فاز الهلال وفرحت المملكة فاحتفل الخليجيون وانتعشت آسيا، نعم فوز الهلال باللقب القاري أفرح الوطن بعودة زعيمه للتربع على عرش القارة مجدداً، مما جعل الخليجيين والعرب في العراق والأردن واليمن يحتفلون بهذه الفرحة العارمة التي انعش صداها القارة الآسيوية قاطبة. ففوز الهلال لم يكن فوزا عابرا، بل درسا في العزيمة والإصرار وقبل كل شيء الثقة بالنفس وعدم اليأس، حيث إن اللقب الآسيوي استعصى وتمرد كثيراً على الفريق الهلالي لمدة ستة عشر عاماً متتالية بسبب أخطاء هلالية في مرحلة من المراحل، وبسبب تكالب الظروف ضده ما بين الحظ تارة والتحكيم تارات مما حرم الهلال من الفوز باللقب في أكثر من مناسبة أبرزها المهزلة التحكيمية النيشيمورية الشهيرة، وآخرها موقعة أوراوا في العام 2017 والتي خسرها الهلال باتحاد الإصابات والحظ والتحكيم ضده، ولأنه الهلال الذي لا يسقط حتى وإن تعثر، ولا يستسلم حتى وإن حورب، ولا يوجد في قاموسه كلمة مستحيل، فقد عاد من الباب الكبير بتحقيق اللقب الآسيوي عبر نفس الفريق الياباني (أوراوا) محققاً عدة مكاسب أهمها استعادة اللقب، ومن ثم أخذ ثأر 2017 بطريقة كاتمة للأنفاس عبر فوزين مزدوجين متصاعدين في النتيجة ذهاباً وإياباً وكأني بالهلال يعاقب أوراوا على جرأتهم في العام 2017 بسلب اللقب بالطرق غير المشروعة. ثالث مكاسب الهلاليين أنهم تأهلوا مباشرة لكأس العالم للأندية في الشهر القادم (ديسمبر 2019) والعام 2021 مع إمكانية التأهل في العام 2020 في حال تحقيق اللقب بشكل مباشر أو الفوز على وصيف اللقب القادم ليتواجد الهلال في ثلاث نسخ عالمية متتالية (هاتريك) وكأني بالزمن ينصف الزعيم بعد جور الظروف في السنوات الماضية، وآخر المكاسب وليس الآخير هو الإيراد الكبير الذي جناه الهلال من بيع القميص الهلالي، حيث اكتظ متجر الهلال بالزوار بشكل يفوق الوصف، محققاً عوائد كبيرة وغير مسبوقة. أختم بأن مكاسب الهلال لم تقتصر على الهلال فقط بل إن موسمي الدرعية والرياض استفادا من تتويج الهلال باللقب القاري عبر امتلاء ساحتي البوليفارد والدرعية بالجمهور الأزرق طوال الأسبوع الماضي، محققاً إيرادا مميزا للمنظمين على صعيد التذاكر وغيرها، ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن الاتحاد الآسيوي هو الآخر انتعش بالهلال، حيث إن نسبة مشاهدات مباريات الهلال في الدورين النصف النهائي والنهائي حققت أرقاما غير مسبوقة عبر رابط البث المباشر في اليوتيوب، وهذا مؤشر إيجابي ونجاح كبير للاتحاد الآسيوي.
مشاركة :