باحثة تكشف حكاية معبد إله المرح الذي حمى نساء مصر القديمة من الكائنات المؤذية

  • 12/3/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يعد معبد بس من المعابد الفريدة بالواحات البحرية، والذي تم الكشف عنه عام 1988م أثناء حفائر المجلس الأعلى للآثار، وهي حكاية ضاربة في التاريخ كشفتها الدكتورة فاطمة عبد الرسول مفتشة حفائر بالواحات البحرية وباحثة في الآثار المصرية القديمة، والتي قالت إن المعبد يقع في منطقة  القصر عاصمة الواحات البحرية قديماَ.وتابعت: شيد المعبد من الطوب اللبن فوق أساسات من الحجر الجيري، ويبدو أن استخدام الطوب اللبن في بناء المعبد يرجع إلي أن مادة الطوب اللبن مناسبة لطقس الواحات الحار، ومن المعروف أن هذه المادة تمتص درجات الحرارة, وقد أستخدمت في تشييد كثير من منشآت الواحات وظل الطوب اللبن مستخدماَ حتى العصر الحديث.ويتبع المعبد في تخطيطه نفس تخطيط المعابد المصرية التي ترجع للفترة اليونانية والرومانية"دندرة- إدفو-كوم إمبو"، ويتقدمه طريق يؤدي إلى مدخل المعبد، وكان يوجد على جانبي الطريق تماثيل أبو الهول حيث عثر على بعض بقايا تلك التماثيل، وفي نهاية طريق تماثيل أبو الهول يوجد المدخل الرئيسي المؤدي إلى داخل المعبد مباشرةَ إلى صالة مكشوفة مستطيلة الشكل عثر بها على تمثال ضخم  قد يكون الأكبر للمعبود بس حتى الآن في مصر.ويتكون المعبد من طريق يؤدي للمعبد ومدخله ثم صالة مكشوفة للجمهور, وخلف هذه الصالة حجرتان ثم صالات خاصة، وينتهى بقدس الأقداس الواقع في النهاية الجنوبية من المعبد، وقد تمت له إضافات في نهاية العصر الروماني، وتمثلت في أن الحجرتين الواقعتين خلف الصالة العامة المكشوفة قد تم إغلاقهما وتقسيمهما إلى ثلاث صفوف متوازية من الحجرات , كل صف به ثلاث حجرات،وعثر أيضاَ بجوار المعبد على بئر للمياه ربما يكون بئر للتطهير.وقد تمتع بس بشعبية هائلة خاصة وسط الشعب، حيث كان معبوداَ للموسيقى والرقص والمرح والنبيذ الذي يجلب النشوة والمتعة، لذا أعتقد أنه يمثل معبوداَ  للخمر والنبيذ المصنوع  من العنب والبلح بالواحات البحرية، وبذلك أصبح  أساس مصدر الحياة الرئيسي،وما يؤكد أهمية المعبود بس في الواحات البحرية ظهوره وتصويره في أكثر من موقع، على سبيل المثال  ظهر في المقصورة الثالثة من مقاصير " عين المفتلة" وظهر أيضاَ على جدران مدفن " أبو منجل"  على الجانب  الشمالي للفناء الخاص للمدفن .وتخطى بس دور معبود المرح والسرور وأصبح حامياَ للنساء أثناء الوضع وحارساَ أميناَ  للمنزل من الأرواح الشريرة،لذلك نجدة مصوراّ كثيراَ على مقابض المرايا ومساند الرأس،وأصبح بس  معبوداَ للإنتقام والحرب في العصر اليوناني والروماني صور أحياناَ حاملاَ اثنين من السكاكين في يديه, أو كمحارب  يظهراَ مرتديداَ صدرية مدرعاَ, ويمسك في يده سيف ودرع.ولعب بس دورا جوهرياَ في مجتمع الواحات البحرية خاصة في ظل العثور على معبد كرس لهذا المعبود, ويعد المعبد الوحيد المكتشف والمكرس للمعبود بس حتى الآن في مصر, بالإضافة  إلى تمثاله الضخم، والتي يمكن تفسير دورة بالمعبد معبوداَ شافياَ بشكل أساسي إلى جانب إعتباره معبوداَ للمرح والسرور والنبيذ, ويستند هذا الاعتقاد على إعتبار أن بس حامياَ ضد الحيوانات والكائنات المؤذية والسامة مثل الأسود والتماسيح والعقارب والثعابين لذلك فوق لوحات حورس السحرية والشافية التي تصور حورس منتصراَ على الحيوانات والكائنات المؤذية نجد دائما قناع بس مصور فوق أعلى اللوحة فوق رأس حورس.

مشاركة :