأة البحرينية من إنجازات ومكانة، قدمت إلى البحرين واحدا من أكبر وأقوى أسلحة القوة الناعمة التي تمتلكها البحرين اليوم. وليس هذا بالإنجاز البسيط. قضايا المرأة وحقوقها ومكانتها ودورها أصبحت في عالم اليوم من اكبر المعايير للحكم على الدول ومدى تقدمها أو تأخرها، وفي تحديد صورتها في الخارج، بالإيجاب أو السلب. ولهذا، حين يتم تقديم النموذج البحريني في هذا المجال إلى دول العالم، وأن يعرف العالم الصورة المشرقة للمرأة في البحرين وما حققته من نجاحات وإنجازات وما أصبحت تحتله من مكانة، فهذا في حد ذاته إظهار لواحد من أكبر صور قوة البحرين الناعمة، وتعزيز لمكانة البحرين في العالم. وقد كان أمرا جيدا جدا ما تابعناه في الفترة الماضية، حين قامت الدكتورة هالة الأنصاري بزيارة عدة دول وشاركت في مؤتمرات ومناسبات عرضت فيها بالتفصيل تجربة المجلس الأعلى وقدمت صورة تفصيلية لما حققته المرأة في البحرين. ونتمنى أن يتواصل هذا الجهد، وأن يكون لسفارات البحرين في الخارج دور في تقديم الملف المشرف لإنجازات المرأة البحرينية إلى العالم. وإذ نبارك للمرأة البحرينية يومها الوطني الذي نحتفل به، فإن كل كلمات الشكر تعجز عن أن توفي صاحبة السمو الأميرة سبيكة حقها لما قدمته وقدمه المجلس الأعلى في ظل رئاستها للوطن كله وليس للمرأة وحدها.
مشاركة :