طهران/محمد قورشون/الأناضول - المسلسلات الأكثر شعبية "السلطان عبد الحميد"، "حب للإيجار"، "الطائر المبكر"، و"إسطنبول الظالمة" - إيرانيات يأملن في إكمال أولادهن التعليم الجامعي بتركيا من شدة تعلقهم بالدراما - تقارب الثقافة والعادات تزيد من تعلق المشاهد الإيراني بتلك الأعمال وجد الإيرانيون في الدراما التركية التي يتابعونها على شاشات التلفاز، فرصة عظيمة لتعلم اللغة التركية، ومعرفة عادات البلاد وثقافتها عن كثب. وفي العاصمة طهران، تحدث إيرانيون، للأناضول، عن مدى حبهم للمسلسلات التركية، ومتابعتهم لها وبينها "السلطان عبد الحميد"، والطائر المبكر"، و"إسطنبول الظالمة"، و"الوصال"، و"العشق الفاخر". تقول مريم محمد، التي تقيم في قلب طهران، وهي ربة منزل لديها طفلان، إن بلادها وتركيا دولتان قريبتان من بعضهما البعض للغاية من الناحية الثقافية. ** تطوير لغتي التركية وتفيد مريم أنها تستمتع للغاية وهي تتابع الدراما التركية، مضيفة: "كما أجد في ذلك فرصة عظيمة لتطوير لغتي التركية، وتحدثها بطلاقة؛ لذلك أشاهد باستمرار تلك المسلسلات، فضلا عن القنوات التلفزيونية التركية المختلفة". وتوضح أنها من فرط حبها للغة التركية أطلقت على ابنتها اسم "بارلا" التركي، وتجعلها تتابع أفلام الكرتون التي تبث على قناة (TRT) التركية، كما ترغب في أن يتلقى ابنها تعليمه الجامعي بتركيا. وتشير مريم كذلك إلى أن الدراما التركية إلى جانب فائدتها من حيث تعلم اللغة، تقدم لها ولغيرها من المتابعين معلومات كثير عن تركيا بشكل عام، وحضارتها، وثقافتها بشكل خاص. في سياق متصل، تقول أمينه رفاتي، وهي ربة منزل، وأم لطفلين، إنها زارت تركيا كثيرًا، وتحب مدينتي إسطنبول وأنطاليا. وتعرب رفاتي بدورها عن حبها للمسلسلات التركية، وأنها كانت تشاهدها مدبلجة عبر قنوات إيرانية، لكنها بعد ذلك بدأت تشاهدها بلغتها الأصلية في القنوات التركية. وتضيف: "هناك العديد من المسلسلات التركية التي أشاهدها وتروق لي كثيرًا، مثل حب للإيجار، وعروس إسطنبول، وحب أسود وأبيض". وتستطرد رفاتي قائلة: "حينما أزور تركيا لا أشعر بغربة، ولا نشعر أننا أجانب، فالأتراك يتعاملون معنا بحفاوة، وهناك الكثير من الجوانب الاجتماعية المشتركية بيننا مثل عادات الأعراس، وليلة الحناء، وهذا ما أدركناه من خلال الدراما". كما تشير أن العائلة استعانت بمدرسين لتعليم التركية، واستفادوا كثيرًا من المسلسلات، مضيفة: "ولدينا رغبة كبيرة ليتعلم أبنائي في تركيا". المواطنة الإيرانية تابعت حديثها قائلة: "نحن نذهب لتركيا باستمرار، حيث نحب قضاء عطلاتنا هناك. وأنطاليا مدينة جميلة للغاية، وأعجبت كثيرًا بالجامعات، لذلك أرغب في أن يدرس ابني المرحلة الجامعية في هذا البلد". وتنوه السيدة بقرب العادات والمعتقدات بين البلدين، "وهذا ما يتضح كثيرًا عند زيارة تركيا في شهر رمضان أو عيد الأضحى، إذ لا نشعر بأننا غرباء عن عادات الأتراك في تلك المناسبات". على نفس الشاكلة، تقول السيدة سناء بناهي، إنها بدأت تفهم التركية خلال عام من متابعة المسلسلات، مشيرة أن أسرتها كانت تندهش من تعلقها بتلك الدراما، قبل أن يصبحوا أكثر منها تعلقًا. وتكشف أنها كذلك لم تكن من متابعي الدراما التركية، لكن شعبيتها دفعتها لخوض تجربة المشاهدة، وكان أول مسلسل "الحب الأعمى" الذي أعجبت به كثيرًا. ومن هنا بدأت متابعة تلك المسلسلات بشكل كبير. ** أحبوا إيران بقدر حبي لتركيا بناهي أشارت، في حديثها أيضًا، أنها شاهدت مسلسلات "الطائر المبكر"، و"فضيلة هانم"، و"العشق الفاخر"، و"رائحة الفراولة"، مبينةً أن أكثرها حبًا إلى قلبها هو "الطائر المبكر"، و"العشق الفاخر"، لأنها تفضل الرومانسية والكوميدية. كما تفيد بناهي أنها عند مشاهدة الدراما تركز على طريقة نطق الكلمات، ولاحقًا بعد نهاية المسلسل تبحث عن معانيها، وبهذه الطريقة تجيد تعلم اللغة. وتوضح: "لقد أحببت الثقافة التركية لأني أراها طبيعية، وليست مملة، وتعلمت منها الكثير، وأقوم بتطبيقها في حياتي الشخصية". وتختم بالقول: "طلبي أن يحب الأتراك إيرن بمقدار حبي لبلادهم. فالحب المتبادل شيء طبيعي جدًا. ولو لم أكن أعيش بإيران لتمنيت أن أعيش بتركيا". تجدر الإشارة إلى أن المسلسلات التركية حققت نجاحا ملحوظا، خلال السنوات العشر الأخيرة، على شاشات 156 دولة، بحجم تصدير بلغ قرابة 350 مليون دولار. وفي وقت سابق قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إن المسلسلات التركية باتت تحظى بمشاهدة 500 مليون شخص في 156 دولة. وأشار أردوغان إلى أن هذا الإنجاز تحقق بفضل الدعم الذي قدّمه "حزب العدالة والتنمية" لهذا القطاع منذ مجيئه إلى السلطة. وأعرب الرئيس التركي عن شكره للفنانين والرياضيين حيال المساهمات التي يقومون بها من أجل رفع شأن تركيا.، مؤكّدًا على أهمية الثقافة والفن والرياضة باعتبارها قيمة مشتركة بالنسبة لجميع الأمم. ولفت الرئيس التركي إلى أن حكومة "حزب العدالة والتنمية" زادت الدعم للأنشطة الثقافية في البلاد 50 ضعفًا مقارنة بالوضع عام 2002. وأضاف أن تركيا تحولت إلى ماركة عالمية في مجال المسلسلات، التي تحظى حاليًا بمشاهدة 500 مليون شخص في 156 دولة. وأوضح أن تركيا صارت في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة في قطاع إنتاج المسلسلات. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :