أكد وزير الاقتصاد اللبناني في حكومة تصريف الأعمال منصور بطيش في مقابلة مع "الحدث"، أن السوق اللبناني يعاني من جفاف الدولار، كاشفاً أن 4 مليارات دولار تم سحبها من المصارف منذ سبتمبر إلى المنازل، وهي تشكل 3% فقط من قيمة الإيداعات في المصارف البالغة 172 مليار دولار. وفي حين لفت إلى أنه تم تحويل مبالغ من المصارف إلى الخارج "لم يُعرف حجمها"، عاد ليؤكد أن لا خوف على أموال المودعين في المصارف اللبنانية. وفي سؤال ما إذا كان هناك إمكانية لإعادة الأموال التي تم تحويلها إلى الخارج، مرة أخرى إلى البنوك لاسيما وسط ما يحكى عن أنها تعود لمسؤولين وزعماء في الطبقة الحاكمة، بدا لافتاً عدم نفيه لهذه الأقاويل قائلا: "هذا الأمر يتم التباحث به حالياً". واعتبر بطيش أن الحلول الجذرية للأزمة تتمثل بتشكيل الحكومة، قائلا: "لا يجب إنكار حجم الأزمة التي يمر بها لبنان". سلة تدابير استثنائية وكان ذكر بطيش أنه طالب، خلال اجتماع عقد في قصر الرئاسة لبحث علاج الأزمة المالية، حاكم مصرف لبنان والبنوك التجارية بخفض أسعار الفائدة 50% في إطار إجراءات لإنهاء أزمة مالية. ومن ضمن الإجراءات الأخرى التي اتفق عليها في اجتماع بعبدا عصر يوم الجمعة الماضي: - عدم اللجوء إلى الـHair cut على الودائع، ولا التلاعب بسعر العملة. -زيادة الضمانة على الودائع من خلال مؤسسة ضمان الودائع من 5 ملايين إلى 75 مليون ليرة لكل وديعة، والإسراع بإقرار قانون في مجلس النواب. - التشديد على التقيد بتعميم مصرف لبنان بزيادة رساميل البنوك اللبنانية بما يصل إلى 20%، وستتم الزيادة بالدولار الأميركي على مرحلتين: الأولى بنسبة 10% بنهاية العام الحالي، والثانية بنسبة مماثلة في مهلة أقصاها نهاية يونيو من العام المقبل. موجودات في الخارج بالمقابل، أكد أن مصرف لبنان المركزي والقطاع المصرفي اللبناني لديهما ما يكفي من السيولة في الخارج، فندها على الشكل الآتي: - مصرف لبنان لديه 35 مليار دولار في الخارج: 30 مليار دولار في البنوك المراسلة، ومليار دولار في الأوراق المالية الدولية. - أمّا البنوك اللبنانية، قلديها موجودات بـ14 مليار دولار في الخارج: 9 مليارات لدي البنوك المراسلة، و4 مليارات دولار لدى الشركات والبنوك التابعة، ومليار دولار لدى البنوك المركزية. لا علاقة لانهيار العملة السورية بلبنان من ناحية أخرى، شدد على أن لا علاقة لانهيار العملة السورية بالسوق اللبناني، في وقت يتواصل انهيار سعر الليرة السورية، ليسجل سعرا جديدا عند 980 ليرة مقابل الدولار. وبعد أن شهد سعر صرف الليرة السورية، الأسبوع الماضي، تدهوراً متسارعاً أمام الدولار الأميركي، وصل على إثره إلى أدنى مستوى له في تاريخها منذ بداية الحرب، أكدت مصادر أن أزمة لبنان المالية هي من ألحقت الضرر الشديد باقتصاد سوريا المجاورة، وذلك إثر تجفيف منبع حيوي للدولارات دفع الليرة السورية إلى مستويات قياسية منخفضة.
مشاركة :