سيطر تنظيم الدولة الاسلامية الاحد على مدينة الرمادي العراقية، مركز محافظة الانبار بعد انسحاب قوات امنية من مراكزها، بينما تراجع من مدينة تدمر الاثرية في سوريا بعد موجهات مع القوات النظامية، في معارك ادت الى مقتل مئات المدنيين والمقاتلين في المدينتين. وسارع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي الى توجيه قواته "بالثبات" في مراكزها وعدم السماح للتنظيم المتطرف "بالتمدد" نحو مناطق اضافية، طالبا في الوقت نفسه من قوات الحشد الشعبي ، الاستعداد للمشاركة في معارك الانبار ذات الغالبية السنية. وتعد سيطرة التنظيم على الرمادي ابرز تقدم له في العراق منذ هجومه الكاسح في شمال البلاد وغربها في حزيران/يونيو الماضي. وباتت المدينة ثاني مركز محافظة عراقية في يديه، بعد الموصل مركز محافظة نينوى، اولى المناطق التي سقطت في هجوم حزيران/يونيو الماضي. وكان مسؤولون عراقيون اكدوا انسحاب القوات لا سيما من مقر قيادة عمليات الانبار في شمال الرمادي، القريب من اللواء الثامن. وقال مهند هيمور، وهو متحدث ومستشار لمحافظ الانبار صهيب الراوي، لوكالة فرانس برس ان "مقر قيادة عمليات الانبار اخلي". واكد عقيد في الشرطة ومقدم في الجيش الانسحاب نحو غرب الرمادي. وامر العبادي، وهو القائد العام للقوات المسلحة، قواته "بالثبات"، سعيا لتفادي الانهيارات التي اصابت العديد من القطعات الامنية امام هجوم التنظيم العام الماضي، ما اتاح لداعش السيطرة على مناطق واسعة في غضون ساعات، والاستحواذ على معدات عسكرية واسلحة ثقيلة. وقال سعد الحديثي، المتحدث باسم رئيس الوزراء، لفرانس برس ان العبادي "وجه (...) القوات المسلحة من (وزارتي) الداخلية والدفاع والرد السريع ومكافحة الارهاب وابناء العشائر، بالثبات في مواقعها والحفاظ عليها، وعدم السماح لتنظيم داعش بالتمدد في مناطق اخرى من مدينة الرمادي". واشار الى "غطاء جوي مستمر" من سلاحي جو الجيش والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، ما "سيساعد القوات البرية هناك للحفاظ على مواقعها بانتظار وصول الدعم (...) من خلال قوات امنية والحشد الشعبي". وكان الحديثي اعلن ان العبادي طلب من "هيئة الحشد الشعبي، بالاستعداد والتهيؤ للمشاركة في العمليات القتالية في محافظة الانبار دعما للقوات المسلحة ولابناء العشائر (السنية)، لاستعادة السيطرة على مدن الانبار". وتأتي هذه الخطوة بعد اشهر من عدم تحبيذ سياسيين سنة ومسؤولين محليين مشاركة هذه الفصائل في معارك الانبار حيث يسيطر التنظيم على مساحات واسعة. الا ان تقدمه دفع مجلس المحافظة الى طلب المساندة. وقال مهدي صالح النومان، معاون محافظ الانبار للشؤون الامنية، ان طلب المجلس يشترط مشاركة "السرايا المنضبطة والمشهود لها بالعمل النزيه". ويعود عدم تحبيذ مشاركة الفصائل الشيعية في معارك الانبار، الى تخوف من تكرار قيام بعض العناصر منها باعمال سلب ونهب، بعد مشاركتهم في استعادة مدينة تكريت ذات الغالبية السنية شمال بغداد مطلع نيسان/ابريل. واتى استحواذ التنظيم على كامل الرمادي التي كان يسيطر على بعض احيائها منذ مطلع العام 2014، بعد هجوم واسع بدأه مساء الخميس، واستخدم فيه بكثافة التفجيرات الانتحارية التي مهدت لتقدمه. وردا على سؤال عن ضحايا الهجوم، قال هيمور "ليس لدينا رقم دقيق للضحايا، لكن نعتقد ان ما لا يقل عن 500 شخص بين مدني وعنصر امني قتلوا خلال اليوم الماضيين". وادى الهجوم كذلك الى نزوح نحو ثمانية آلاف شخص خلال يومين، بحسب ما اعلنت منظمة الهجرة الدولية الاحد. ويسيطر التنظيم على مساحات واسعة من الانبار، كبرى المحافظات العراقية، والتي تتشارك حدودا طويلة مع الاردن والسعودية وسوريا. وعلى الجانب الآخر من الحدود، صدت قوات النظام السوري هجوم التنظيم على شمال مدينة تدمر الأثرية في محافظة حمص ، حيث حصدت المعارك اكثر من 300 قتيل خلال خمسة ايام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان التنظيم "انسحب من معظم احياء تدمر" الشمالية بعد اقل من اربع وعشرين ساعة على دخولها. واكد محافظ حمص طلال البرازي "افشال هجوم التنظيم واقصاء عناصره من الاطراف التي كانوا يتواجدون فيها في شمال وشرق مدينة تدمر". وتواصلت المعارك الى الشمال من المدينة المعروفة بموقعها الاثري المدرج على لائحة التراث العالمي والواقع في جنوب غربها. كما تدور معارك في محيط سجنها المركزي ، وهو من الابرز في البلاد .
مشاركة :